أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 1st May,2001 العدد:10442الطبعةالاولـي الثلاثاء 7 ,صفر 1422

مقـالات

نوافذ
الأطلال
أميمة الخميس
أضحت فلسطين هي المعادل الموضوعي للمطلع الطللي في القصيدة الجاهلية القديمة الذي اوقفت واستوقفت وأبكت واستبكت الشعراء الجاهليين، والتي كان لها شروطها )وبروتوكولها( الخاص الذي يقتضي أن يبدأها الشاعر بمقدمة طللية، تصور حنينه العميق الى مرتع صباه ولهوه، ذلك الحنين الذي يجعله عدة أبيات في رأس القصيدة قبل الخوض في الغرض الأصلي الذي أنشئت من أجله القصيدة.
والمتابع للأعمدة الصحفية السياسية في معظم الصحف العربية يجد أن )فلسطين( أضحت المزار أو المدخل الذي ينطلق منه الكاتب الى بقية المواضيع الطارئة في التاريخ والسياسة والاقتصاد وحتى .. الفن.
بشكل اصبح يتطابق مع التوقيع على دفتر الحضور والانصراف في مؤسسة بيروقراطية عتيقة بات يهمها توقيع الموظف أكثر من عطائه وانتاجيته، أو لربما تشبه زيارة لعمة عجوز مهجورة فنزورها في العطل والمناسبات فقط لنتخلص من عقدة ذنب عارمة تجاهها.
وقد ثار الشاعر المولد )أبو نواس( على الوقوف على الأطلال أو ما تعارف النقاد على تسميته بعمود الشعر فقال:


مالي بدار خلت من أهلها شغل
ولا شجاني لها شخص ولا طلل

ولكن تلك الثورة لم تصل بعد الى الكتاب السياسيين العرب فما برحوا يحملون ذلك الدأب والصبر الذي يجعلهم يعيدون ويزيدون ويحللون ما قد تحلل وتلاشى واصبح رمماً تتخطفها الأيام والتواريخ...!!!
لعلهم يريدون أن يصنعوا من الكلام الوافر الكثير المغدق بالتواريخ والشواهد والأدلة، أستارا تجلل المشهد المرقع الشاحب الذي يتوارى خلفها، أوراق جمة تخبىء الفعل الخافت أو بالتحديد اللافعل..؟؟ باتجاه شارع عربي محتدم متوتر وحانق، وشعور عارم بالعجز والخيبة والإحباط، الذي لن ينقذه سوى الكلام الذي سيتحول بالتأكيد الى الترياق الذي يعالج الأحلام طريحة الفراش أو تلك الأخرى التي تواجه حتفها.
قال عنترة العبسي في مطلع معلقته:


هل غادر الشعراء من متردم؟
أم هل عرفت الدار بعد توهم؟

هو حالة ملل كبرى اقتنصت الشاعر العبسي حينما قال في هذا التساؤل الوجودي الكبير عن عبثية الوقوف بالأطلال...!!!
واليوم فلسطين تصبح الطلل المهلهل الذي يمر به الكتّاب، ويطلقون المزيد من الضوضاء التي لا تتوازى مع الفعل أو لنقل هي لتعويض القصور الواضح في الفعل.. فهل غادر الكتاب من متردم؟؟؟؟ في ظل حالة عزوف شعبية عارمة وانصراف شامل عن الاهتمام بهذه القضية المزعجة والمخذلة في الوقت نفسه.
ردود:
الاستاذ عبد الرحمن: شكراً على رسالتك الطويلة اللطيفة في الوقت نفسه، وبالنسبة لتعليقك على موضوعي )المؤقت( وهو الذي يتحدث عن فئة معينة في هذا المجتمع، فأنا أرى أن قضيهم باتت ملحة ومؤرقة ولا يجب تركهم للتكهنات و)طمطمة( المواضيع..!! ومن حقهم على المستوى الانساني النظر في قضاياهم...
أما بقية رسالتك فقد كانت )نزهة(.. نزهة ممتعة بين الفكر والأدب، لك وافر تحياتي ولقد أبلغت الوالد تحياتك.
email:omaimakhamis@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved