أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 4th May,2001 العدد:10445الطبعةالاولـي الجمعة 10 ,صفر 1422

الريـاضيـة

بعد كأس ولي العهد.. تطلع لكأس الفهد
في نهائي استعراض العضلات العميد هز الاتفاق ثلاث مرات
الاتفاق.. المهارة واللياقة «ضعيف».. الأداء والأهداف «صفر»!
* * الدمام سامي اليوسف:
^^^^^^^^^^^^^^
قلت سلفا.. في الرؤية الفنية للمباراة النهائية.. إنه عندما يفرض العقل والمنطق نفسيهما على استاد الأمير عبدالله الفيصل بجدة.. فإن العميد سيتوج ببطولته رقم «21».
^^^^^^^^^^^^^^
وبالفعل هذا ما تحقق.. فقد استحق «الإتي.. حاد» لقب بطل مسابقة كأس سمو ولي العهد الأمين عن جدارة.. ولاعبوه لم يجدوا صعوبة تذكر في تجاوز الاتفاق.. وفرد عضلاتهم على منافسهم المحدود في إمكاناته الفنية واللياقية والعناصرية.. بل ان النتيجة «3/صفر» كادت أن تتضاعف لو سجل الاتحاد مبكرا.. أو أحسن لاعبوه التعاون فيما بينهم بعد الهدف الثالث في التعامل مع الهجمات الضاغطة والمنظمة على المرمى الاتفاقي.
مبروك للعميد بطولته الغالية التي فتحت له آفاقا جديدة نحو عالم البطولات والإنجازات من خلال المشاركة الخارجية.. ومبروك نقولها لأنصار العميد الذين آزروا لاعبيهم بكل حب.. وقوة إلى حد ملء جنبات ومدرجات الاستاد.. فلقد تأكد ان الروح الاتحادية وشعبية العميد الجارفة هما سر الانتصارات الاتحادية في السنين الأخيرة..
شوط الرتابة والحذر
لم يظهر الاتحاد في الشوط الأول بمستواه المعهود الذي كان عليه في دور الأربعة أمام الهلال ثم في مباراتي المربع الذهبي أمام الأهلي لعدة عوامل أبرزها.. غياب بعض العناصر الفاعلة في الأداء أمثال الخليوي لإصابته والثنائي خريش والشمراني.. إضافة الى خوف سيرجيو ونور وجيلسي من نيل الإنذارات التي تعني الغياب عن النهائي الأقوى. والأهم أمام النصر على كأس دوري خادم الحرمين الشريفين.. علاوة على الأداء الاتحادي المشوب بالحذر لغموض الاتفاق.. والأهم من هذا كله.. ميل لاعبي الاتفاق في أسلوب لعبهم الى تفعيل منطقتهم الدفاعية بأكبر عدد ممكن من اللاعبين وظل أحيانا الى الرقم «9»..!
فالاتفاق طبق ظاهريا أسلوب «3/5/2» .. لكن على أرض الواقع فإن الطريق والأسلوب الدفاعي اتبع «5/4/1».
فالاتفاقيون يهمهم جدا إبطاء سير اللعب أو رتم المباراة وفرض أسلوب اللعب الذي يناسب إمكاناتهم المحدودة بحثا عن الخروج بالتعادل في هذا الشوط أو تأخير الهدف الاتحادي الأول الى أطول فترة ممكنة..
كما أن بعض نجوم الفريق الاتحادي هبط مستوى أدائهم وعطائهم في الشوط الأول خصوصا سيرجيو ونور.. ولا يفوتني أن أنوه بالدور السلبي المؤثر على مستوى المباراة بشكل عام المتمثل بفرض الرقابة الاتفاقية اللصيقة على مفاتيح اللعب الاتحادية أو الأوراق الرابحة.. فالحسن اليامي لازمه عبدالفتاح شعيب.. وسيرجيو راقبه بندر خليل.
كل هذه العوامل مجتمعة.. جعلت الشوط الأول يظهر مملا ورتيبا مفتقدا لمقومات وعناصر الإثارة والتشويق كالسرعة والتركيز في التمرير أو بناء الهجمة.. ومع ذلك فقد تحرك الاتحاديون في الربع الأخير من الشوط الأول لكن بدون فاعلية ولم يسع الاتفاقيون بجد لاستغلال التراجع الاتحادي بل ان هجماتهم القليلة عابها التركيز.. وأرهقت محرك هجماتهم تركي المصيليخ الذي قاد غالبية هذا الهجوم وحيدا دونما مساندة فعالة من الوسط أو تعاون من الفهيد «السلبي جدا»..!
