| تحقيقات
تحقيق - مناور صالح الجهني:
أم الجماجم أو بوابة المنطقة الوسطى الشمالية هذا الاسم يعرفه كل مسافر عبر الطريق الذي يتخللها وكل مسافر قدم من الدول المجاورة لشمال المملكة، ويعرفه كل من قدم لتأدية مناسك الحج والعمرة فكيف لايعرفه الجميع وهي تلك القرية الواقعة على طريق دولي في أحضان رمال الدهناء الذهبية، فحقاً إنها بوابة المنطقة الوسطى الشمالية، واليوم أتينا لنفتح هذه البوابة ونطلع على ما بعدها، لاشك ان البوابة دائما تكون هي الواجة الرئيسية للمنزل فلذلك تجد أصحابها يحرصون على إظهارها بمظهر جيد يرتاح له كل زائر فإذا كانت البوابة تحظى باهتمام كبير، فمن الأولى أن يكون ما بعد البوابة أجمل وأكثر اهتماماً فهانحن ندخل مع هذه البوابة مدار تحقيقنا ونفتش أسرارها ونتجول بداخلها ونطلع على كل ما هو مسدل عليه الستار فإليكم حصيلة ذلك ونتمنى ان ينال الهدف المنشود من تحقيقنا .
أم الجماجم في الماضي وحيث انها تعتبر قديمة التقينا بأحد سكانها القديمين وهو المواطن دعسان ثامر الميموني وقال إنها عبارة عن آبار طويلة تعود إلى عهود قديمة وتتميز بكثرة مائها ولذلك كان يقطن سابقاً الكثير من البدو الرحل وقت الصيف، كانوا يقدمون إليها مع بداية دخول فصل الصيف ويبقون فيها لحين انتهائه ومن ثم يرحلون وقت الشتاء، حيث يجتمع عليها ما يقارب «80» بيت شعر ومع ذلك كانت المياه كافية لسقياهم ومواشيهم طيلة وجودهم وقال بأننا كنا نقوم بالوقوف عليها لمدة «24» ساعة متواصلة نستخرج الماء من قعرها العميق نسكبه في حياض الابل التي قمنا بتصميمها من الصخر بالقرب من هذه البئر- وعن كيفية استخراج الماء من داخلها وخاصة انها عميقة قال: يتم ذلك بواسطة السواني التي مازال اثرها منحوتاً في صخورها كما شاهدتموه حيث ان ذلك مهمة شخصين احدهما يقوم باستخراج الماء والآخر يقوم بسكبه في حياض الابل وقال بإنني أحد الذين قاموا بهذه المهمة حيث انه اولاً يتم استخراج الماء بسهولة لقربه وهو ما يسمى )الجم( وعند نزول المنسوب الى الاسفل ولايمكن استخراجه يتم انزال شخص الى داخلها ويقوم بتعبئة الاناء المخصص للماء ويتم مناولته للشخص الخارجي وهكذا حتى يتم اسقاء ابل جميع المتواجدين وقال رغم المشقة والعناء ولكننا نجد في ذلك المتعة والنشاط، إلا أنه لا يملك إجابة عن سبب تسميتها بهذا الاسم.
آبارها الصخرية المهملة
وأثناء جولتنا في أم الجماجم اتجهنا الى آبارها التي تقع في الجهة الغربية من البلدة واطلعنا عليها وشاهدنا تلك الآبار العميقة التي تجعل كل من شاهدها يحتار ويتساءل عن من حفرها؟ وخاصة انها في منطقة صخرية قوية، حيث شاهدنا بالفعل وهي عبارة عن كتلة صخرية واحدة تبدأ من الأعلى وتنحدر الى الأسفل، فحقا انها معجزة إلهيةحيث انها حفرت في زمن لا يعرف التقنية الحديثة والآلات التي خصصت لحفر الآبار العميقة، وقد يصح القول ان قلنا بأنها لو كانت في هذا الزمن لو قفت الآلات عاجزة عن حفرها ولتحطمت في كل محاولاتها لأن الآبار التي شاهدناها ليست مثل كل الآبار بل انها تجعل الشخص يقف عندها ويتأمل بقدرة الخالق عز وجل الذي أعان الإنسان في ذلك الوقت على حفرها لينقب عن المياه من أجل سقيا مجتمع باأكمله كان يحيط بهذه الآبار من جميع الجهات وذلك في سموم القيظ اللاهبة وحرارة الشمس الحارقة وكان في ذلك رحمة من الله لمن قدم الى أم الجماجم باحثاً عن المياه.
