| الريـاضيـة
بالبداية أود أن أذكر بصفتي حكما لكرة القدم سابقاً وحالياً رئيساً لناد رياضي بعض مايعتري النفس من ضيق ونحن معشر الرياضيين نشاهد تحكيماً متدنياً لايتناسب اطلاقاً مع مايحظى به الحكام بشكل عام من اهتمام ومتابعة دائمة من المسؤولين، ولايخفى على أحد ان حكام كرة القدم على وجه الخصوص يحظون بجهود رائعة منذ ان وضع لبناتها الأولى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد تغمده الله بواسع رحمته وإلى يومنا هذا بإشراف ومتابعة من سلطان الرياضة والشباب وعضده الأيمن الأمير نواف بن فيصل.
حقيقة جهود جبارة ورعاية دائمة ودورات ومحاضرون ومحاضرات وبعثات خارجية لرفع مستوى التحكيم وجعله يتواكب مع هذه النهضة الرياضية الرائعة. وهذا لمسته عندما كنت في مجال التحكيم ومتابع له الآن بحكم موقعي. هذه الجهود لاتتوفر في أي دولة عربية أو آسيوية ولا أبالغ إذا قلت أي دولة بالعالم إلا ما ندر إذاً لماذا التحكيم لدينا متدن حتى أصبح هو الشغل الشاغل لكل المتابعين.
ويمكنني تلخيص سبب ذلك بأنه ليس فنياً أو بدنياً بقدر ماهو معنوي ونفسي بسبب الضغط الإعلامي الرهيب الذي يتعرض له الحكام والنقد اللاذع والتصاريح التي تمس شخصية الحكم من بعض القيادات بالأندية والتي ليس للحكام مقدرة على مجابهتهم أو الرد عليهم وإلا لماذا حكامنا عندما يشاركون خارجياً يلمع نجمهم ويحظون بأعلى الدرجات.
ومن هذا المنطلق أرى نحو تحكيم أفضل أن تعمل اللجنة القادمة على:
1 - العمل على استصدار قرار من سيدي صاحب السمو الملكي الرئيس العام لرعاية الشباب بتحجيم هذا الزخم الإعلامي والنقد والتجريح الشخصي للحكام حتى يستطيع الحكم ان يحكم براحة واطمئنان.
2 - تكثيف الدورات التي تعمل على معالجة الجوانب النفسية للحكام وغرس مبدأ ان الحكم لايمكن ان يرضي الطرفين مهما كانت قراراته لأنه بالنهاية لابد ان يكون أحد الطرفين مستاء ويعلق أخطاءه وفشله على التحكيم وهذا مبدأ مهم جداً جداً.
3 - إعطاء فرصة لحكام الدرجة الأولى بالمشاركة بتحكيم بعض المباريات الحساسة للتعود على مقابلة الجماهير والإعلام وأذكر ان الحكم محمد فودة كلف في مباراة نهائي كأس الملك في أحد المواسم وهو درجة ثانية ومنها كانت انطلاقته الرائعة نحو التحكيم المتميز.
4 - تطبيق مبدأ الصعود والهبوط للحكام الدوليين سواء ساحة أو مساعدين وألا تحتكر الشارة الدولية على مجموعة من الحكام ويبقون على دوليتهم رغم تدني مستواهم لعدم اهتمامهم بأنفسهم وبأنهم وصلوا لما يبتغون وذلك بأن يتم تقييم الحكام العشرة الدوليين )ساحة( خلال الموسم الرياضي وكذلك المساعدين ويهبط آخر حكمين بالتقييم إلى الدرجة الأولى ويصعد أفضل حكمين بالدرجة الأولى إلى الشارة الدولية حتى نخلق جوا من التنافس والإبداع والاهتمام والتركيز لدى الحكم وان يكون متيقناً ان مستواه فقط هو من يسمح له بالاستمرار بالشارة الدولية وهذا يعمل به في الدوري الانجليزي وبامكان الحكم الذي هبط هذا الموسم للدرجة الأولى ان يطور من نفسه ومستواه ويعود الموسم الذي يليه لشارته إذا حصل على التقييم الأعلى.
5 - العمل على إيجاد ثلاثة مراقبين أجانب على الأقل لكي يكونوا مراقبين على الحكام بالمباريات وعلى المراقبين الفنيين الوطنيين حتى نضمن تقييماً متميزاً بعيداً عن المجاملة والمحاباة وان يشعر المراقب الفني الوطني بأنه أيضاً له تقييم بناء على رؤيته وتقييمه للحكم من المراقب الأجنبي، كما أن تكليف المراقبين الفنيين الوطنيين يجب ان يتم بسرية كاملة وان يذهب المراقب الفني للملعب ويجلس في مكان بعيد عن أعين الحكام والمسؤولين بالملعب حتى يكون تقييمه دقيقاً وبعيداً عن المجاملة التي دائماً ما تصاحب المراقبين لزملائهم الحكام.
6 - أن يكرم في المباراة النهائية للموسم الرياضي أفضل حكم ساحة وأفضل حكم مساعد من راعي المباراة الختامية من أجل تطبيق مبدأ الثواب والعقاب.
هذا ما أحببت ان أطرحه كوجهة نظر خاصة جداً قابلة للقبول والرفض كلها أو جزء منها.
أدعو الله ان يكلل جميع مساعي المسؤولين عن الرياضة السعودية بالنجاح والتقدم الذي ننشده جميعاً ونتمناه لوطننا الغالي.
*رئيس مجلس إدارة نادي التضامن برفحاء
|
|
|
|
|