| مقـالات
خليلَيّ إني للثريا لحاسدُ
وإني على ريب الزمان لواجدُ
أيجمع منها شملها وهي سبعة
وأفقد من أحببته وهو واحد |
لماذا إلى الثريا رنا بصرُ مخلوق الثرى حسداً للثريا؟ ولماذا ضاقت به مناكب الأرض الرحبة، وانكمشت امام ناظريه منادحها الواسعة الفسيحة؟ هل يا تُرى أنه «الحب» يستهلك عاطفة الإنسان «فيشفط!» إنسانيته مستنسخاً إياه حسوداً؟ أم لعلها الأرض قد أجدبت فخلت مما يستحق «الحسد!» وحينئذ لم يجد هذا الشاعر سوى الثريا البريئة ليحسدها على التوهج في الفضاء اسقاطاً منه لسقوطه العاطفي على الأرض! لقد كان بوسع هذا الحاسد - أقصد - الشاعر أن يحل مشكلته الأرضية على الأرض، فبحوزته كان الخيار الفاعل خيار القناعة، بيد أنه اختار سلاحاً فتاكاً يمتشقه الإنسان ويموت بسببه هذا الإنسان: إنه سلاح الطمع حين يرفض الإنسان أن يمد «ناظريه على قدر مدى رؤية ناظريه» تماماً كما يرفض أن «يمد رجليه على قدر ما يسمح به لحافه»، وهنا يُخلُّ هذا الإنسان بقانون القناعة، فيجف نبعها في كيانه، ويتذوق طعم الحرمان سماً زعافاً، مما يؤدي إلى إصابته بالعمى بصراً وبصيرة!.. حسناً من المسؤول هنا: الثريا المتوهجة في الفضاء المتوهج.. أم هو مخلوق الثرى حائراً يقف على الثرى، مدركاً - بعد فوات الأوان - أن في موت القناعة بعث للحرمان.. توهان في الأرض.. بحلقة في السديم!
.. القناعة «كنز يفنى!».. ولكن بعد فناء الإنسان نتيجة لعدم قناعته!
|
|
|
|
|