رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 1st May,2001 العدد:10442الطبعةالاولـي الثلاثاء 7 ,صفر 1422

العالم اليوم

أضواء
المبادرة المصرية الأردنية
استثمار للانتفاضة.. أو تضييع آخر الفرص4 -6
جاسر عبدالعزيز الجاسر
ليس عبثاً، أو تسويقاً للاستهلاك المحلي كما يفعل بعض الساسة العرب، قول رئيس أركان جيش العدو الاسرائيلي موفاز، ان الانتفاضة الفلسطينية، اخطر حرب تخوضها اسرائيل..، فهذا القول صحيح وتؤيده الوقائع والمتغيرات التي تشهدها الأرض المحتلة، وما ستشهده في الايام القادمة، رغم ظهور علامات على تضييق تقوم به السلطة الفلسطينية للثائرين الفلسطينيين بحجة ضبط المواجهة مع اسرائيل.
نعود إلى موفاز والذي يتوقع استخدام الفلسطينيين لأسلحة جديدة وادخالها الى المعركة ضد الاسرائيليين بعد نجاحهم في استعمال مدافع الهاون، والعمليات الاستشهادية، اذ يتوقع موفاز دخول ال.آر.بي.جي والقذائف الموجهة، فلدى الاسرائيليين معلومات عن تمكن الفلسطينيين من تصنيع هذه الأسلحة أو الحصول على بعضها من مستودعات اسلحة الجيش الاسرائيلي بعد أن تمكن «المال» من اغراء الجنود اليهود.
هذا التصعيد المتوقع في المواجهة بين الفلسطينيين والاسرائيليين الذي يشير اليه الجنرال موفاز المكلف بحكم منصبه تنفيذه العمليات الحربية ضد الشعب الفلسطيني، يعكس الحالة التي تتحكم بقادة الكيان الاسرائيلي والتي انعكست على المجتمع اليهودي بأسره، فقد لاحظ الدارسون الذين يبحثون تأثيرات الانتفاضة الفلسطينية على مجمل الاوضاع في اسرائيل أن اكثر القطاعات تأثراً هما قطاع الاقتصاد وخاصة هجرة المال وتوقف معدلات النمو والانتاج، وتدمير قطاع السياحة والغريب الذي لاحظه الدارسون أن قطاع النقل الجوي هو الوحيد تقريبا الذي ازدهرت اعماله، حيث لاحظوا ان معدلات السفر زادت بنسبة 17% وعند تدقيق الحالات وعمل الاحصاءات وجد ان السفر من اسرائيل الى الخارج عوض تدني السفر الى اسرائيل وزادت نسبة «الهروب» فتجاوزت نسبة الوصول لتزيد الى اكثر من 17% واذا ما اخذنا في الاعتبار قول الصحافة الاسرائيلية ان طائرات إلعال تصل الى اسرائيل واكثر من نصف مقاعدها فارغة، وان شركات الطيران العالمية قلصت رحلاتها وبعضها اوقفها، يظهر لنا ما اصاب القطاعات الأخرى من تدمير، فالطائرات التي تصل الى اسرائيل واكثر من نصف مقاعدها فارغة تقلع منها وهي ممتلئة وهذا ما عوض خسارة قطاع النقل، ولكن على حساب قطاعات المال والسياحة والهجرة فالذي يهرب بأخذ معه نصيبه من المال، والذين تقلص عددهم في القدوم لاسرائيل بغرض الهجرة أو السياحة أدى ذلك الى تخريب السياحة ووقف الهجرة إلا نفرا قليلا وجميعهم من المهووسين والمتطرفين الذين يكلفون الكيان الاسرائيلي آكثر مما يفيدون، واذا ما اضيف مالاحظه الدارسون من هروب الاستثمارات الأجنبية بعد توقفها تماماِ وتدني معدلات الانتاج، وتراجع المبيعات بعد فقدان السوق الفلسطينية، يظهر بوضوح الخسارة الكبيرة التي تعرض لها الاقتصاد الاسرائيلي... واليهودي اقتل اباه ولا تنقص ماله.. وهذا ما عمق الانهيارات النفسية والاجتماعية فكثرت المشاكل، بل ان دراسة طريفة نشرتها الصحف الاسرائيلية تشير الى تزايد حالات الطلاق في الكيان الاسرائيلي بسبب الانتفاضة الفلسطينية، وان كثيرا من الاسرائيليين اجلوا زواجهم حتى تنتهي هذه الانتفاضة التي اصابتهم بالكوابيس حسب تعبير الصحف الاسرائيلية..!! وان متتبعي الأخبار يسمعون ان عدد الاسرائيليين الذين يصابون بانهيارات عصبية وبصدمات بعد كل عملية استشهادية، وينقلون الى المستشفيات يتجاوز العشرات وآخر عملية استشهادية نقل أكثر من اربعين اسرائيليا للعلاج من الصدمة النفسية التي سببتها عملية كفر سابا، وهذا يظهر كم بلغ الانهيار النفسي داخل اسرائيل، فاذا أضيف كل هذا الى التدمير الاقتصادي بكل جوانبه، والانهاك العسكري الذي تجاوز حدود الاستنزاف يظهر مدى قيمة وتأثيرات الانتفاضة الفلسطينية في اجبار ساسة اسرائيل على الاستجابة الى الحقوق الفلسطينية الشرعية التي تسعى اليها المبادرة المصرية الأردنية عن طريق اعادة الحياة للمسيرة السلمية.
لمراسلة الكاتب
Jaser@AlJazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved