أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 1st May,2001 العدد:10442الطبعةالاولـي الثلاثاء 7 ,صفر 1422

منوعـات

وعلامات
بل، ، تزوج من كاتبة!
عبد الفتاح أبو مدين
* في جريدة المدينة المنورة، بالعدد الصادر بتاريخ يوم الجمعة 5/1/1422ه، قرأت في ص «9» مقالا للأخ - عبدالرحمن المزيني -، من المدينة المنورة، قرأت مقاله، ، بعنوان:«لا تتزوج من كاتبة»،
* وهذا التحذير من الكاتب، ، ينبني على الافضاح وافشاء السر، من شريكة الحياة - الكاتبة-، وكاتبنا يتكىء على مقال، ، يحمل ذلك العنوان، من منطلق ثلاث كاتبات، ألفن ثلاثة كتب، ، عن حياتهن مع أزواجهن، ثم انفصلن عنهم، فسجلن فيما كتبن عيوب الأزواج، ! والأخ المزيني، ، لم يكتف بالكاتبات اللائي قرأ عما كتب عنهن، وإنما أضاف إليهن - قياسا - كما قال: الشاعرات والرسامات، وقال: فالأولى قد تهجو زوجها بقصيدة فيها مساوئه، والأخرى قد ترسمه بلوحة تباع بملايين الريالات على حد قوله،
* والعقلاء يقولون: ان الشواذ لا يقاس عليها، ولو اتبعنا هذه القاعدة لأسقطنا شريحة من النساء، ولاسيما الثرثارات واللائي لا يكتمن سرا، ويمكن أن يضاف الى كلام الأخ، ، عبدالرحمن القاصة والروائية والموظفة، ، إلخ!
* إننا إذا نظرنا الى ساحاتنا في الماضي والحاضر، لا نرى ما ذهب اليه الكاتب، ففي بلادنا كثير من الكاتبات المحترمات، ، ولم يجنح أحد منهن الى افضاح الحياة الزوجية، ولا أريد أن أضرب الأمثال بالأسماء، حفاظا على سرية وأسر سيداتنا الكريمات الكاتبات؛ واللائي يتمتعن بسمعة كريمة عالية، ولم يسمع عن إحداهن هذا الجنوح الى كشف الأسرار، لأنهن يدركن عيوب ذلك التحول المقيت، والكتاب العزيز نهى عن ذلك، وهن ملتزمات بدينهن ومحافظهن وسلوكهن المتميز، !
* وفي العالم العربي، يمكن ضرب الأمثال بأكبر الكاتبات، في مقدمتهن الدكتورة - بنت الشاطىء-، عائشة عبدالرحمن رحمها الله، وغيرها كثيرات، وحتى الكاتبات والشاعرات والرسامات، ، من مختلف الطبقات والدرجات، فلم يعرف عنهن هتك أسرار الحياة الزوجية، ، ذلك ان الحياء يمنعهن من إفشاء المستور، ونادرا ما نجد المظلوم منهن ينشرن - الغسيل -، مع ان الكتاب العزيز أباح للمظلوم أن يجهر بالسوء، قال تعالى:)لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم(، ولا تجنح الى ذلك، لأنها واعية، والزوج الكاتب يتمتع معها بحياة غالية ثمينة، خليقة بالتقدير والاحترام،
* قلت إن الشاذ لا يقاس عليه، ولعل ما نقله الكاتب عن كاتب آخر، ، يمس حياة - الغرب -، وأمة الانحلال، ، التي لا تتقيد بالأخلاق الفاضلة والقيم، لذلك فهي لا تؤخذ مثالا للحياة العامة للبشرية، فكيف نروجها في مجتمعنا كسبة، ونقول جادين أو هازلين: لا تتزوج من كاتبة!؟ إن هذا الكلام على اطلاقه سيىء وإساءة الى مجتمع مسلم ذي قيم ومثل، ومن الخطأ، ، أن نقيسه على المجتمعات الماجنة المنحلة المتهتكة، والكتابة رسالة وأمانة وقيمة، فإذا خلت من ذلك؛ فهي عبث لا يعول عليه، وتسيء الى صانعها، !

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved