| العالم اليوم
* واشنطن د. ب. أ:
^^^^^^^^^^^
أكد لفيف من المؤرخين ليلة الجمعة/السبت أن ملفات محظورة أفرجت عنها المخابرات الأمريكية مؤخرا ألقت المزيد من الضوء على كيفية هروب مجرمي الحرب النازيين من العقوبة عبر التعاون مع الولايات المتحدة وغيرها من أجهزة المخابرات الغربية في نهاية أربعينيات القرن الماضي.
^^^^^^^^^^^
وتحتوي تلك الوثائق وهي بين ثلاثة ملايين وثيقة تم الإفراج عنها ونشرها أمس )الجمعة( بموجب قانون صدر عام 1998 يسمح بالافراج عنها، تحتوى على عدد محدود من المعلومات، ولكنها تحتوي على تفاصيل كثيرة عن السنوات الغامضة التي أعقبت انهيار ألمانيا النازية، عندما كانت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق يتصارعان من أجل الهيمنة على أوروبا.
وذكر المؤرخون أن أجهزة المخابرات الغربية اعتادت التغاضي عن العناصر النشطة في أجهزة المخابرات النازية إبان الحرب والتي كانت تقدم معلومات بالغة الأهمية عن عملائها السابقين أو عن السوفيت وأن الضباط النازيين أثبتوا في أغلب الحالات مهارتهم في تقديم المعلومات الهامة ومعظمها زائف مقابل الحصول على الأموال أو توفير الملاذ الأمن لهم. ومعظم هؤلاء مارسوا دور العمالة المزدوجة، حيث قاموا بتزويد كلا الجانبين بتلك المعلومات وانهم استثمروا حالة الشكوك المتبادلة بين الجانبين والتي أججت نيرانها حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية. يقول تيموثي نفتالي المؤرخ بجامعة فرجينيا «إن هذه الوثائق أعطت إحساسا بالأسلوب الذي تمكنت به المخابرات الأمريكية وغيرها من أجهزة المخابرات من تجنيد ضباط ألمان سابقين بعد الحرب العالمية الثانية». وكانت السجلات العامة السابقة الخاصة بهذه القضية قد توقفت عملية كشف النقاب عنها في عام 1946 بينما تمتد النصوص الجديدة في الأغلب عبر حقبة الخمسينيات حسبما ذكر تيموثي. وذكر نفتالي في مؤتمر صحفي عقده في متحف الهولوكوست الأمريكي التذكاري في واشنطن «إن أصحاب الآراء المثيرة سيشعرون بخيبة الأمل، إلا أن هناك حالات يؤسف لها في هذه الملفات تتعلق بتجنيد مسؤولي المخابرات الأمريكية لمجرمي الحرب». وتزامن الكشف عن الوثائق السرية مع الذكرى السنوية لضحايا المحرقة النازية التي أودت بحياة ستة ملايين يهودي خلال الحرب العالمية الثانية. وقامت الدولة العبرية بتذكر ضحاياها بهذه المناسبة الحزينة الاسبوع الماضي حيث وصف راديو إسرائيل مرتكب تلك الإبادة الجماعية «بالوحش النازي» بينما أكد رئيس الوزراء الجديد أرييل شارون مجددا أن إسرائيل هي المكان الوحيد الذي يستطيع فيه اليهود الدفاع عن أنفسهم وحثهم على عدم التنازل عن هذا الحق. ويقول إيلي روزنباوم مدير مكتب التحقيقات الخاصة بوزارة العدل الأمريكية، والشهير بكونه أكبر صائدي النازي في الولايات المتحدة «إن هذه الملفات توفر أدلة جديدة على أن المنتصرين الرئيسيين في الحرب الباردة، هم ) في واقع الأمر( مجرمو الحرب النازيون». ويضيف روزنباوم «وبينما كان الجانبان، يركز كل منهما على الآخر، فإنهما فقدا البصيرة الخاصة بضرورة تقديم مرتكبي الهولوكوست إلى العدالة».
ومن بين أهم الفصول المثيرة في هذه الملفات، تلك التي تتعلق بمفاوضات سرية أجراها في سويسرا آلان دوليس وهو من مكتب الخدمات الاستراتيجية، تلك المنظمةالتي حلت المخابرات المركزية محلها. وقد أدت تلك المفاوضات التي جرت أوائل عام 1945 مع مسؤولين بالمخابرات الألمانية إلى استسلام قوات ألمانية في شمال إيطاليا مما أنقذ مئات الأشخاص وحال دون ممارسة القوات الألمانية المنسحبة أسلوبها في تدمير المواقع التي تضطر لمغادرتها. إلا أن الضباط الألمان وقتها قايضوا اتصالاتهم بالهروب من العقاب في السنوات التي تلت الحرب. ومن بين هؤلاء الضباط يوجين دولمان المسؤول بقوات العاصفة الألمانية السرية الذي كان مطلوبا لدى الإيطاليين لدوره في مذابح ارديتين كيفز المعروفة التي قتلت فيها هذه القوات الخاصة 355 سجينا إيطاليا عام 1944 في شمال إيطاليا. وبعدها تمتع دولمان بحماية الأمريكيين. ويقول نفتالي إن مفاوضات سويسرا تمت بمبادرة من «مجموعة من ضباط المخابرات الألمانية الذين أدركوا أنهم قد يتعرضون للمحاكمة عقب الحرب ومن ثم قرروا أن يجعلوا من أنفسهم رسلا للسلام».
وتتعلق ملفات أخرى باتصالات أمريكية مع ما يسمى «بمنظمة جيلان» وهي شبكة من عملاء المخابرات بعضهم تورط في جرائم حرب شرع فيها الجيش الأمريكي في بداية الأمر ثم جهاز المخابرات المركزية. وفي الخمسينيات صارت منظمة جيلان جهاز مخابرات حكومة ألمانيا الغربية الجديدة آنذاك. والوثائق التي أفرج عنها أمس الأول هي الجزء الأول من ملفات المخابرات الأمريكية التي يتم الافراج عنها بموجب قانون الكشف عن جرائم الحرب النازية الذي صدر عام 1998. ووصفت كارولين مالوني الديمقراطية عضو مجلس النواب الأمريكي عن ولاية نيويورك والتي شاركت في وضع هذا القانون، الملفات بأنها «أكبر سلسلة من نوعها في مجال الكشف عن جرائم المخابرات منذ محاكمات نورنبرج» الشهيرة عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية. وتشمل الوثائق التي تم الافراج عنها أمس الأول سجلات أسماء لدى المخابرات الأمريكية خاصة بعشرين شخصية مطلوبة لدى محاكم جرائم الحرب النازية ومجموعة عمل فحص سجلات الحكومة الامبريالية اليابانية انترايجنسي وركنيج جروب التي درست الوثائق وأفرجت عنها.وتضم هذه الملفات قائمة بأسماء بعض الشخصيات البارزة مثل أدولف هتلروادولف ايخمان وكورت فالدهايم، سكرتير عام الأمم المتحدة السابق ورئيس النمسا الأسبق كما تحتوي على بعض المعلومات الجديدة والقيمة الأخرى وذلك حسبما ذكر ريتشارد بريتمان كبير المؤرخين العاملين في هذا المجال. ومن بين المعلومات الجديدة التي تضمها الملفات:
تنبأ الطبيب الخاص لادولف هتلر في عام 1937 بأن حالة مرض جنون العظمة الذي كان يعاني منه الزعيم النازي والتي كانت آخذة في التفاقم قد تحوله إلى «أكبر مجرم مجنون عرفه العالم في تاريخه».
أن هينريخ موللر زعيم جهاز الجستابو لم يعمل إطلاقا لحساب المخابرات الأمريكية، كما ثارت الاشاعات على نطاق واسع وأنه قضى نحبه على الأرجح خلال الأيام الأخيرة للمعركة الشهيرة التي دارت حول السيطرة على برلين.
كان من المعتقد أن دكتور جوزيف منجيلي لا يزال حيا مما حدا بهيئة مارشال الأمريكية لاقتراح القيام بعملية سرية عام 1985 لتحديد مكانه وأسره في أورجواي. وقد اتضح أن منجيلي توفي في البرازيل عام 1979.
أن كورت فالدهايم لم يكن مرشدا لوكالة المخابرات المركزية ولم تجد الوكالة الأمريكية دليلا للاشتباه في أنه قد تعرض للابتزاز من قبل موسكو للابقاء على ماضيه النازي في طي الكتمان.
|
|
|
|
|