أخطر الكرات الاتحادية كانت للحسن اليامي.. وأبرز الهجمات الاتفاقية تلك التي عكسها الدوسري لديسلفا الذي تباطأ في استغلالها..
سيرجيو واليامي حاولا الهروب من الرقابة بتبادل الأدوار والتنقل على الأطراف لكن دونما فاعلية تذكر..
بدأ الاتحاد المباراة باللاعبين.. زايد ، الخطيب، المولد، مبروك، باسم، جيلسي، نور، أبو شقير، اليامي، سيرجيو، الصقري.. بينما لعب الاتفاق بتشكيلة المعتاد.. الذوادي، سياف، شعيب، خليل، البحري، الرجا، الشهري، الدوسري، المصيليخ، ديسلفا، .الفهيد..
شوط مختلف
تبدلت الأوضاع وانقلبت الأمور رأسا على عقب في الشوط الثاني .. ففي هذا الشوط تحرر الاتفاق من القيود الدفاعية وفتح اللعب وهاجم الاتحاد في خطوة أجزم بأنها ضرب من الحماقة.. فقد بلع مدربه «طعم» الشوط الأول.. وتجرأ على مهاجمة خصمه فكان عقابه الآني بثلاثة أهداف كانت قابلة للزيادة.. وكانت في مجملها عواقب الحماقة أو الاندفاع عندما تهاجم الاتحاد في ملعبه وبين جماهيره وأنت في الأصل محدود الإمكانات وفقيرا من النواحي الفنية واللياقية والمهارية..!
تقدم الاتحاد بهدف عكس جملة فنية تتسم بالسرعة والمهارة والتركيز من ثلاث أو أربع لمسات انتهت في شباك الذوادي من كرة أرضية زاحفة.. وانتعش بمشاركة الظهير الأيمن المتقدم خريش بديلا للخطيب.. ثم توالت الأخطاء الاتفاقية بسبب الارتباك وقلة الخبرة وسوء التغطية ليقع الحارس الاتفاقي في خطأ فادح بإعاقته الحسن اليامي الواضحة ليحتسب الدولي «الناجح» ناصر الحمدان ركلة جزاء سجل منها الإيطالي جيلسي بثقة اللاعب المحترف متوجها أداءه المنضبط بهدف تعزيز ثان.. ثم يدفع أوسكار بورقة رابحة أخرى وأعني الشمراني بديلا للمصاب أبو شقير.. ونتيجة طبيعية للارتباك وسوء التفاهم والتغطية يكمل خليل الناقص ويجهز على آمال فريقه بهدف خطأ في مرماه ليعلن «الثلاثية» الاتحادية مؤكدا انهيار الاتفاق وكاشفا سوء أحواله الفنية التي تعكس الحالة الإدارية المتردية التي يعيشها الفريق..!
وبقي الإنجولي باولو ديسلفا وحيدا في الفريق الاتفاقي.. ودائما اليد الواحدة لا تصفق..
الاتحاد استعرض عضلاته في الشوط الثاني بعد أن كشف غموض خصمه في الشوط الأول الذي لعبه حذرا..وشكل الثنائي الصقري وخريش قوة اتحادية ضاربة بعد أن نشط سيرجيو ونور بمساندة جيلسي والشمراني.. ومن خلفهما المبدع والمتحرك دائما الحسن اليامي..
في الوقت الذي لم تسجل فيه للاتفاق من محاولات سوى كرتي اليامي من تسديدة أبعدها زايد.. وتسديدة ديسلفا الطائشة في خط الستة فوق العارضة وكانت فرصة ذهبية لتسجيل هدف اتفاقي يحفظ ماء الوجه.. أو ما يسمى بالهدف الشرفي في مثل هذه النوعية من المباريات.
فعلا مدرب لياقة..!
كما أن الشوط الثاني كشف فيه الفريق الاتحادي عن قوته وحضوره المدهش وكشر عن أنيابه.. كما أنه أيضاً.. كشف المدرب الاتفاقي البرازيلي «كليبر» اختصاصي اللياقة البدنية.. ومدى تواضعه وسوء قراءته للمباراة وسوء تحضيره للفريق واللاعبين للنهائي..
وخلصنا الى قاعدة أساسية هي «فاقد الشيء لا يعطيه»..
فلقد أبرز الأخطاء التي وقع فيها السيد كليبر:
* عدم استغلاله للتراجع الاتحادي في الشوط الأول.
* موقفه السلبي بلعب دور المتفرج والأهداف الاتحادية تتوالى على هز شباك فريقه.. حيث تأخر جدا في إجراء التغييرات التي تعيد للاتفاق توازنه.. فلقد كان من الأولى الزج بلاعب الخبرة الدبيخي لفعالياته في النواحي الهجومية ثم إشراك اليامي مبكرا للضغط على دفاعات الاتحاد خاصة وأن الأخير يتميز بالسرعة وكثرة الحركة..
* لا أرى سببا مقنعا في إشراك بندر زايد «بعد خراب مالطا» فمن الأولى هنا أن نرى سمير هلال لخبرته.
* مبادلة الاتحاد والهجوم واللعب المفتوح خطأ لا يغتفر من فريق ذي إمكانات محدودة.
* إخراج المصيليخ جاء في غير وقته السليم فهو الوحيد الذي يهاجم ويشكل قلقا على دفاعات الاتحاد وبخروجه ارتاح الدفاع الاتحادي كثيرا..
* رغم أن كليبر مدرب مختص في اللياقة البدنية.. إلا أن لياقة لاعبي فريقه كانت ضعيفة مقارنة بلاعبي الاتحاد..!
جرأة.. وتبرير
كان لاعب الخبرة الاتفاقي حمد الدبيخي جريئا وواضحا في انتقاده لمدرب فريقه والسلبية الإدارية.. بل ولامس الواقع عندما اعترف بشجاعة أن كليبر مدرب لياقة.. وكأنه يقول ماذا تتوقعون منه؟!
الدبيخي انتقد سلبية المدرب وعدم إجرائه للتبديلات التي تحفظ للاتفاق توازنه أو تطور من أدائه في الشوط الثاني في الوقت المناسب.. وكذلك عدم تدخل جهاز الكرة في إنقاذ الفريق من هذه السلبية.. وكشف أنه حذر إدارة ناديه من خطورة الوضع الفني.
الوسط الرياضي تعود على آراء الدبيخي الشجاعة والجرأة والواضحة.. ولا سيما وأنه تحدث بلسان «المظلوم» الذي عانى من تجاهل المدرب وسلبية الجهاز الإداري للفريق الذي سعى لتصفية حسابات سابقة معه.. مما يؤكد أن حرمانه من المشاركة كان وراءه أسباب لا علاقة لها بالأمور الفنية.. فالفريق تأخر بهدف وكان من الأولى مشاركة لاعب خبرة لديه مواصفات النزعة الهجومية، وهذا ما ينطبق قولا وعملا على اللاعب الدبيخي الذي لو شارك في الميدان فإن شارة الكابتنة ستتحول إليه مباشرة بحكم أقدميته وخبرته «؟؟!!».
في المقابل.. فإن صدمة الهزيمة أو الثلاثية الاتحادية كانت أعنف من أن تطاق لدى كابتن الفريق الاتفاقي اللاعب عبدالعزيز الدوسري فلجأ الى شعار التبريرات الواهية عندما جاء بالشكوى زاعما بأن فريقه تعرض لظلم تحكيمي من الدولي ناصر الحمدان نجم عن خطأ جاء بسببه هدف الاتحاد الأول. وهذا كلام مخالف للواقع فالحكم اتخذ القرار الحصيف لمصلحة الصقري على ديسلفا.
وما بين الموقفين للاعبين من الاتفاق.. وضح من هو اللاعب الواعي ومن هو اللاعب الذي يمارس «إسقاط» أخطائه علي الآخرين وهي هنا شماعة التحكيم الذي كان ناجحا «100%» في المباراة..!!
أسئلة حائرة
ثمة أسئلة حائرة بحاجة الي إجابات شافية وكافية نوجهها للإدارة الاتفاقية.. استعرض أبرزها «وهي تدور في أذهان محبي ولاعبي الفريق»:
* هل مدرب اللياقة كليبر أفضل للفريق من الوطني فيصل البدين.
* من غيب مشاركة لاعب الخبرة حمد الدبيخي؟!
* بأي صفة يجلس اللاعب السابق سلمان نمشان في دكة الاحتياط.. ويصعد لاستلام ميدالية من راعي المباراة كان الأحق بها عبدالعزيز المحيني أو حسن سيف أو فيصل العويض أو فؤاد المقهوي..؟!
* ما مناسبة صعود أحد الصحافيين مع أعضاء مجلس الإدارة واللاعبين الى المنصة واستلام ميدالية كان الأحق بها أحد اللاعبين الذين ذكرتهم..؟!
