| مقـالات
كتب الاخ الكريم عبدالله العبيدي مدير عام التدريب بشركة الاتصالات مقالا ضغط فيه بقلمه على عصب رئيسي حساس، ألا وهو المعلم السعودي ومدى قدرته على أداء رسالته. ونحن هنا لسنا بصدد تناول ما جاء في ذلك المقال «على أهميته» بقدر ما نحن مبتهجين بأن يأتي مسؤول قيادي رفيع من خارج المنظومة التعليمية الرسمية ليقدم لنا رؤيته الخاصة حول همنا وهاجسنا الأول نحن التربويين «كفاءة المعلم». انني - بهذه المناسبة - أرى ان من يترك كرسيه من المسؤولين في بلادنا دون ان يجاهد تعليميا «ولو على مستوى أسرته» أو يحدث نفسه بهمومنا التعليمية يكون قد قصر في اداء واجبه الوطني. وعندما تنجح القيادة التعليمية في اقناع كل الناس بأن لا سبيل للخروج من دهاليز الظلام والتخلف سوى سبيل التعليم فانها تكون بذلك قد بدأت انطلاقتها الصحيحة والحقيقية نحو ذرى المجد، فالمواطن يغيب بغياب التعليم، وبغياب المواطن يغيب الوطن. ولا بد ان نذكر هنا بالتقدير ان قيادتنا التعليمية الحالية قد استطاعت - الى حد كبير - ان تجعل من التعليم قضية وطنية شغلت اهتمام كثير من الناس، كما انصتت هذه القيادة باهتمام لما يقوله الناس، وفتحت معهم حوارا على درجة عالية من الشفافية دون ان تلجأ الى الأساليب المعلبة الجاهزة ذات السبك المعروف. لتدرك كيف يمكن للتعليم ان يعيد صياغة الفرد عقلا ووجدانا فيكفي ان تعرف ان خريج التعليم العام يستطيع اذا ما قدمنا له تعليما متميزا ان يبني نموذجا لمحرك «مثلا»، او يصنع دائرة اذاعية، ويعرف مبدأ صناعة القنبلة الذرية، وكيف يعمل الحاسب، ويبني بعض البرامج الحاسوبية، ويعرف بعض اسرار جسمه وكيف يحافظ عليه، ويفسر ما يحدث من تفاعلات كيميائية في كثير من الصناعات «الصابون، الورق، الزجاج، العطور». وفوق ذلك كله، بتخرج الطالب من التعليم العام يكون قد استكمل بناء قاعدة صلبة من القيم والمثل «عبادة الله على بصيرة، التعاون، الإيثار، المثابرة، اصول الحوار، المواطنة الحقيقية، الصدق والأمانة.. الخ». ألا يكفي هذا كله دليلا على أهمية ان يسعى الجميع على اختلاف مواقعهم الوظيفية ليساهموا مع السلطة التعليمية في تقديم التعليم المتميز الذي يستحقه منا ابناؤنا ووطننا.
|
|
|
|
|