| محليــات
متى تقتحمني هواجس الآمال..؟
وتحط في طريقي كلُّ عساكر الأحلام..،
وتحاصرني الرغباتُ من كلِّ مَنْفذٍ، وتسدُّ عليَّ كافَّة الطرق؟!..
عندما أكون أمام صغير يبكي.. ولا من يشفق على براءته..، فيتعثّرُ جوعاً..، ومرضاً، وحرماناً..، وفقداً..
يضلُّ لأنَّ لا من يوجهه..، ويزلُّ لأنَّ ليس من يقيل عثرته..، ويمرض لأنَّ ليس من يمنحه الدَّواء..، ويجوع لأنَّ لا من يُلقمه أو يرويه..،
يتخبَّط في وعثاء الفراغ.. والفقر..
فأجده في دروبٍ لا من ينتشله منها..
وتقتحمني هواجس الآمال..،
وتحطُّ في طريقي كلُّ عساكر الأحلام..،
وتحاصرني الرَّغباتُ من كلِّ منفذٍ وتسدُّ عليَّ كافَّة الطرق؟!..،
عندما أكون أمام إنسان ما.. خارجاً عن دائرة ما.. يتخبَّط في دموعه..،
يحملُ هموم معاشه..، أو عمله..، أو حقوقه..، أو حاجاته..،
فوق كتفٍ هدَّها الإهمالُ..، ومزَّق ظهره الإجحافُ..، وأعمى بصره الصَّدُ..،
وضاعت حيلته..
دخل إلى تلك الدائرة.. يحمل آمالاً عراضاً..، يتخيَّلُ أن سيجد حقه الذي ضاع..، أو فرصته التي وثبت..، أو لقمته التي تأخرت..، أو أمله الذي برق..
فلا يجد من يمنحه الوقت..،
ولا من يمنحه الحق..،
ولا من يشعر بحاجته..،
ولا من يمدُّ إليه بفرصته..،
ولا من يفتح له باباً إلى الابتسام..،
إذ تتكوَّم أمامه العراقيل..
الأبواب موصدة..، والنَّاس مشغولون..، والأوراق مقرفصة، ومقرطسة، في الأدراج..، والفرصة «طارت» إلى يد سواه.. ممَّن يُحسن التلاعب بالكلام...،
أو التَّراقص بالتعبير..، أو التَّلوين في التقاطيع..، أو المبادرة بالحركات..
والزَّمن يتمطَّى أمامه..، وحقَّه مُنح لغيره..، وصوته رُدَّ لحنجرته..، وجوفه يفرغ كلَّ يوم..، ويمتلىء كلَّ لحظة..
يفرغ من الآمال.. بالتصبُّر..
ويمتلىء كلَّ لحظة ببأس الواقع..
وتقتحمني هواجس الآمال..،
وتحطُّ في طريقي كلُّ عساكر الأحلام..،
وتحاصرني الرَّغبات من كلِّ مَنْفذٍِ..، وتسدُّ عليَّ كافَّة الطرق..؟!..،
عندما أسمع بحَّة حزين مكلوم لا من يصغي إليه..،
وأرى دمعة مظلوم ضاع ويضيع حقه والناس في غفلةٍ عنه..،
وأجد باكياً لا من يمنحه البسمة..،
وضاحكاً لا من يردعه عن غيه..،
وفقيراً لا من يسدِّد عوزه..،
ومحتاجاً لا من يسدُّ حاجته..،
ومريضاً ولا من يعوده..،
ومكلوماً ولا من يواسيه..،
وناجحاً ولا من يدعمه..،
ومحطماً ولا من يرفع عنه معاول المحطمين..،
وفاشلاً ولا من يطفىء ما حوله من الأضواء..،
ومتوعكاً ولا من يقوِّم عصاه..،
ومنافقاً ولا من يكشف عنه..،
وكاذباً ولا من يرفض كذبه..،
و..، و..، و..،و..، وما يَتْرى من نماذج بشرية في معيَّة الحياة ومعمعتها..، تلك التي تُفرزها لنا كلَّ يوم..، ونقف أمامها..، نحلم..، ونأمل..، ونرغب في أن يتمكَّن إنسان الحياة، من انتشال الحياة، من إنسانها الذي يخدش، وينخر..، ويغور في عضدها..، ويحرِّك بأساه تلك الآمال، والأحلام، والرغبات..
وحسبي أنني قادرة على أن آمل..، وأن أحلم..، وأن أرغب..،
لعلَّ الانسان يستطيع إيقاف نفسه، عن نفسه، من أجل نفسه، كي يكون إنساناً تحلو به الحياة..، وتتزيَّا بأجنحة النور، تعم دروب الأحلام، والآمال، والرغبات...
عندما يُقيلها بفعله عن الاقتحام، والمحاصرة، والتعسكر، في الدروب بأن يكون إنساناً.
|
|
|
|
|