| مقـالات
كل القصائد التي تطرقت لموضوع محمد الدرة اجترت العاطفة بصورة ألغت العقل وغيّبت المعالجة المنطقية لمأساة فلسطينية يتكرر فعلها منذ عام 48م.. لقد بدت هذه القصائد البكائية نسخة مكررة من قصائد 67 و56م التي تنفخ في قربة العاطفة لنشرب في النهاية هواء ثم ننام.
أصبحت القصيدة المأساة ذات «فكر» رثائي.. لا تعدو أن تبكينا فقط.. في وقت مللنا فيه البكاء والنواح والعتاب.
فمعظم الشعراء الذين استلهموا مشهد الدرة عالجوه مثلما يعالجون مشهد الأطلال.. بكاء.. وهمس.. وجعلوا المشهد المعاصر مشهدا طلليا وقفوا أمامه هم وصحبهم.
هذا الأمر لم يعد يقنعنا. لأن العاطفة «الجياشة» إذا غلبت على صاحبها تنطوي على أنساق مضمرة غير قادرة على فهم الواقع وتصويره مثلما هو.. مثلما هو كائن.
إن مشهد الرصاص وهو يهشم أضلاع الدرة الصغير كان له أبلغ الأثر فينا وفاقت أبعاده الثلاثية قول الشعراء والمتشاعرين الذين حاولوا بكل قواهم الشعرية أن يؤثروا فينا.
نحن بحاجة إلى صياغة شعرية جديدة تهتم بالبصري أكثر من العاطفي والبلاغي وتراعي مواقف الأمة الغالبة والأمة المغلوبة وتخفف من جلد الذات وتكون فاعلة أكثر من أن تكون ناقدة.. دامعة.. محبطة.
|
|
|
|
|