| عزيزتـي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
في كثير من الاحيان..ومن خلال علاقاتنا مع بعضنا البعض نحن البشر..لا نجيد فن التعامل مع بعضنا بشكل ايجابي بحيث يتاح لكل انسان منا ان يعطي..ويأخذ في تفاعل تام..مع الناس والحياة..(ان الناس للناس) هذا قول لا يستوعبه كثير منا، فلو فهمنا معناه الحقيقي لما حصل تنافر فيما بينا..او توجس في اطار علاقاتنا الانسانية.
هذه المقدمة القصيرة اردت منها ان تكون بداية لهذا الموضوع الذي دفعتني للكتابة عنه..مواقف كثيرة بحكم عملي كمعلمة في جمعية الاعاقة بجدة عايشتها وعايشها غيري من الاخوات العاملات معي.. في هذا المجال الانساني النبيل..فالمعاقون يوصفون دائماً بالرقة.. الرهافة.. في عواطفهم ومشاعرهم.. ولهذا يصفهم البعض على انهم الجانب الضعيف من خلال تلك العواطف..والمشاعر..وهكذا تبدو النظرة حول المعاقين.. مازالت بعيدة عن الوعي السليم الذي ينبغي ان يكون بشكل طبيعي..خالياً من التردد.
او التوجس في التعامل مع المعاقين الذين هم جزء من المجتمع، لكن المجتمع بنظرته السلبية هو الذي يفرض على بعض فئاته..بعضاً من العراقيل والقيود التي تحد من اداء تلك الفئات لواجباتها نحو نفسها ومجتمعها وهذا بطبيعة الحال، من الامور المثبطة..والمعطلة لقدرات الانسان الذي يسعى دائماً الى تحقيق الافضل من امانيه واحلامه.
كل انسان لديه من الاحلام والاماني التي يتمنى تحقيقها في مختلف مراحله والانسان المعاق بما يملك في اعماقه من المشاعر الدافئة والطاقات الكامنة يود تحقيقها في اجواء خالية من التعقيد..ونظرات الشك..والاستغراب التي توجه نحوه بقصد أو بغير قصد.
ومن تلك المواقف غير المقصودة التي غالباً ما نواجهها ونلاحظها على المعاقين ما يعتقده بعض الناس من ان مجرد الاقتراب في الحديث مع بعض المعاقين..يسبب الضيق والنفور في نفسية المعاق..وان كان هذا السلوك يحدث من بعض المعاقين..بحكم الحالات النفسية لكل معاق، وهي بلا شك حالات متفاوتة المدارك والمشاعر، ولكن لا يعني هذا تعميم الحكم والنظرة على كل فئات الاعاقة، فكثير منهم تخطى بعون الله وتوفيقه الكثير من المتاعب والصعاب..
على اننا نؤكد هنا انه ليس بمقدور كل معاق ان يواجه كل التحديات.. باعتبار ان كل انسان له من المدارك والقدرات المتفاوتة التي يتفاعل ويتعامل بها مع محيطه الاجتماعي.. ان تلك القدرات المتفاوتة بحاجة الى التعامل معها بقدر من المرونة الفاعلة بعيداً عن النظرة التي تجرح الشعور الانساني المتبادل بين المعاق وغيره من فئات المجتمع.. بل تنمي ذلك الشعور.وتجعله ينطلق بشكل طبيعي في آفاق الحياة الرحبة، وبهذا الاسلوب العملي لا النظري يمكنا ان نخلق في نفسية المعاق الثقة بالنفس..على ان المعاق ومن داخل اعماق نفسه..هو الذي يجب وبإمكانه ان يكون صاحب ثقة.. شرط ان يمتلك الارادة الايمانية التي تعينه وتؤهله قبل كل شئ على تخطي كل الصعاب والله ولي التوفيق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نداء حسن ظاظا
جمعية جدة للمعاقين
|
|
|
|
|