| عزيزتـي الجزيرة
يطرح البعض فكرة أن يعاد النظر في بدل المناطق النائية الذي لا يصرف حاليا إلا لبعض الهجر التي لا تصل إليها الطرق المعبدة ولا يكون فيها شيء من الخدمات الضرورية وهي فكرة جديرة بالاهتمام والدراسة من جانب المسؤولين في الجهات التعليمية على وجه الخصوص ومن جانب المسؤولين في وزارة الخدمة المدنية فالضوابط الحالية لم تأخذ سوى جزئية صغيرة مما ينبغي أخذه بعين الاعتبار من مثل:
1 متاعب الطرق ومخاطرها خاصة الطرق المعبدة التي أصبحت من أخطر الأشياء على الأنفس والممتلكات.
2 التكاليف المادية التي يتحملها من يعملون في المناطق النائية بسبب بعد المسافات يستوي في ذلك من يستخدمون سياراتهم الخاصة من المعلمين ومن يسافر من المعلمات بالسيارات المستأجرة التي تكلف المعلمة في بعض الجهات أكثر من ربع راتبها.
3 فارق الدوام الذي يبدأ بالنسبة للبعض من أذان الفجر ويمتد الى أذان العصر أو قريبا من ذلك.
4 فارق الحصص فكلما زاد بعد القرية عن المدينة كلما قل عدد المعلمين والمعلمات مما يزيد في نصاب المعلم والمعلمة ويجعله لا يقل عن الحد الأعلى (24) حصة في الأسبوع بخلاف مدارس المدن وما حولها حيث يتضاعف عدد المعلمين والمعلمات بمقدار الضعف أحيانا وينخفض هذا النصاب الى أقل من النصف.
5 أن أكثر التعيين الآن على بند 105 وبالراتب المقطوع المعروف للجميع والخالي من جميع البدلات التي يتمتع بها زملاؤهم في نفس المهنة المعينون على الوظائف الثابتة والتي من الواجب أن تكون خاصة بهم بالنظر لقلة رواتبهم وما يتحملونه من التكاليف الإضافية والمتاعب بسبب عملهم في الجهات النائية.وهنا يظهر مع الأسف عدم التوازن في بعض أنظمتنا فالذي يعمل داخل المدينة أو قريبا منها يصرف له بدل نقل لا لشيء إلا لأن النظام يجيز ذلك والذي يعمل على البند يحرم من هذا البدل الذي يحتاجه بالفعل للاستعانة على تكاليف ذهابه وإيابه الى المناطق النائية إنه تفاوت غريب يجافي المنطق السليم والعدل بين العاملين في المهنة الواحدة فضلا عن الدواعي الأخرى. وهو تفاوت لا يجد المسؤولون أنفسهم أي مبرر له سوى القول بأن هذا هو النظام. وهو قول مردود عليه بأننا نحن الذين أوجدنا الأنظمة وبأيدينا تغييرها بما يحقق المصلحة للجميع وهذه مسؤولية الجهات المعنية بمراجعة الأنظمة واللوائح ومسؤولية الجهات التعليمية التي هي أدرى من غيرها بالآثار العكسية لأي تمييز غير مبرر بين القائمين في العملية التعليمية. إن هناك حاجة حقيقية لإعادة النظر في هذه البدلات بحيث تشمل جميع العاملين في المناطق النائية فقد تغيرت المسافات عما كانت عليه في السابق فصارت الآن تقاس بمئات الكيلو مترات بعد أن كانت تقاس بالعشرات جراء انتشار المدارس في أعماق الصحراء والكثبان الرملية وبين الجبال وفي الضراب والآكام ومنابت الشجر وأصبح الوصول إلى بعضها حتى مع وجود الطرق المعبدة ينطوي على الكثير من المخاطر والمتاعب ويكلف العاملين بها جزءا كبيرا من رواتبهم المتواضعفة. والمسؤولون في القيادة يحفظهم الله تعالى دائما في صف المواطن ويحثون المسؤولين على مضاعفة الجهد لخدمة كافة المواطنين وتوفير أسباب الراحة لهم وإن حصل تقصير فمن بعض المسؤولين عن الأنظمة.
وفق الله الجميع الى السداد
محمد الحزاب الغفيلي
محافظة الرس
|
|
|
|
|