|
| محليــات
المؤسسات التربوية التي ترعى جيلاً كاملاً لا بد وأن يكون لها مناسبات ولقاءات.. هذه المناسبات واللقاءات يربط بينها رابط كبير هو التربية والتعليم .. ولأن الأمر يتعلق بالجيل وتربيته وتعليمه فلا غرابة أن تجد المجتمع بشرائحه كافة يتابع ويسأل ويحضر ويناقش ويشعر بالهم يفرح بالأمل ويؤلمه الألم وإن كان بعيداً شيئا ما عن هذا المجال.
وإننا في مثل هذا الوقت الذي ذابت فيه الكثير من الفوارق وتعاظمت فيه قنوات الاتصال وتداخلت الثقافات والعادات والاهتمامات بشكل مخيف، نرى أنفسنا لسنا في حالة واحدة بل في مجموعة من الحالات منها سبل الاندماج ومنها المواجهة ومنها الاختيار الذي لا بد لنا أن نبت فيه بقرار. كل هذا يجعل التربية والتعليم كما يقال: على صفيح ساخن لا يهدأ وهو يعيش مرحلة هي في نظرنا من أخطر مراحل التاريخ الإنساني إننا أمة لها دين وعقيدة ومحافظة.. وعلى إيمان العميق بأن منهجنا هو الأسمى ومسلكنا هو الأرشد وعقيدتنا هي الغالبة، إلا أننا نحس بثقل هذه المسؤولية ونحن نرى أنفسنا نصنف ضمن دول العالم الثالث او تلطيفا الدول النامية ، ومهما اختلفت سبل الخروج من أزمة كهذه واختلفت كذلك الكيفيات التي نعيش بها مثل هذه الوضعية إلا انها تتفق على ان التربية والتعليم أحد أهم الأرقام الصعبة في هذه المعادلة.
إن التربية والتعليم اليوم ليس بحاجة الى عمل يبدأ في الثامنة صباحا لينتهي في الثانية والنصف.. وليس بحاجة أكثر من ذلك الى حديث في مجلس او كلمة في ملتقى أو ورقة في منتدى ويتوقف الأمر، كلا! بل التربية والتعليم بحاجة الى اندماج كامل وانصراف عقلي شبه كلي . وهنا وربما هنا فقط سوف ننتظر بعض الثمار لأكلها .. ونحس أننا زرعنا أملاً ينتظر منه أن يؤتي أكله. وأرجو إن كتب المربون وصيتهم كما ذكرت «المعرفة» أن تجد من يعمل بمثل الوصية واليوم نحن نعيش حالة من انعدام التوازن وربما في الغد القريب سنعيش حالة الوجود او اللاوجود.
اطلعت منذ فترة ليست بالبعيدة على نسخة من مجلة «نيوزويك» الطبعة العربية وكان ملف هذه المجلة عن التقنيات الرقمية أما الخط العريض فهو يتحدث عن العرب وهل بإمكانهم السيطرة على هذه التقنية أم لا؟ .. ومن يقرأ الملف يحس أن الغرب بدأ ينظر الينا على أننا أخذنا في التحرك والمبادرة والمشاركة في صناعة قرار الصناعة إن صح التعبير وهذا يبعث بشيء من الأمل وإن كانت العرائق والمنافسات ستقف أمامنا أكثر من مرة إلا أن إصرارنا على أننا أمة حضارة ومقدرة سوف يبقي شعلة التحدي مضاءة حتى تظهر بالشكل الذي نؤمله.
ولي في هذه المناسبة أن أتحدث عن شيء من فعالياتها . فنحن في الصباح سنتحدث عن مشروع الأمير عبد الله بن عبد العزيز وأبنائه الطلبة للحاسب الآلي «وطني» وسنحضر مغرب اليوم نفسه مناسبة الاحتفال والاحتفاء بحفظة كتاب الله ثم بعد العشاء الآخرة سنتجول في معرض تراثي واجتماعي ولعل مصادفة كريمة جعلت مثل هذه المناسبات تذكر بما بدأت به المثال من أن الرابط المهم بينها هو التربية.. وهي مناسبات لو أحب أن يكتب منها سجلا في السياسة التعليمية لعلم أننا نهتم بالتقنين ونوليها عنايتنا الفائقة في ظل ثورة المعلومات وقنوات التواصل .. ونهتم بالقيم والتربية الإيمانية في ظل ما نشاهده في العالم من انفلات أخلاقي ليس يخفى على أحد .. ونهتم أيضاً بالتراث ورعاية المجتمع في ظل اهتمام كل أمة بتاريخها وتراثها ونجاح المؤسسات الاجتماعية فيها.
بقي لي كلمة أود فيها أن أعبر عن شكري وتقديري لصاحب السمو الملكي أمير المنطقة الذي اعتدنا تشريفا لمناسباتنا حتى أننا نعده رجل التربية الأول في المنطقة.
وشكر آخر لمعالي الوزير على تشريفه ومشاركته وتفاعله.
ودمتم جميعا بخير
المدير العام للتعليم في منطقة- القصيم
|
|
|
|
|