جادة الهبابية
هي بالماضي طريق القوافل والآن طريق دولي يؤدي إلى دول كثيرة ومناطق متفرقة وسالناه سؤالاً آخر: حول وقوعها الآن على طريق هام يمر بها الكثير فهل كانت بالسابق هكذا؟)قال نعم بالسابق كان يمر فيها الكثير من اصحاب الابل القادمين من أجل الحج والعمرة من شمال المملكة ومن الأحساء وغيرها، أو المديد الذين يذهبون الى العراق لجلب التمر وغيره من هناك، فانهم يضطرون للمرور في أم الجماجم ونظراً لان نفود الدهنا تجبرهم على المرور مع هذا الطريق وهو ما يسمى في )جادة الهبابية( على طريقهم اضافة الى حاجتهم الى التزود بالماء من آبارها التي ذكرناها حيث اننا كنا نقوم بتزويدهم بما يجتاجونه من الماء ولا نمنعهم من ذلك وهذا هو المتعارف عليه لدى قبائل نجد وهو مساعدة المسافر بما يحتاجه .
منازلها الطينية
تلك المنازل الطينية التي شاهدناها مازالت باقية على الوجود والرمال الذهبية قد زحفت اليها واحاطتها بكميات كبيرة فهي بلاشك اعطتها منظراً جميلاً وفي نفس الوقت تشهد على ما نحتته ايادي الاجداد ونسقوه بأشكال هندسية جذابة فهاهي بقايا تشير الى زمن الماضي الذي ذهب بلا عودة، وكأنها تقول لقد سكنوني اباؤكم واجدادكم في عصرهم وكنت في ذلك الوقت اضاهي القصور التي شيدت في عصركم الحالي، فمنازل ام الجماجم ليست مثل غيرها بل ان وجودها وسط هذه الرمال ميزها عن غيرها مثل ما تميزت فيه البلدة نفسها حيث ان كل مسافر في الماضي مر عليها، واليوم بالحاضر يمر عليها ايضا، ولكن رغم انها اعطتها شكلا جميلا إلا انها تقلق مستقبلها فللها في الوقت الحاضر بسبب هذا الزحف الذي كل يوم يزداد وخاصة في موسم الصيف الذي تكثر فيه هبوب الرياح فسؤالنا الذي يطرح نفسه هنا: أين دورالجهات المختصة بهذا الزحف هل ينتظرون ان تغطي الرمال جميع القصور والعمائر؟؟؟
رياضها الغناء
تتميز أم الجماجم بقربها من البراري الجميلة التي يشد الكثيرون الرحال اليها ويقصدها ليتمتع بصفاء طبيعتها وبهائها، فقربها من نفود الدهناء التي تحدها من الشمال والشرق اعطاها نصيباً كبيراً من المنتزهين، اضافة الى قربها من الجندلية المعروفة وكذلك منطقة الصمان الفسيحة، فمامن مسافر يتجه الى تلك المنطقة الا يضطر المرور على أم الجماجم حيث لا يوجد طريق غير هذا الطريق الذي يتخللها من الوسط، أما المتنزهون فهم يقضون امتع أوقاتهم في براريها الفسيحة ورياضها الغناء فبالقرب منها توجد رياض كثيرة تتحول الى بساط اخضر وقت الربيع
نصيبها من التطور
اما اليوم وفي هذا العصر الزاهر اصبحت أم الجماجم مثل غيرها من المدن رغم انها بلدة صغيرة ولكن اسمها يردد في جميع دول الشام يردد في بلاد الحضارة الإسلامية، فكيف لا وكل مركبة تقدم من هذه الدول تمر فيها، كيف ولا وهي تعتبر أول نقطة يدخلونها من المنقطة الوسطى أثناء قدومهم من دولهم وآخر محطة يمرون فيها من المنطقة الوسطى بعد عودتهم الى دولهم لاشك ان هذا الموقع ميز أم الجماجم عن غيرها وجعلها تضاف إلى قائمة المدن التي على النافذ الحدودية فأحد العاملين بمركزها الامني قال بحكم وجودي بهذا المركز وما اشاهده اعتبر هذا المركز الأمني بمثابة منفذ يؤدي الى دول أخرى، وفعلاً فمن رأى ليس كمن سمع.
