| شرفات
أجرى الحوار فهد خالد العايد:
حقق برنامج «الراوي» الشعبي الذي قدمته قناة قطر الفضائية خلال شهر رمضان المبارك نجاحاً باهراً وحقق شهرة واسعة داخل دول مجلس التعاون لأنه يحكي ويعرض تاريخ الآباء والأجداد. وكان هذا البرنامج «محط» أنظار محبي الشعر والرواية وقد قامت القناة بإعادة بثه مرة أخرى. وحتى الآن والأمر عادي ولكنني فوجئت لأول مرة أشاهد البرنامج بأن لهجة مقدم البرنامج «سعودية»!
وزادت دهشتي عندما علمت أن القصص والأشعار وأبطال القصص إنما هي من تراثنا الشعبي والأبطال هم أبناء هذا الوطن!!
لتنتهي بي المفاجآت بأن مقدم البرنامج يسكن مدينة الرياض!
فتساءلت بسرعة من المقصر في احتضان ودعم هذا الرجل؟
هل المقصر نحن الإعلاميين أم أن التلفزيون أيضا له دور أم أن المقصر هو )الراوي( نفسه؟
حاولنا من خلال هذا الحوار تسليط الضوء على هذا البرنامج ومقدم البرنامج الراوي محمد الشرهان.
أنت تقدم برنامجا «شعبياً وشعرياً» فهل أنت «شاعر»؟
- لا لست شاعراً! وإنما أنا متذوق وعاشق لهذا الوجه من أوجه أدبنا العربي وسبب تعلقي وعشقي للشعر هو أن والدي وأعمامي كان لهم مجلس شعبي عبارة عن «منتدى» مصغر يجتمع فيه العديد من الشعراء ومحبي الشعر ومنذ «صغري» تعلقت بالشعر.
وكيف استطعت «تجميع» وحفظ هذه الروايات وأصحابها؟ ومنذ متى نمت عندك هواية «الرواية»؟
- بدأت جمع الروايات والأشعار ومناسباتها التي حصلت عليها «مباشرة» من أفواه الشعراء أصحاب القصة نفسها وكنت أوثقها بواسطة آلة تسجيل إضافة الى ما وثقه زملائي الآخرون سواء كان سمعيا أو كتابيا وبدأت عندي هذه الهواية «التجميع» قبل أربعين عاماً مضت.
ماذا عن «الراوي».. البعض يجهل هذا الفن لماذا؟
- «الراوي» فن ومهنة قديمة جدا وكان «الراوي» يشكل مرجعا تاريخيا ويلعب دورا مسليا حيث كان أفراد القبيلة أو القرية يجتمعون في تجمع عادة يكون في فترة المساء وتكون الجلسة كمنتدى حيث يقوم الراوي برواية القصص والأشعار وسير الأبطال وكان له شأن كبير وكان مرجعا تاريخيا وترفيهيا وبعد ظهور وسائل الإعلام خطفت «المهنة» من الراوي وذلك عن طريق إنتاج المسلسلات والأفلام التاريخية.
ونحن «الرواة» نسعى للاستفادة من وسائل الإعلام والتطور التقني لإعادة فن «الراوي» من جديد ونشر ثقافة وتاريخ بلدنا الحبيب.
كيف تم التعاون بينك وبين قناة قطر الفضائية في إعداد برنامج «الراوي»؟
- تعاوني مع تلفزيون قطر ليس في هذا البرنامج حيث سبق لي عام 96م تسجيل «تسع» حلقات في برنامج شعبي وسجلت هذه الحلقات في الرياض وخلال المدة من 96م حتى2000م شاركت في العديد من المحافل الشعبية والشعرية والأدبية وخصوصا في دولة الكويت التي وجدت منهم كل عناية ودعم حيث استضافتني القناة الفضائية الكويتية في برنامج «فكر وفن» أكثر من ثلاثة لقاءات كانت متفاوتة وكان هذا البرنامج يهتم بالمجال الشعبي وكان آخر تلك اللقاءات خلال شهر )أبريل( عام 2000م وكان لقاء امتد لأكثر من ساعتين وكان ممتعا وشيقا في أسلوب الطرح وتنوع أبواب القصائد وفعلا أعادتها القناة الكويتية وكانت الأخت «أمل عبدالله» مقدمة البرنامج.
وقد اطلع أحد المسؤولين الكبار في دولة قطر على هذه الحلقة وأوعز للأستاذ الشاعر «محسن النعيمي» مسؤول البرامج الشعبية في تلفزيون قطر بالاتصال بي وعرضوا علي الفكرة واستحسنت الفكرة وسجلنا 30 حلقة بكل نجاح.
وللحق فقد وجدت من الاخوة في قطر كل تعاون.
ولكن لماذا لم تتجه الى التلفزيون السعودي بهذا البرنامج؟
- فكرة البرنامج ليست فكرتي وإنما فكرة التلفزيون القطري.
ألا يوجد تعاون بينك وبين إذاعة وتلفزيون الرياض؟
- بالنسبة للإذاعة يوجد تعاون قائم بيننا وأجد منهم كل تشجيع وتقدير وسبق لي المشاركة مرات عديدة.
وماذا عن التلفزيون؟
- لا يوجد تعاون وعن سبب عدم التعاون معهم فهذا السؤال يوجه للمسؤولين عن الأدب الشعبي!! وأنا ليس عندي مانع بالتعاون معهم ولكن لابد من مراعاة حقوقي وأيضا شروطي!
وهل لك شروط، وما هي؟
- عندما يطلب الاخوة مني في التلفزيون عندها يكون لكل حادث حديث.
هل ستعيد التجربة مرة أخرى مع القناة القطرية؟ وهل تلقيت عروضا من قنوات أخرى؟
- نعم لا مانع عندي من إعادة التجربة لأنه لا توجد أسباب للرفض ما دامت التجربة مفيدة لي معنويا وماديا.
وقد تلقيت عرضا من إحدى القنوات الفضائية ولكنه شفهي وتلقيت أيضا عروضا من مؤسسات إعلامية رفضتها لأنها لا تحفظ لي حقوقي المادية ولأن الهدف لها تجاري بحت.
لماذا لم تشارك في مهرجان الجنادرية هذا العام؟
- كنت أشارك سابقا وكنت ألقي قصائد وقصصا ضمن المثقفين وانقطعت هذا العام لأنه لم توجه لي دعوة! وكنت أتوقع أن يقام لي أمسية للراوي في قاعة الملك فيصل أسوة بالفعاليات الأخرى.
من هو الشاعر بنظرك؟
- هو الذي يتردد شعره على أفواه الناس ولو كان بيتا واحدا، فالشعراء الأوائل الأفذاذ ماتوا ولم ينقطع ذكرهم مثل ابن لعبون -ابن سبيل - القاضي - الشريف.
ما رأيك بالشعر المسمى «بالنثر»؟
- أعتقد أنه مقتبس من عنوانه واعتبره كلاما في كلام ومن يقوله يعجز عن «تطويع» الكلمات والحروف لصالح شعره فهو يلجأ للهرب الى هذا الشعر.
مقتطفات من الحوار
تساءل الشرهان عن وقت عرض برنامج «حياة البادية» أو ألوان شعبية وطرح السؤال الآتي:
هل يعقل أن يكون زمن عرض هذه البرامج الشعبية الساعة الخامسة عصرا.. لأن هذا الوقت «ميت» ووقت ضائع، لماذا لا يكون في فترة معقولة، وقت «حي» ومعقول.
اعتبر الشرهان نفسه «سفيرا» للسعودية لأنه يقوم بنشر الأحداث والقصائد والأشعار التي وقعت في «نجد» ويبثها خارج نطاق الجزيرة العربية ويذكر فيها بطولات وشهامة وشجاعة وكرم ورجولة أبناء الوطن.
قال إنه يسعى في الوقت الحالي للبحث عن وسيلة والحصول على عرض مناسب من إحدى الشركات الإعلامية الوطنية لتوثيق ما يقوم بتسجيله وما يستطيع أن يسجله حتى يكون لدى المشاهد الخليجي «مكتبة موثقة».
أكد على أن أسلوبه وطريقة عرضه وحديثه هي الأساس وهي حجر الزاوية لأن القصص والأشعار التي يرددها موثقة ومعروفة.
|
|
|
|
|