| مقـالات
دعيت منذ سنوات مع مجموعة من الأدباء والكتاب، من قبل احد الأندية الأدبية، وكان المفروض أن يدفع هذا النادي، تكاليف رحلتنا، لكنه اكتفى بتقديم السكن، مع تحملنا لمصاريفنا اليومية، وقيمة تذاكر الإركاب. والطامة الكبرى ان الأمسية القصصية، التي وجهت لي الدعوة من اجلها، ألغيت، لسبب يعلمه القيمون على النادي، حين وصولنا الى النادي!!وللقارىء أن يتصور الصدمة، التي شعرت بها، وشعر بها من كان مدعواً لنفس الأمسية، خاصة وانني تركت عملي واسرتي لتلبية الدعوة، ولكي لا يقال انني لا اقدر المسؤولية، وهي تهمة تلقى دائماً على من توجه له دعوة ولا يلبيها!
من يومها آليت على نفسي، الاعتذارعن كافة الامسيات التي تقام خارج مقر اقامتي، خاصة وانني لا امتلك فائضاً من المال، اصرف منه على اندية ادبية، لا تعمل دائماً، بالشعار الذي ترفعه، وهي اذا قدرت الكاتب فانها لاتقدره بمقدار قيمته كمثقف أو أديب ولكنها تقدره بمقدار وجاهته أو مكانته الاجتماعية التي اكتسبها من منصب أو مال.. وهذا ما شهدته في أكثر من مناسبة من المناسبات الاحتفالية، التي تدعو لها بعض الأندية، فالضيف من هذه العينة حالما ينتهي من محاضرته، أو أمسيته ينزل من منبره كالطاووس، محفوفاً برئيس النادي، وبعض خاصته، الى حيث تنتظرهم مائدة خاصة، في ركن منفرد، يأكلون فيه على راحتهم، بعيدا عن طيش ونزق المبدعين، الذين ينفرون عادة من ذوي الأفكار المنشاة، والنادي يصرف عادة على هكذا أمسية، بدون تحفظ، اما لو كان المدعو، من هؤلاء الادباء الحفاة، فربما حظي وضيوفه، ببعض المرطبات، وربما ضنوا عليهم بالشاي والقهوة، وعليهم فوق ذلك، ان يثنوا على توجيهات رئيس النادي، التي ساهمت في اقامة، مثل هذه الأمسيات المنزوعة الدسم!!انني اعرف ويعرف كافة المنضوين تحت لواء سيدنا القلم، أن كل ناد من هذه الأندية، لديه مخزون من المال، ولديه معونات سنوية، من المفروض، ان تصرف في اوجهها السليمة، مثل الأمسيات المفيدة، والمعدة إعداداً جيداً ، مع اصدار الكتب والمطبوعات التي تضيف جديداً، الى حركة الثقافة والفكر في بلادنا.. لكن المتمعن والمراقب، سوف يجد ثلاثة ارباع هذه الاندية، متفرغة لامسيات ومحاضرات وندوات بعيدة عن مجالها، أما المطبوعات التي تصدرها فهي لا تسر عدواً ولا حبيباً لا من حيث الشكل ولا من حيث المضمون وبالتالي لا يستفيد منها الا موظف النادي أو المستودع وهو مقرها الأخير حيث تلتهمها القوارض والظلمات!!
ناد وحيد من بين هذه الأندية الذي يصدر دوريات عليها القيمة وتدفع القراء والكتابة لقراءتها ولطلب المساهمة بالنشر فيها، ومع ذلك فان هذا النادي عليه الكثير من الملاحظات التي يطرحها سكان المدينة التي ينطلق منها، لكن في النهاية، رائحة أبو علي، احسن من عدمه، بمعنى انه يعمل شيئاً ، في الوقت الذي دفنت فيها بقية الأندية، رؤوسها في الرمال!!
|
|
|
|
|