| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
رداً على مقال نشر في صحيفة الجزيرة يوم السبت الموافق 4/2/1422ه عن الرقية الشرعية والرقاة، في البداية أود أن أشكر للكاتب غيرته على اخوانه المسلمين ، وكان يجب على الكاتب حفظه الله تعالى ان يجمع معلومات اكثر عن العلاج بالقرآن الكريم، فمن قراءتي للمقال وجدت ان الكاتب لا يملك خلفية تامة عن ذلك وكأنه يجهل ان هناك امراضا كثيرة ليس لها علاج الا بالقرآن الكريم باذن الله مهما بذل اهل الطب المادي من الجهود لعلاجها فلن يستطيعوا الى ذلك سبيلا. والاخ الكاتب حفظه الله كأنه عم جميع الرقاة وانهم لا خير فيهم كلهم لانه لم يقل هناك فئة منهم يدّعون العلاج بالقرآن وهم بعيدون كل البعد عن ذلك، وهناك ثقات يجب الرجوع اليهم وقت الحاجة لان هناك امراضا كثيرة لا يمكن علاجها الا بالرقية الشرعية والدعاء عند اولئك الثقات باذن الله تعالى مثل اصابة العين وتلبس الجن للانس والسحر وجميع الامراض التي يكون سببها الشيطان، والقرآن شفاء لكل داء سواء كان المرض عضويا ام غير عضوي، قال الله تعالى في كتابه العزيز: «وننزل من القرآن ماهو شفاء..» الآية، وقال تعالى: «قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء»، وقال تعالى: «يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين». وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم: «عليكم بالشفاءين القرآن والعسل» أخرجه ابن ماجه باسناد صحيح.
ولنقف مع ابن القيم رحمه الله حيث قال كلاما جميلا يكتب بمداد الذهب، قال: «فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الادواء القلبية والبدنية وادواء الدنيا والاخرة، وما كل احد يؤهل ويوفق للاستشفاء به، واذا احسن العليل التداوي به ووضعه على دائه بصدق وايمان وقبول تام واعتقاد جازم واستيفاء شروطه لم يقاومه الداء ابدا، وكيف تقاوم الادواء كلام رب الارض والسماء الذي لو نزل على الجبال لصدّعها او على الارض لقطّعها؟ فما من مرض من امراض القلوب والابدان الا وفي القرآن سبيل الدلالة إلى دوائه وسببه، فمن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله، ومن لم يكفه القرآن فلا كفاه الله». انتهى كلامه رحمه الله زاد المعاد 4/352.
وتطرق الكاتب الى الماء المقروء فيه بعض الآيات القرآنية وكأنه لا يرى ذلك مع انه ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قرأ لثابت بن قيس في الماء، واستشهد بذلك سماحة العلامة ابن باز رحمه الله في احدى فتاواه والماء المقروء فيه نافع جدا باذن الله تعالى مهما اختلفت الامراض من شخص لآخر فالقرآن له خاصية عجيبة لانه كلام رب العالمين.
اما قوله على التراخيص لهذه المحلات المعدة للرقية فحسب علمي انها تخضع لمراقبة من قبل هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وكذلك وزارة الشئون الاسلامية، فاذا وجد على احد ما يخالف الرقية الشرعية الصحيحة فانه يوقف على الفور. ولا شك انه يوجد اناس ليسوا اهلا للعلاج بالقرآن وانما دفعهم القصد المادي لذلك ونحسبهم قليلين في مجتمعنا ان شاء الله. اما اننا نعمم الجميع بالجهل وعدم القدرة والتأهل لذلك فهذا من الجور والحيف، فالقراء الموثوق بهم كثر والحمد لله واما خلافهم فيجب علينا جميعا التعاون على كشف امرهم والابلاغ عنهم حتى يسلم المسلمون من شرورهم.
وأتعجب من قول الكاتب متسائلا: متى يعالج بالاحاديث النبوية؟
كان بودي لو ان الكاتب استشار قبل ان يثير هذا الموضوع المهم والحساس، حيث انه كما سبق وقلت انه لا يملك خلفية كافية، فيجب ان تكون الكتابات عن دراسة ودراية وتحر بحيث تحصل الفائدة لا مجرد ان نكتب في الصحف لمجرد المشاركة فهذه امانة سنسأل عنها يوم الدين.
اعود لسؤاله السابق فأقول: الرقية الشرعية الصحيحة تكون بكلام الله تعالى وبما ورد عن رسوله صلى الله عليه وسلم من ادعية واذكار، مثل ما ورد في الحديث الذي جاء فيه ان جبريل رقى النبي صلى الله عليه وسلم «بسم الله ارقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس او عين حاسد الله يشفيك بسم الله ارقيك».
والحديث الآخر وفيه: «اللهم رب الناس اذهب البأس اشف انت الشافي لا شفاء الا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما»
واود بالمناسبة ان اشير الى ضرورة الطب النفسي في بعض الحالات فهناك بعض الحالات يساعد الطب النفسي الراقي في علاجها، حيث ان بعضها قد يظن انه حالة مسّ وهو في الحقيقة مجرد حالة مرضية من حالات الامراض النفسية العديدة التي انتشرت في الآونة الاخيرة بسبب بعد كثير من المسلمين عن ذكر الله وعن الصلاة.
أسأل الله المولى عز وجل ان يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه وان يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أخوكم في الله
مبارك بن مرسل المرسل الدوسري
|
|
|
|
|