الطريق الدولي فيها
هذا الطريق الذي ميز أم الجماجم هو طريق دولي والكل يعرفه ولكننا عند المرور فيه نتوقف دقائق قليلة ولذلك لانه يحتاج الى تنظيم أكثر مماهو عليه فنظراً لتفرع طرق فرعيه منه الى داخل البلد ولوقوع الكثير من المحلات التجارية عليه فهو يحتاج الى تنظيم يساعد على تقليل الحوادث المرورية فيه وذلك ابتداء من الجهة الجنوبية من البلدة وحتى ما بعد المركز الأمني في الجهة الشمالية حيث انه يشهد وقوع الكثير من الحوادث المرورية بسبب الدخول العشوائي للطريق من داخل البلد، وكذلك سرعة مرتاديه حيث انهم يدخلون البلد وهم على معدل السرعة التي كانوا عليها قبل دخولهم فلذلك هو يحتاج الى وجود اشارات مرور كافية وكذلك على التقاطعات التي تدخل الى البلد لعل ذلك يكون مانعا لكل متهورمن المسافرين ومن اهالي البلد ويحتاج أيضاً الى رصيف حتى يحد من تخطي الطريق العام عشوائيا بدون مراعاة المسافرين وبذلك يكون كل مسافر يعبره في أمن حتى يتجاوز البلدة، اضافة الى انارته لاهميته القصوى فخطره أصبح يهددها من جهة الشرق،،، إضافة الى خطر الرمال من الشمال الغربي.
زحف الرمال المستمر
وحيث اننا ذكرنا بعالي تحقيقنا أن المنازل الطينية لحقت فيها الرمال فهي لم تكتف في تلك المنازل الطينية بل انها تزحف في اتجاه الاحياء السكنية الحديثة ومع مرور الأيام سوف تحيط فيها من جميع الجهات وتغلق مداخلها، وهذا الشئ يهدد حياة أهالي أم الجماجم ويجعلهم يعيشون بقلق دائم فمتى يتم التدخل السريع من الجهات المختصة لزحف الرمال وتثبيتها ورشها بالمواد التي تجعلها تثبت في موقع واحد او التدخل بأي وسيلة أخرى تقضي على هذه الظاهرة التي تزداد يوماً بعد يوم؟، تزداد أثناء هبوب الرياح، لا يستغرب ان تداهم الرمان في يوم من الأيام جميع المباني وتتجه الى المحلات التجارية والطريق العام، لأن ارض أم الجماجم كانت بالسابق ارض صخرية ولكن مع مرور الأيام تراكمت عليها الرمال وحولتها الى منطقة رملية وهذا يجعل كل من يعرفها بالسابق لايصدق. يوجد في أم الجماجم مدارس بنين ابتدائي ومتوسط وثانوي فهي حظيت باهتمام وزارة المعارف بهذا الجانب ولم تهمل، وكذلك مدارس البنات يوجد فيها الابتدائي والمتوسط، ولكنها تحتاج الى الثانوي.
