جميل أن نرى الأصوات الشابة تأخذ فرصتها في النشر في صحافتنا الشعبية سواء في مجال الشعر أو المحاولات النقدية.. وأؤكد على أنها محاولات، لأن النقد له أسس متعارف عليها قد لا يلم بها كل صاحب محاولة نقدية.
والشعر الشعبي بالذات يحتاج نقده الى المام باللهجات المختلفة وربما حتى أعراف أهل كل أقليم من حاضرة وبادية.. وقبل هذا وذاك يلزم الناقد حفظ الكثير من الشعر الشعبي القديم أو على الأقل الالمام التام به لأن أي ناقد لا يعرف ماضي هذا الشعر لن يستطيع أن يقيم حاضره مهما كانت مقدرته الثقافية .
ومن يطالب الشاعر الشعبي بالخضوع لمقومات النقد التي تطبق على زميله الفصيح أبعد ما يكون عن الحقيقة فالشعر الشعبي كما أسلفت آنفاً كيان مستقل له فنونه والوانه وعالمه الخاص الذي لا يستطيع الولوج الى خفاياه الا من يعرف نشأته وتاريخه ورموزه الذين خلدت آثارهم وأشعارهم على مدى أكثر من ثمانية قرون.
فاصلة :
مما سلف نخلص إلى أن فتح الباب للمشاركة في نقد الشعر الشعبي يجب أن يكون بشيء من الحذر فليس كل ما يكتب يكون مستوفياً شروط النقد.
وكل ما قرأناه منذ ولادة الصحافة الشعبية الى هذه اللحظة لا يخرج عن نطاق الانطباع أو الرؤية الشخصية.
آخر الكلام: