| مقـالات
الآن.. ومع اقتراب العام الدراسي من النهاية، يدور الحوار وتطرح الأماني والوعود في البيوت حول السؤال التقليدي: إلى أين؟!
إلى أين نذهب في إجازة الصيف.. كي نزيح عن أنفسنا عناء الإقامة) الجبرية( على خطوط العمل وفي معسكر دراسة الأبناء والبنات ومن بعد في معسكر الاختبارات؟! سؤال يظل يتردد مثيراً للجدل بين أفراد الأسرة حتى إذا ما أعلنت النتائج وربما قبل الإعلان تنفك الأسر من ذاك الأسر زرافات ووحدانا- كما الطيور المهاجرة في المواسم- إلى المنتجعات السياحية في الداخل والخارج، طلباً للراحة والمتعة ورغبة في التغيير بحد ذاته.
ولابد أن المهاجرين إلى الداخل قد أدركوا متعة السياحة في ربوع بلادهم، واستشعروا الأمان بين ذويهم وفي أحضان وطنهم ولابد أنهم قد شاهدوا النهضة السياحية الكبيرة بمناطق المملكة المختلفة، حتى غدت كلها مليحة، ولكل مليحة منها مذاق، وبذلك يجد كل مواطن ما ينشده بين ربوع بلاده، ومع ذلك لا تزال الطيور المفارقة لأعشاشها إلى الخارج سنوياً إلى الأكثر.
وقد بحت الأصوات فهذه ربما المرة المليون التي تنطلق فيها المناشدة بأن التوجه إلى السياحة الداخلية الآن أصبح واجباً وطنياً حتمياً، لتوفير المليارات التي تستفيد بها دوائر السياحة العالمية- عربية وغربية- خصماً من حسابات اقتصادنا الوطني، ولما لذلك من أثر في حماية مجتمعنا من بثور أخلاقية في الوجه الحسن للسياحة الخارجية قد تنتقل إلينا مع الآيبين.
وهنا الحميمية التي يجدها المواطنون وهم يتبادلون مواقع الإقامة الدائمة فيها بينهم، فمن أهل جدة ومكة والمدينة نرى أناساً يأتون إلى عسير، ينشدون الهواء وجمال الطبيعة والاستمتاع بالأنشطة الثقافية والبرامج الصيفية المتعددة، وفي الوقت ذاته نرى أهالي منطقة عسير يتوجهون إلى المنطقة الغربية لأداء الحج والعمرة والزيارة وللتسوق والاستمتاع ببرامج السياحة فيها، وهكذا تتوثق عرى التعارف بين أبناء الوطن وتتطور في كثير من الأحيان إلى صداقات حميمة وكذا الحال بالنسبة لباقي مدن المملكة.
ومن مزايا المشروع السياحي الداخلي كذلك أنه يشجع المهاجرين من مناطقهم الأصلية كي يصلوا أرحامهم، فكل انسان منا له في مسقط رأسه رحم يستحق الوصل لا محالة. أضف إلى ذلك أن النفقة السياحية داخل الوطن أقل بكثير منها في الخارج، فعلى الرغم مما يشيعه المناوئون للسياحة الداخلية عن غلو أسعارها فإن الأرقام قد حسمت الأمر إذ إن أجر سكن من أربع غرف في عسير- على سبيل المثال- يقل عن 200 دولار في اليوم بينما إيجار المثل في الخارج لا يقل بحال عن 600 دولار. كما أن قيمة تذكرة التليفريك في سويسرا مثلا تعادل خمسة أضعافها في منتجعات عسير.
وأخيراً.. أليس من حق مناطقنا السياحية المؤهلة أن تحظى بالزيارة من أبناء الوطن ولو على سبيل التجربة فليس من رأى كمن سمع؟! وإني على يقين بأن الكثير من سياحنا في الخارج ستتحول مراكبهم إلى الداخل بحيث لا يبقى في سلة السياحة الخارجية إلا القلة القليلة من الباحثين هناك عن البثور!!
وكيل إمارة منطقة عسير المساعد
|
|
|
|
|