أمن الطرق
نالت أم الجماجم نصيبها من أغلب المرافق الحكومية بما فيها الأمنية ولكن أم الجماجم ينقصها جهازأمني هام بأمس الحاجة اليه لكي يسند بقية الاجهزة الأمنية وهو ما يتمناه كل مسافر مع هذا الطريق لأن وجودهم ودورهم ملموس على جميع الطرق بالمملكة وهو ) مركز أمن طرق( حتى يغطي هذا الطريق الطويل ويساعد كل مسافر بما يحتاجه لانهم فعلا اسم على مسمى فهم امن طرق ليس للجانب الأمني فقط بل دورهم مساعدة المسافر أثناء تعطله ومباشرة الحوادث قبل غيرهم لانهم متواجدون على الطريق في استمرار، فهذا الجهاز أصبح من الضروري وجوده وخاصة ان هذا الطريق تكثر فيه الحوادث المرورية التي تبعد عن المراكز الأمنية والاسعافية ممايعرض حياة كل مصاب للخطر لان الوصول اليهم يأخذ وقتاً طويلاً فمتى يتم ايجاد هذا الجهاز الأمنى الهام؟؟
فبوجوده سوف تخف وطأة المعاناة التي يعانيها كل مسافر مع هذا الطريق الدولي.
القطاع الصحي
يوجد مركز رعاية صحية أولية غير قادر على سد الحاجة ولم يستطع أن يؤدي الدور المنوط به على الوجه المطلوب، حيث تحدث لنا المواطن/ مبارك المطيري: قائلا ان المركز الصحي هنا في أم الجماجم بحاجة إلى دعم بكوادر أكثر مما هي موجودة الان حيث انه يحتاج الى طبيب عام آخر وطبيبة نساء وممرضات وذلك نظراً للحاجة الماسة اليهم حيث ان العدد الموجود الآن لا يكفي بسد الحاجة لكثرة المراجعين من داخل القرية ومن البدو الرحل المجاورين لها وكذلك لكثرة مصابي الحوادث إضافة الى ذلك فإن مركز صحي أم الجماجم يجب أن يعمل على مدار الساعة حيث انه لابد من وجود طبيب مناوب لوقوعه على طريق دولي تكثر حوادثه فلذلك أصبح وجود طبيب آخر أمراً ضرورياً لفك هذا الاختناق الذي يشهده المركز في الوقت الحالي
وأضاف قائلاً نأمل ان تكون أم الجماجم من ضمن القرى التي سوف تشملها مكرمة خادم الحرمين الشريفين اطال الله في عمره وهي انشاء عدد الفى مركز صحي في جميع القرى بالمملكة، حتى يساند المركز الصحي الموجود الآن وينعمون المواطنين في خدمته.
شح المياه والصيف
والتقينا بالمواطن حجاب المويهي، وقال لنا في البداية ان من راى ليس كمن سمع فبحكم اننى أحد معتادي أم الجماجم من فترة وأخرى فإنني شاهدت فيها شح المياه وازدياد نسبة الشح فيها أوقات الصيف الأمر الذي يجعل الأهالي هنا يقومون بشراء المياه بأسعار مرتفعة وغير متوفرة احيانا فإنني أقول هنا أين دور الجهات المختصة؟ حيث ان الأمر لا يحتاج الى تكاليف عالية بل إنه يوجد آبار أم الجماجم المعروفة والتي دائماً جمة بالمياه، فلماذا لايتم تنظيفها وتركيب مكائن كهربائية عليها حتى تسد عطش الأهالي هنا وتوفر على من لا يستطيع شراء المياه بمبالغ هو في أمس الحاجة اليها في أمور أخرى فياليت وزارة الزراعة أو المياه تقوم بوضع هذا الشيء في عين الاعتبار ويتم الاهتمام بهذه الآبار التي سوف يكون مردودها المائي جيداً حيث انها كانت بالسابق معروفة تسقي آلاف المواطنين فما بالك بالوقت الحاضر .
شوارعها الترابية
على الرغم من أن أم الجماجم كثيفة السكان والعمران فيها قائم والمحلات التجارية فيها بازدياد الآن إلا انها لم تأخذ نصيبها من السفلتة الداخلية: هذا ما قاله المواطن/ محمد بندر الدويش، حيث ان ارضها صخرية وقوية الأمر الذي تسبب في تهالك سيارات سكانها وذلك لعدم تغطيتها بالسفلته الكاملة حيث ان الشوارع الداخلية المسفلتة قليلة جداً فلذلك يجب ان تتم سفلتتها حتى يتم القضاء على هذه المعاناة التي عانى منها المواطنون ومازالوا.
|
|
|
|
|