| عزيزتـي الجزيرة
معلوماتك ضعيفة يا أخت نجلاء عن التعليم
شنت في الآونة الأخيرة حملة إعلامية شرسة ضد المعلمين كحملة الجوازات على العمالة المخالفة وتراوحت طرقها ما بين حملة إعلامية تنتقد المعلمين بعدم تأهيلهم للتعليم وأنهم خرجوا أجيالا ضعيفة وبأنهم مهملون وليس لديهم ضمير وما إلى ذلك وبين حملة اعتداءات على المعلمين وبطرق مختلفة وإتلاف ممتلكاتهم، هذا ما تطالعنا به الصحف وما كان خافيا فهو أعظم .
ولعل ما دعاني للكتابة هو ذلك الموضوع الذي أثارته الأخت الكاتبة نجلاء أحمد السويل في زاوية «ترانيم صحفية» بالعدد 10430 في 25/1/1422ه المعنون ب«معلمون أطاحوا بأدوارهم» وهذا نوع من الحملة الإعلامية التي ذكرتها في بداية المقالة حيث طرحت رؤيتها واستعرضت عضلات قلمها بنشر حبرها لهذه الحملة ضد المعلم وحيث أن الكاتبة تعرف حقيقة المعلم الماضي وما هي الأشياء التي جعلته بمكانته المرموقة وكيف حظي بحصانة فائقة حتى أصبح يهاب وهو في الشارع على الرغم من تدني مؤهله العلمي ومستواه الثقافي بالإضافة الى عدم توفر الوسائل المعينة في العملية التربوية لأن مبدأ الثواب والعقاب واستخدام أسلوب الترغيب والترهيب نظام مقر من قبل وزارة المعارف والمعلم مطالب بتنفيذه.
أما معلم اليوم على الرغم من تأهيله العلمي العالي ومستواه الثقافي الواسع وتوفير جميع الوسائل المعينة على العملية التربوية إلا أنه أصبح مقيدا ومكبلا بأنظمة الوزارة التي تمنع استخدام مبدأ العقاب وأسلوب الترهيب وعدم التعامل بالشدة بل تشجع على التعامل بأسلوب التدليل والتدليع مع اتباع نظريات علماء النفس الغربيين والمطالبة بتطبيقها ولم تتوقف عند هذا بل منعت حسم الدرجات على الطالب الكسلان وأصدرت قرارها الأخير بإلغاء درجة السلوك والمواظبة حتى أحدثت ثغرة كبيرة في التعليم بتمرد الطلاب على المعلمين وأصبح النجاح مضموناً لكل طالب كسلان ومهمل لأن لائحة الامتحانات الأخيرة تصب في مصلحة الطالب.
فكيف نلوم معلم اليوم وهو في هذا الوضع المزري علما أن الكاتبة ذكرت أن بعضا من المعلمين تحولوا الى العمل الإداري هربا من نظرات الطالب التي تحمل في زواياها الكلل والسأم وهذا غير صحيح بل السبب هو رغبة المعلم بالحفاظ على كرامته وقيمه في ظل الوضع الذي لا يشجعه على الاستمرار في العمل أما الأسباب التي ذكرتها الكاتبة لفقدان المعلم قيمه فهي بعيدة كل البعد عن الواقع وفيها تجن على المعلم حين ذكرت:
1- تقلص فعالية الضمير لدى عدد هائل من المعلمين. وهذا إجحاف من الكاتبة عندما قالت «عدد هائل» ولو قالت بعض لكان الأمر أخف ولا أعلم المصدر أو المرجع الذي اعتمدت عليه في تجريد غالبية المعلمين من الضمير وأقول لها رب كلمة قالت دعني.
2- أما الفقرات 2، 3، 4، فقد اعتمدت على مصدر «يقولون» أو أحاديث مجالس النساء.
3- ذكرت في الفقرة 6، أن سبب غياب الطلاب عن المدارس تعامل المعلمين الفظ الخشن وانعدام الشخصية. ولذا أقول للكاتبة إن ما ذكرته هو أضغاث أحلام أو قصص خيالية، كيف تحسبين غياب الطلاب لتعامل المعلم الفظ والخشن وأنظمة الوزارة واضحة وصريحة بعدم استخدام الشدة أو الحزم أو التخويف أو الترهيب؟ إن سبب غياب الطلاب هو ذلك القرار الشهير بإلغاء درجة السلوك والمواظبة التي تضبط الطالب سلوكيا وتعليميا. والنهاية كنت أتمنى أن أفند جميع ما ذكرته ولكن اتضح لي أن جميع المعلومات التي ذكرتها بنيت على أحاديث مجالس النساء في سهرة على مائدة المكسرات وتناول المشروبات من عصيرات وغيرها.
ناصر بن عبدالعزيز الرابح
إدارة تعليم البنين بحائل
|
|
|
|
|