| الريـاضيـة
* كتب سعود عبدالعزيز :
تجاوز نجوم النصر مباراتهم العصبية أمام منافسهم التقليدي الهلال بعد تضحيات ضخمة وإخلاص في العمل قدمه كافة النصرويين يتقدمهم الرمز الرياضي الكبير الأمير عبدالرحمن بن سعود الذي جند كافة طاقاته لإعادة الفارس إلى أجواء المنافسات وتقديم المواهب الكروية القادرة على الاقناع والابداع فنجح في بناء فريق في عام واحد فقط ومن خلالها وصل الأصفر إلى نهائي أربع بطولات في موسم رياضي واحد هذا قمة النجاح والتفوق.
وإذا أردنا معرفة حجم العمل الجبار الذي قدمه الأمير عبدالرحمن بن سعود في هذا العام فإنه علينا الرجوع إلى أحداث بطولة النخبة وكيف خسرها النصر وذهبت إلى منافسه الهلال بطريقة مثيرة وغير مصدقة بعد أن أهدر البرازيلي رونالدو ضربة جزاء حاسمة في الوقت بدل الضائع ليفقد النصر لقب النخبه قبل ايام قلائل من مواجهة الهلال في المربع الذهبي مثل هذه الظروف الصعبة تساهم بشكل مباشر في إحباط عناصر الفريق وتجعلهم غير قادرين على العودة إلى أجواء المنافسة والبحث عنها لكن مع النصر والأمير عبدالرحمن بن سعود كل شيء يختلف فقد نجح الخبير النصراوي في إعادة تأهيل اللاعبين لمواجهة المربع الذهبي وأن ضياع لقب النخبة وقبله كأس العرب وبطولة الأمير فيصل بن فهد بفارق ضربات الجزاء لم يكن وليد تقصير من أبناء النصر ونجومه الصاعدة الواعدة وأن ثقته فيهم لا تهتز ولا تتبدل وسيكون بمقدروهم تجاوز عقبة الهلال بدعم مباشر من كافة النصراويين أعضاء شرف وجماهير فكانت بمثابة الشرارة التي أعادت لنجوم النصر الثقة في أنفسهم وأن هناك رجلا ضحى وما يزال يقدم الغالي والنفيس من أجل تفوق الأصفر وإذا كان الأمير عبدالرحمن بن سعود قدم هذا العمل الجبار رافضا التمتع بإجازته شأنه شأن سائر الرياضيين إنه من الواجب الإشادة به في عدم الانصات إلى ارادة البعض التي طالبت الاستغناء عن خدمات آرثر جورج بعد خسائر البطولات الثلاث ويعود رفضه لذلك لإيمانه التام بالعمل الفني الكبير الذي يقوم البرتغالي مع نجوم النصر الصاعدة الواعدة فمعه منح المواهب الصفراء فرصة المشاركة بعد أن ضلوا بعيدين عن خدمة الفارس لاسباب غير فنية فشاهدنا علي يزيد ، عبدالرحمن البيشي، ماجد الدوسري ، فيصل سيف، أحمد جهوي، هادي شريفي ، سعد الشهري فضلا عن اعادة اكتشاف موهبة الحارس العملاق محمد خوجلي الذي اثبت انه من افضل الحراس في الوطن العربي وما تصديه لستديدة الغامدي في الوقت الصعب إلا أكبر دليل على بروزه وتفوقه في هذا الموسم الذي يعتبر الافضل للخوجلي منذ انضمامه للنصر.
نعود للقاء الأمس الذي كان فيه نجوم النصر كعادتهم رجال مواقف ابتداء من الفدائي الخوجلي الذي كسب احترام كل من شاهده رغم الظروف العائلية الصعبة التي يعيشها فلم تقف دون مشاركته وتألقه وزفه للنصر لكبرى المسابقات الكروية وما يقال عن الخوجلي ينطبق تماما على بطل الجهة اليمنى ناصر حلوي الذي ترك والده في غرفة الإنعاش ليقدم أكبر التضحيات للنصر والنصراويين فهاجم بمهارة ودافع بقوة متجاهلاً المساندة الضعيفة من إبراهيم ماطر ومتوسطي الدفاع القائد الرائع محسن الحارثي والمتألق صالح الداود كان بروزهما في لقاء الأمس واضحاً ومميزاً ومؤثراً فحرما هجوم الهلال من الوصول لمرمى الخوجلي ورابع المدافعين أحمد الجهوي الذي أثبت أنه ضاله النصر في هذ المركز لإمكانيته الفنية الرائعة فهو محاور جيد ومدافع متمكن الوسط النصراوي الذي تواجد فيه الرباعي الجنوبي ، فيصل سيف ،جونيور ، ابراهيم ماطر ثم سعد الشهر وإبراهيم العيسى فقد كان فيصل سيف والجنوي الابرز دفاعاً وهجوماً ولم يقدم إبراهيم ماطر وجونيور الاداء المطلوب منهم رغم الإمكانات الرائعة التي يمتلكانها وقد اثر هذا على الاداء الهجومي للنصر الذي لم تسنح له طوال المباراة فرصا حقيقية فإذا كان جونيور وماطر بعيدين جداً عن مستواهما الفني فإن التركيبه الهجومية للنصر كانت غير مقنعة فعبدالرحمن البيشي لاعب صاعد واعد ونجم قادم ومكسب كبير لهجوم النصر لكن الزج به منذ البداية في لقاء الأمس اثر عليه كثيرا فضلا عن عدم تزويده بالكرات المطلوبة ، أما المهدي بن سليمان فإن تواجده في الفريق لم يكن له ما يبرره وكان من الواجب البدء بعلي يزيد وحسين هادي أو فهد المهلل لتمتع الثلاثي بالسرعة والمهارة وهو ما كان يحتاجه النصر في مباراة الأمس ولو قدر لارثر جورج البدء بهم مع تطور المستوى الفني لماطر وجونيور لكان أفضل ولنجح النصر في الوصول لمرمى الدعيع الذي ظل مرتحاً في مرماه وهاتان النقطتان هامتان للنصر قبل مواجهة الاتحاد في اللقاء الختامي ومن وجهة نظر شخصية فإن الجهاز الإداري النصراوي يجب أن يكون له رأي في التركيبة الهجومية في المباراة الختامية التي يملك فيها الجهاز الفني وقتا كافياً لإعداد الفريق وتجهيزه فنيا وبدنيا بعد المجهود البدني الكبير الذي بذل في لقاءي الهلال في المربع الذهبي.وإذ كنا نبارك للنصر هذا التأهل للمرة الرابعة فإنه يجب الإشادة بجماهيره التي زحفت إلى درة الملاعب وساندته بكل قوة ولم تهتز ثقتها في نجومها الجديدة طوال دقائق المباراة وظلت تساندهم وتشد من أزرهم حتى بلوغ اللقاء الختامي.
( عن الطبعة الثالثة أمس )
|
|
|
|
|