* هل توفر عنصر الرقيب والحسيب لتصرفات وأفعال مدير الكرة بالفريق ومجاملته لبعض اللاعبين بدءا بشقيقه «المدلل» الذي طارت إليه الكابتنة رغم وجود من هو أقدم وأحق منه؟!
* هل نجد سببا مقنعا لغياب الثلاثي المهم باخشوين والمقهوي وعسيري؟! وأين المتابعة الإدارية؟!
* لماذا لم تفلح الإدارة في جذب أعضاء الشرف الفاعلين والمؤثرين لدعم النادي والفريق؟ وأين رئيس أعضاء الشرف عبدالرحمن الراشد من دعم الفريق معنويا وماديا قبيل المباراة النهائية ولو حضوريا في المران الأخير..؟!!
التحكيم في الميزان
قاد المباراة طاقم تحكيمي دولي مكون من ناصر الحمدان وساعده محمد سعد بخيت وفهد الملحم ورابع محمد المرواني.. وراقبهما فنيا محمد الشريف.
وللحق فإن الحكم «المتطور» ناصر الحمدان قاد المباراة بنجاح تام وسجل أعلى درجات النجاح مستندا على معدل لياقته البدنية المرتفع وتمركزه الجيد وزاوية الرؤية الجيدة التي أتاحت له تقديره الجيد للأخطاء والقرارات.. وتعاونه الكبير مع مساعديه وبراعته في مبدأ إتاحة الفرصة واتخاذ الخطوات القانونية عند تنفيذ الأخطاء واستخدامه الجيد للكروت فهو لم يبرز سوى كرتين أصفرين للاعبي الاتفاق البيشي والذوادي وقراءته الجيدة للمباراة ومحافظته على سلامة اللاعبين وقضائه على المخاشنات بصافرة حاسمة وحازمة وتقديره الجيد في احتساب الوقت بدل الضائع على مدار الشوطين بدقيقة للأول وثلاث للثاني.. ولم يرتكب أخطاء تؤثر على سير أو نتيجة المباراة.. بل ان ركلة الجزاء التي احتسبها على الحارس الاتفاقي كانت صحيحة وكان حاضرا في الموعد بصافرته والإنذار للحارس لأنه لم يمنع فرصة هدف محقق..
كما أن مساعديه بخيت والملحم كانا في الموعد تماما بمتابعتهما ويقظتهما للأخطاء القريبة منهما ورصد التسللات.. وقد تكون أبرز الملاحظات في الشوط الأول عدم احتساب الحكم لضربتي زاوية للاتفاق للمصيليخ.
لعل قرار الوقف الحاسم من قبل الرئيس العام للحكمين الدوليين العمر والمهنا كان رسالة واضحة وكافية لطاقم تحكيم النهائي بتطبيق القانون وإعطاء كل ذي حق حقه.. وذلكم ما شاهدناه على أرض الواقع.. من الحكم «المتطور» ناصر الحمدان.
سلاح ذو حدين
خلاصة القول.. إن الاتحاد استحق عن جدارة وتأكيد بطولة كأس سمو ولي العهد فلقد كان الفريق الأفضل والأخطر والأجدر والأقوى والأكثر تأهيلا.. فلقد احترم مدربه الناجح أوسكار ومعه لاعبوه خصمهم رغم ضعفه الواضح.. وقالوا كلمتهم مسموعة بجلاء في الشوط الثاني.. وأضافوا البطولة رقم «21» لدولاب البطولات الاتحادية.. فيما كسب الاتفاق الوصافة والمشاركة الخارجية في البطولة العربية.
وبرأيي ان الفوز الاتحادي يعد سلاحاً ذا حدين على نفسيات مدرب ولاعبي وأنصار العميد.. الأول إيجابيا بتعزيز الثقة والتفوق قبيل النهائي الكبير.. والآخر ربما يكون سلبيا لو طغت الأفراح وبالغ الاتحاديون في هذا الجانب على حساب التحضير الفني والمعنوي لمباراة نهائي كأس الدوري مع النصر خصوصا وأن فرصة جمع البطولتين أمل يراود محبي ولاعبي ومدرب العميد وفريقهم مؤهل لذلك.. ليس تقليلا من شأن النصر لكن الواقع الكروي يذهب في ترشيحاته لخانة الاتحاديين اللذين تجاوزوا خصوما أثقل وأقوى وأخطر من النصر.. كالأهلي والهلال..!

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved