عزيزتي الجزيرة
تحية طيبة..
كأي بداية عمل تكون ضعيفة كانت بداية مشروع المستودع الخيري في مدينة بريدة من حيث الموارد لكنها كانت قوية في فكرتها وسمو غايتها ونبل هدفها حيث الايمان الراسخ واليقين الجازم بما أعده الله لعباده المحسنين والذي كان عدة اخواننا القائمين على أمر المشروع الخيري ومبلغ قصدهم وعلى رأسهم صاحب الفكرة المباركة وربان السفينة الماهر. فضيلة أخينا الدكتور صالح بن محمد الونيان المشرف العام على المشروع. حتى شب الوليد عن الطوق وسار بخطى حثيثة واثقة. تحوطه عناية الله ويشد أزره ويعلي بناءه اخواننا المحسنين ممن منَّ الله عليهم باستثمار أموالهم في مشاريع الخير الرابحة. تحت اشراف جمعية البر الخيرية في مدينة بريدة وحين علم الله صدق نية القائمين عليه والداعمين له بارك في خطواته وتوجهاته فنفع الله بهذا المستودع نفعاً عظيماً فشرقت وغربت أعماله الخيرة تسبقها أخباره السارة التي تحمل في طياتها الارتياح والطمأنينة للداعمين مناشطه وذوي الحاجة والعوز.
ولا اخفي فقد تملكني الفرح والسرور وأنا استمع الى فضيلة الدكتور الونيان وهو يستعرض نشأة المشروع في حفل افتتاح مقره الجديد والذي كان يوماً مشهوداً كيف كانت والتي كنا مشفقين عليها من التعثر حيث الخطى الوئيدة ثم ما اصبحت عليه حال المشروع الآن. مختزلاً مراحل تطوره السريعة. لتثبت أن قوة الارادة حين يصحبها نية خالصة تصنع المعجزات حيث تأتي أعمالها الجليلة بقدر الطموحات. بل يفتح الله أبواب بر واحسان وأعمال خير لم تكن في حسبان القائمين على أمر الجمعيات والمؤسسات الخيرية ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء تُرى هل يخطر ببال أحد ان يبلغ تعداد المشاريع الخيرية التي يقدمها المستودع الخيري أربعة وثلاثين مشروعاً. خلال ثمانية أعوام من انشائه وأن تمتد خدماته الى المشاعر المقدسة لتكون في خدمة ضيوف الرحمن والى الجمعيات والمبرات الخيرية في مناطق المملكة حيث مشروع التمور ومصهرة الشحوم والملابس. بل تجاوزه الى خارج المملكة حيث تم شحن 751 طناً من الملابس، 1052 طناً من التمور، 3340 صفيحة زيت سعة 18 لتراً تم صهرها من الشحوم وتوزيعها خلال عام 1421ه.
حقيقة ما كان لهذا الغرس المبارك ان يؤتي اكله الطيب لو لا توفيق الله للقائمين عليه ثم ما وفرته الدولة من مناخ جيد وتربة خصبة لأعمال البر والخير والاحسان وما أسهم به المحسنون من دعم مادي وعيني ومعنوي. حتى غدت نبتات الخير في المملكة دوحات ظليلة تؤتي اكلها كل حين باذن ربها تهب نسائمها العليلة ملقحة سحب الخير لتمطر رزقاً مباركاً وطمأنينة وسكينة تغمر نفوس الفقراء والمساكين وذوي الحاجة. فترتفع الأيدي صوب خالقها مبتهلة الى الله تعالى أن يجزل الأجر والمثوبة لمن أحسن اليهم والله سبحانه لا يضيع أجر من أحسن عملا قال جل ذكره في معرض حثه على فعل الخير والمسارعة اليه لا خير في كثير من نجواهم الا من أمر بصدقة أو معروف أو اصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً آية )114( النساء. وقال سبحانه وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين آية )77(. القصص.
وفضل الله واسع حيث تبلغ بنيتك الطيبة مبلغ إخوانك المحسنين حين تتمنى ان لو كنت غنياً لبادرت في الانفاق في وجوه البر كما ان الدال على الخير له مثل أجر من فعله. فحري بنا تشجيع ومؤازرة مجالات أعمال الخير في الداخل والخارج من خلال جمعيات البر ومؤسسات ومستودعات الخير كل بحسب جهده واستطاعته لعل الله يقينا مصارع السوء.
ولقد أجاد الأخ الشاعر/ محمد الصاوي في تصوير فرحة اخواننا المستفيدين من خدمات ومناشط المستودع الخيري في بريدة. لدى افتتاح مقره الجديد. الذي سيكون من شأنه تفعيل دور المستودع في عمل الخير باذن الله تعالى. وليسمح لي الأخ الشاعر أن أجتزىء منها بعض الأبيات تحاشياً للاطالة على الأخ القارىء:
صغيرتي إن هذا الجمع منعقد..
من أجلكم فعقود البر تنتشرُ
هذا هو النهر. نهر الخير يا أملي..
يجري ليسقي ربوعاً ما بها مطرُ
هذا هو الفخر أن نرقى بأمتنا..
وأن نكون رفاقاً لا كمن كفروا
هذا هو العز أن نحمي اخوتنا..
وأن نجود بمال لا كمن بطروا
هذا هو المجد أن نرعى عقيدتنا..
وان نسير بدرب ما به حفرُ
صغيرتي ودعي الأحزان وابتهجي..
مستودع الخير فيه النور والدررُ
هذا ومن حيث الحظ إن بعض المتبنين للأعمال الخيرية والقائمين عليها غير متفرغين لها كما هو حال المشرف العام على المستودع الخيري في بريدة فضيلة الدكتور صالح بن محمد الونيان حيث يعمل محاضراً في فرع جامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية بمنطقة القصيم. وغيره كثير فانني أرى أن تقوم وزارة العمل والشئون الاجتماعية بصفتها المشرفة على الجمعيات والمؤسسات الخيرية بالعرض للمقام السامي بطلب تفريغ المبرزين في الأعمال الخيرية والاغاثية لتلك الأعمال الجليلة التي لا تقل بحال عن الأعمال الوظيفية التي يؤدونها في جهاتهم بحيث تصرف رواتبهم من قبل الإدارات الحكومية التي ينتسبون اليها وتحسب لهم خدمة. وهذا كفيل باذن الله بتفعيل نشاط الجمعيات والمؤسسات والمستودعات الخيرية وتحقيق اهدافها النبيلة. والله الموفق.