أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 1st May,2001 العدد:10442الطبعةالاولـي الثلاثاء 7 ,صفر 1422

مقـالات

الإبداع في الدراسات القيمية )2/2(
حمود السالمي
جمع أحد رؤساء الولايات المتحدة عظماء المبدعين في القصر الرئاسي لطرح الحلول في كيفية مقاومة الغواصات الألمانية التي كانت تقلق الأمريكان بالدخول إلى شواطئهم في الحرب العالمية الثانية، فاجتمع أكابر الأذكياء والعباقرة، وأمضوا فترة ليست قصيرة يطرحون الأفكار دون الوصول إلى نتيجة، وبعد أيام قدم شخص ينادي خارج القصر الرئاسي بأني لقيت الحل، فأمر الحراس، ففتحت الأبواب، وخليت له الطرق، واستعد الجمع لسماع الفكرة التي قطعاً ستكون جبارة، عندها قال: أقترح لكم أن تسخنوا مياه البحر عند الشواطئ إلى درجة 97 مئوية، وعندها إذا دخلت الغواصات الألمانية فسيختل ميزان التحكم، وعندها لا تستطيع الهجوم، فكرة رائعة، بقي أن نعرف: كيف نستطيع تسخين مياه البحر؟ قال: هذه مشكلتكم.!!!
أسلوب الدراسات القيمية يتكون من عدة خطوات، وهي خطوات منهجية تأتي تباعاً، فتبدأ بمرحلة المعلومات التي هي أساس الدراسة وعليها تعتمد، ثم تحليل الوظائف، وفيه يتم تكوين الرسم البياني لتحليل الوظائف، وهو ربط منطقي لمكونات المنتج أو الإجراء، ثم يأتي بعد ذلك دور الإبداع وهو ما نحن بصدده، والإبداع تطرقنا لتعريفه والحديث عنه، وهنا سأتحدث عنه في الدراسة القيمية. فهو خطوة يتم فيها طرح الأفكار المختلفة لأداء الوظائف المطلوبة بأسلوب علمي جدير بالعرض؛ لأن كثيراً منا يحتاج إلى فهمه وإدراكه، لنستفيد من إبداع المبدعين، في جميع المجالات وليس في الدراسات القيمية فحسب، ولكي لا ترتفع قيمة بعض العقول في الحراج العالمي للعقول؛ لكونها جديدة!! نمارس أحياناً ما يسمى بالعصف الذهني، وهو الطرح اللامحدود للأفكار، وحينما تعلمناه وجدنا فيه من مشجعات التفكير والطرح الشيء الكثير، ولكن ذلك لايكون إلا من خلال ضوابط منها:
اختيار المكان والزمان المناسبين. ففرق بين أن تبدع المجموعة في الصباح الباكر وبين أن تطالب بالإبداع قبيل انتهاء ساعات العمل اليومية، وفرق بين أن تبدع في غرفة مغلقة، شديدة الحر أو شديدة القر، وبين أن تبدع في مكتب جميل ذي إمكانات متميزة.
التركيز على الكم لا الكيف، فمن الأفكار ما تبدو غير عملية أو ليست ذات قيمة تذكر، ولكنها بعد تنقيحها وإبرازها تصبح من أفضل الأفكار.
منع النقد بكل أشكاله، وأقصد بكل أشكاله: اللفظية، والتعبيرية بالشكل من غير الكلام، كالابتسامة الساخرة، أو مد الشفة وعطفها، أو نحو ذلك مما قد يكون أبلغ من الكلام. ولهذا حلقة خاصة.
وبعد ذلك تأتي مرحلة التقييم للأفكار، وهنا يفتح الباب على مصراعيه للنقد والتقييم، وبعدها تنتقى الأفكار القيمة لتطويرها، وجعلها أفكاراً قابلة للتطبيق، ثم تعرض النتائج على صاحب القرار، وهذه دراسات قيمية.
* )مهندس ب( مدير عام الدراسات التقيمية والمشرف على برنامج الدراسات التقيمية بوزارة الموارد البلدية والقروية

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved