| مقـالات
الذي استمع الى صدام حسين من خلال كرسيه «العظيم» وهو يهذي بالزيف والحديث عن الحريات والحقوق والشعوب التي تختار قائدها دون ان تقاد الى اختيارها..
والعراق والمجد والحرية وعبارات مملوءة بعبوات ناسفة تملأ المكان برائحة الزيف والدم والفروسية الكذابة.
وترى العراقيين يتراقصون على مسرح العبث او البعث سيان ..
وكأنما هم دمى تتقافز لا حياة فيها أو روح مذبوحة مشاعرها بالخوف وممتلئة أحلامها بصمت المقابر وحزن الجنائز المتراصة.
وليس لك وان كنت تملك من أسباب الفراسة ما تملكه إلا ان تستوي الوجوه والملامح والأحلام والمشاعر
فتجدها تماما أجداثاً تتحرك أمامك..
لا يزيدها الزمان الا موتاً
ولا يزيدها الزيف الا استغراقا بالألم الباهظ والسكينة الآتية من سكين حادة تنهش عرى القلب الصامت على حزن أطفال وجوع صغار ودموع نساء ثكالى..
يبكين الاحساس بالأمن..
وتيتمن الى ان يصبحن أمهات بلا فجيعة..
ليس لك وأنت تذكر ابتسامات صدام ورغدة
ومحمد صبحي
وغيرهم وغيرهم
إلا ان تستنشق الزيف وهو يستحيل الى جثث معلقة..
تراها صباح مساء..
تذكرها فتمثل في دخيلة فؤادك..
قصائد
دجلة والفرات
وبغداد العباسية..
ورائحة التاريخ النقي..
يهاجمك الزيف .. ويحشرك في زاوية لا تشبه زاوية ذاك الكرسي الذي جلس اليه صدام قبل ليال قليلة.
يشكر الشعب العظيم الذي يختار قائده..
ويحب قائده
ويحتفل بقائده
باختياره ودون ان يجبر على ابتسامة أو رفع يد نحو جانب الرأس
او على قبلة أعلى الخد او الكتف..
كل ما في المشاعر طبيعي وعفوي وقادم من مدن الفضيلة والمحبة الآلهية المؤسسة على قناعة تامة بدور صدام البطولي والتنموي والانمائي وللمواقف البيضاء التي سجلها في تاريخ العرب والمسلمين..
هكذا كان الزيف يتقافز أمامنا .. ينحر باتجاهنا كل معاني الحقيقة التي نعرفها ودون ان نستطيع فعل شيء سوى ان نغلق صنبور الفضاء لكننا لا نستطيع ان توقف صنبور الحزن الذي ينطلق من قلوبنا ويصب باتجاه نهري الفرات ودجلة وبغداد العباسيين.
Fatma alotaibi@ayna.com
|
|
|
|
|