| أفاق اسلامية
* واشنطن - الجزيرة:
جاء في دراسة طموحة تمت برعاية أربع من أكبر المؤسسات الإسلامية الأمريكية أن عدد المساجد في الولايات المتحدة ازداد بنسبة 25 بالمئة خلال الأعوام السبعة الماضية وأن المساجد تتحول الى مراكز حيوية للتعبئة الاجتماعية والسياسية في المجتمع الأميركي.
ووفقا للدراسة التي صدرت في واشنطن في 26 نيسان/ ابريل، فإن عدد المترددين على المساجد تضاعف تقريبا على مدى السنوات الست الماضية فيما ارتفع عدد المساجد بنسبة 25 بالمئة فبلغ 200،1 مسجد تنتشر في مختلف أنحاء الولايات المتحدة.
وقد أطلق على الدراسة اسم «مشروع دراسة المساجد الأمريكية لعام 2000،» وهي جزء من مشروع أوسع لدراسة الأديان الأميركية يسمى «المجتمعات الدينية اليوم»« تنسقه» «جامعة هارتفورد لدراسة الأديان » بهدف استقصاء آفاق التعددية الدينية في الولايات المتحدة. وتمت الدراسة المتعلقة بالمساجد تحت رعاية مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية )CAIR(، والاتحاد الإسلامي لشمال أميركا )ISNA(، واتحاد المسلمين الأميركيين بقيادة الإمام وارث الدين محمد، والحلقة الإسلامية لأميركا الشمالية )ICNA(.
وقد أجريت الدراسة، وهي أكبر دراسة للمساجد في الولايات المتحدة وأكثرها شمولا، على أساس استبيان تضمن أكثر من 160 سؤالا وزع على 416 مسجدا من أصل ما يقدر بما بين 500،1 و000،2 مسجد. وعرف الباحثون «المسجد » لأغراض الدراسة بأنه «كل مؤسسة تقيم صلاة الجمعة وتنظم نشاطات إسلامية أخرى.» ولم يشمل التعريف المستشفيات وأماكن العمل التي تقام فيها صلاة الجمعة، ولكنه شمل اتحادات الطلاب بالجامعات التي تقيم صلاة الجمعة».
ومن أهم الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة أن تقدير عدد المسلمين في أميركا بحوالي 6-7 مليون شخص «يبدو تقديرا محافظا في ظل نتائج الدراسة» وأن «عدد المشاركين في أنشطة المساجد زاد في أكثر من 75 بالمئة من المساجد الأميركية خلال السنوات الخمس الأخيرة، وهذا النمو ظهر بمساجد تقع في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، خاصة منها المساجد التي تقع بضواحي المدن والتي شهدت أسرع نسبة نمو». وتقول الدراسة أيضا إن «معدلات دخول غير المسلمين في الإسلام بالولايات المتحدة عالية جدا ومستقرة، ففي المتوسط يعتنق 16 شخصا الإسلام في كل مسجد من مساجد الولايات المتحدة خلال العام.» ويقدر عدد الذين يعتنقون الديانة الإسلامية في الولايات المتحدة كل عام بحوالي 000،20 شخص، غالبيتهم، كما تقول الدراسة، من الأفارقة الأميركيين )السود( ومن الذكور، يليهم في ذلك الأميركيون البيض والأميركيون من أصول إسبانية.
ويستدل من التقرير بأن المساجد تتمتع بحداثة عمرها، حيث ان أكثر من نصفها بني بعد عام 1980، وتنتمي غالبيتها العظمى الى الأغلبية السنية. أما الذين يؤمون المساجد بانتظام فإن 33 بالمئة منهم مسلمون من جنوب آسيا، و30 بالمئة منهم من الأفارقة الأميركيين، بينما يشكل العرب 25 بالمئة، وعليه فإن المساجد تمثل في غالبيتها العظمى مجتمعا إسلاميا متعدد الأعراق. ويشير التقرير الى أن أكثر من نصف المصلين في المساجد من خريجي الجامعات.
وتستطرد الدراسة فتقلول إن المساجد تقوم إجمالا بنشاطات اجتماعية ودعوية بالإضافة الى سعيها المستمر لتعريف المجتمع الأميركي الأوسع بالإسلام عن طريق تنظيم زيارات الى المدارس والاتصال بالكنائس المسيحية ودور الإعلام، كما أنها تعمل بالتعاون مع منظمات عربية وإسلامية أميركية على الاتصال بالحكومة والسياسيين دفاعا عن حقوق المسلمين ودرءا لما يتعرض له بعضهم من تمييز في بعض الأحيان. كذلك فإن أكثر من 20 بالمئة من المساجد لها مدراس نظامية تدرس الدين واللغة العربية، ضمن مواضيع أخرى. وما يقارب ثلاثة أرباع تلك المدارس هي مدارس ابتدائية، يبلغ متوسط عدد الطلبة فيها 126 طالبا.
وعلى صعيد آخر، شكا معظم الأئمة الذين ردوا على الاستبيان من أن معظم المساجد تعاني من قلة الموظفين والعاملين المتفرغين، إذ ان المسؤولين عن معظم المساجد من المتطوعين. لكن المساجد، من ناحية أخرى، تتميز في الغالب بأنها لا تخضع لأي هيئة حكومية أو نظامية، أي انها متحررة من البيروقراطية والسلطة الخارجية، حيث ان سلطة اتخاذ القرارات أنيطت بمجالس شورى يتم اختيارها محليا، ويتاح للنساء الانضمام اليها.
وفي ردودهم على الاستبيان، كما أشارت الدراسة، فإن «أكثر من أربعة أخماس ممثلي المساجد المشاركة في الدراسة أعربوا عن موافقتهم بشدة على أنه يمكن للمسلمين التعلم من المجتمع الأميركي المتقدم تكنولوجيا، بينما أعرب ثلث المشاركين بالدراسة عن موافقتهم على أنه يمكن للمسلمين التعلم من أميركا كمثال للحرية والديمقراطية.» ووافق أكثر من 77 بالمئة من المشاركين في الدراسة على ضرورة مشاركة المسلمين في العملية السياسية الأميركية.
ويستدل من الدراسة أيضا بأن المساجد تقدم خدمات اجتماعية وتعليمية للجالية المسلمة، وأنها توفر خدماتها الى الجالية مباشرة في أغلب الأحوال وليس عن طريق التعاون مع المؤسسات الاجتماعية أخري. أما أكثر أنواع المساعدات التي تقدمها المساجد فهي نقدية، على حد ما جاء في التقرير.
وقد عقد ممثلون عن المؤسسات التي رعت الدراسة مؤتمرا صحفيا في نادي الصحافة القومي في واشنطن يوم 26 نسيان/ ابريل للإعلان عن صدور الدراسة وتوزيع نسخ منها على رجال الإعلام. ومن بين الذين تحدثوا في المؤتمر الدكتور إحسان باجبي، الذي أشرف على الدراسة، وهو عضو في مجلس ادارة مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية واستاذ بجامعة شو في ولاية نورث كارولينا. وساهم في الدراسة مركز الأبحاث التطبيقية بجامعة جورجتاون، الذي قام بتحليل البيانات والمعلومات ودمجها في التقرير النهائي.
ونشرت صحيفة واشنطن بوست مقالا عن الدراسة المذكورة في صفحتها الدينية يوم السبت، 28 نيسان/ ابريل، مشيرة الى أن بعض المراقبين يصفون الإسلام بأنه« أسرع الديانات نموا في الولايات المتحدة» ويعزو خبراء الدراسات الإحصائية ذلك، كما قالت الصحيفة، الى ازدياد الهجرة الى أميركا من جنوب آسيا )الهند وباكستان وبنغلاديش( والدول العربية، إضافة الى اعتناق الإسلام من أبناء الديانات الأخرى.
|
|
|
|
|