| الريـاضيـة
ثمة مباريات في الدوري العام.. أو في الموسم بأكمله.. تحظى بأهمية خاصة.. لانها تمثل قمة الكرة.. وخلاصتها ومن ثم فانها تظل تحت المجهر.. وينظر لها بمنظار خاص.!
هذه الحقيقة.. لا تتعلق بقطر دون آخر.. بقدر ما هي صورة عامة.. لما هو عليه الوضع في كل بلد تحتل فيه كرة القدم موقعا ما من منافساته الرياضية.
واذا كانت بعض الدول.. خاصة دول العالم الثالث كرويا. ان صح التعبير ومنها العربية بطبيعة الحال يقتصر فيها هذا الوضع على مباراة واحدة.. او اثنتين خلال الموسم..، فان الوضع لدينا في المملكة يختلف تماما.. إذ يشهد الموسم لدينا العديد من المباريات الهامة.. وذات الطابع التنافسي المميز.. والخاص بحكم ارتقاء مستوى الكرة لدى الاندية.. ونوعية التنافس.. المبني على التاريخ.. والجغرافيا.. سواء داخل المدينة الواحدة.. او غير ذلك.. كنتيجة طبيعية لدمج الاندية جميعها في دوري واحد.. وتصنيفها حسب مستوياتها.. وهي خطوة كبرى وايجابية تمثل واحدة من اهم التحولات في الكرة السعودية.. مما كان له اكبر الاثر في تقدمها.. والارتقاء بمستواها.. ووصولها الى هذه المكانة.
واذا كان الدوري العام )دوري كأس خادم الحرمين الشريفين( يحظى بالعديد من المباريات من ذلك النوع الذي تحدثت عنه في البداية .. فان التغيير الذي طرأ على اكبر مسابقتين لدينا..، واعادة صياغتهما من جديد من خلال احداث المربع الذهبي في دوري كأس خادم الحرمين الشريفين.. وكذلك طريقة تنفيذ القرعة في مسابقة كأس سمو ولي والعهد اضاف العديد من المباريات ذات الاهمية والقوة.. بل والحساسية ايضا.. نظراً لنوعية المرحلة.. مما يعطيها بعداً آخر من طبيعة التنافس ونوعيته.
مثل هذا النوع من المباريات يحتاج الى اهتمام خاص ليس من قبل الطرفين المتنافسين.. فقط ولكن - وهذا اكثر اهمية - من قبل الجهات المسؤولةعن تنظيم هذه اللقاءات والاشراف عليها واعني تحديدا اتحاد كرة القدم.. اكثر من غيره..! ثم الأطراف المباشرة مثل الفريفين ادارة ولاعبين.. و... الخ وحكام المباراة .. وغيرهم..
وهذا الاهتمام .. لا يرتبط بالحدث نفسه في آنه.. ولكنه اهتمام يسبقه .. ويتماشي معه.. ويعقبه ايضا.. بحيث يظل اهتماما دائما ومستمراً.. وبحيث تخضع مثل هذه اللقاءات للتقييم الدائم والمستمر.. من كل النواحي.. الفنية.. والادارية..!!
ونحن هنا في المملكة.. هل نعطي هذا النوع من المباريات الاهتمام الكافي.. والذي يتناسب مع اهميتها.. والمرحلة التي تمثلها.؟
والتساؤل المطروح يشمل جميع الاطراف من اندية.. واعلام.. وجهات مسؤولة..
هل تقوم الاندية باعداد لاعبيها فنيا ونفسيا لهذه المباريات وفق الاهمية ذاتها..؟!
هل يتعامل معها الاعلام وخصوصا الصحافة المقروءة تعاملا منطقيا.. يأخد في الاعتبار النقد الموضوعي والمعلومة الصحيحة.. بعيداً عن الاثارة المفتعلة الباحثة عن )السوق( بعيداً عن )المصلحة العامة( بما ينعكس بأثر سلبي على عطاء الفريقين وعلاقات اللاعبين داخل الملعب.؟
هل يتولى اتحاد كرة القدم كجهة اشرافية ومنظمة ممثلا في لجنة الحكام الرئيسية اختيار الطاقم التحكيمي المناسب.. واعداده اعداداً جيداً لهذه اللقاءات.؟!
الحكم نفسه .. هل يتعامل مع هذه المباريات التعامل الصحيح والسليم بما يمليه عليه القانون نصا وروحاً.. دون تفسير او تأويل لهذا النص وهذه الروح.؟!
إن الوضع الذي تكون عليه مباريات هذه المرحلة.. ونتائجها )ولا اعني هنا الارقام فقط(.. يوضح حقيقة الإجابة على تلك التساؤلات وحقيقة تعاملنا مع الوضع.. خصوصا الاعلام المقروء.. ولا اعفي بقية التساؤلات من الدخول في الاطار نفسه.!! وبالذات ما يتعلق بالتحكيم.!! وادارات الاندية.
ويبدو ان الوضع يتجه للأسوأ وعفوا لهذا التعبير ولكنها الحقيقة.. التي يجب ان نعترف بها لان الاعتراف بالخطأ .. هو بداية مرحلة التصحيح ما لم تتم معالجة الوضع بصورة حاسمة وقاطعة تساهم في اعادة الامور الى نصابها الطبيعي وتحفظ لكل ذي حق حقه.!
لنأخذ هذا الموسم كمثال حي لم يجف حبر قلمه ولم تندمل آثاره بعد.. وسنتجاوز الحديث عنه بصورة عامة.. الى الحديث عن المراحل قبل النهائية من اهم مسابقتين من مسابقاته.. )كأس سمو ولي العهد.. وكأس دوري خادم الحرمين الشريفين( ونحن على اعتاب ختام هاتين المسابقتين.
اذ شهدت هذه المراحل ست مباريات هي:
مباراتا الدور نصف النهائي لمسابقة كأس سمو ولي العهد.
مباريات المربع الذهبي )ذهابا وايابا( لدوري كأس خادم الحرمين الشريفين وعددها اربع مباريات.
هذه المباريات الست تعتبر خلاصة الكرة السعودية ويفترض ان تمثل نخبة المستوى والاداء.. على اعتبار ان الفرق المتأهلة هي الافضل عطاء واداء خلال الموسم.. فهل تعاملنا معها على هذا الاساس..؟!
وهل تعاملنا معها بعيداً عن التعصب والنيل من الآخرين..؟! والنقد الهادف البناء؟!
لنترك هذا جانباً.. وننتقل لنقطة اخرى اكثر اهمية تتعلق بالتحكيم في هذه المرحلة .. الذي يفترض فيه ان يكون متناسبا.. واهميتها.. ومتماشيا مع هذه المرحلة.. فهل كان كذلك.؟!
هل اخترنا الحكم المناسب لكل مباراة.؟! وقبل هذا..
هل ساعدنا الحكم لكي ينجح في قيادته للمباراة؟!
والحكم المناسب الذي اعنيه.. والمؤهل لمثل هذه المباريات وغيرها.. ليس المؤهل علميا.. او دوليا.. وان كانت الشهادة الدولية.. والخبرة تلعب دورها.. الا ان ما هو اكثر اهمية ان يكون هذا الحكم رجل قرار.. وقادرا على ادارة المباراة.. وادارة المباريات فن.. وهي جزء من علم الادارة.. فكما ان هناك ادارة صناعية.. وادارة اعمال وادارة افراد.. والادارة الرياضية.. والادارة التعليمية فان ادارة المباريات جزء من هذه المنظومة..!
واذا ما طبقنا هذا.. على حكام مباريات هذه المرحلة )المباريات الست( نجد أنهم جميعا رسبوا في الاختبار بل ان معظمهم تجاوز ما هو اكثر الى كونه لا يستحق ان يدير مباريات عادية.. ووقع في اخطاء لا يقع فيها حكام مبتدئون..
فهل السبب يعود الى عدم كفاءة هؤلاء.. واهليتهم.؟!
ابداً.. فكلهم دوليون..
وكلهم اصحاب خبرة..
وكلهم سبق ان اداروا مباريات هامة وحساسة
إذاً.. ما هو السبب.؟!
بكل بساطة.. انهم غير قادرين على التعامل مع المباراة واحداثها بالصورة المطلوبة..
السبب انه لا يملكون الجرأة في اتخاذ القرار او جرأتهم تجاوزت الحد.. فأخطأوا.!
جميع المباريات الست لم تخل من ضربات جزاء صحيحة لم تحتسب.. او العكس..
وجميعها.. حفلت بتجاوزات تحكيمية..
واذا كانت هذه الاخطاء.. تقع من حكام يعتبرون الافضل..
ويعتبرون الصفوة..
طبعاً قياساً لشهاداتهم.. وتأهيلهم..
فإننا في نظري معذورون.. اذا طالبنا اعادة النظر في التحكيم.. ووقفة مصارحة مع الذات..
ومعذورون لو طالبنا بحكام غير سعوديين.. ليتعلم حكامنا هؤلاء.. فهم ليس القانون.. ولكن طريقة تطبيق القانون..
وقبل هذا كله..
اعادة النظر في طريقة تأهيل الحكم لدينا واعداده للمباريات.
ومع هذا.. حمايته.. وعقابه في آن واحد..إذ لا يكفي احدهما دون الآخر.
وللحديث صلة..
والله من وراء القصد
وإنا ب)الزهراني(.. لفخورون!
من حق أي انسان يعاني من مرض.. او مشكلة صحية ان يعرض نفسه على اكثر من اختصاصي.. و استشاري للتأكد من تشخيص الحالة.. وأول من يؤيده على ذلك الاطباء انفسهم..!
وعندما اصيب نواف التمياط،، وشخص البروفسور السعودي د. سالم الزهراني حالته على انها قطع في الرباط الصليبي.. وان من الضروري ان يبادر نواف لسرعة اجراء العملية.. رأى نواف وغيره عرض حالته على آخرين للتأكد من الاصابة.. وهو من حقه.. فنصف العلاج نفسي.
والآن .. تأكد وبعد الفحص على امهر وادق الاستشاريين ان تشخيص د. الزهراني كان سليما وصحيحا..
والحالة هذه ليست الاولى التي ينجح فيها د. سالم الزهراني ولكنها حالات كثيرة.. ولا يعيب د، الزهراني ان يبحث البعض عن استشاريين للتأكد من دقة التشخيص وليس هذا عيباً.. بل انه في النهاية يظل انتصاراً للدكتور الزهراني ونجاحا يضاف الى نجاحاته وفخراً لنا كسعوديين بوجود مثل هذه الكفاءة ضمن شبابنا المتعلم.. كما هم في كثير من المجالات.
قد لا يكون د. سالم الزهراني بحاجة لشهادتي وهذه حقيقة.. ولكنها مشاعر أبت إلا ان تعبر بكل فخر واعزاز عن كفاءة وطنية فرضت نفسها على الساحة الطبية العالمية.
والله من وراء القصد،،،،
البريد الالكتروني
raseel@la.com
|
|
|
|
|