| الاقتصادية
عندما يسبح المرء في خياله حيال ما تحقق لمدينة الرياض خلال العقود الماضية، لا اظنه سيجد تعبيراً يجسد واقعها إلا ان يقول بأن هذه المدينة تقفز نمواً «إن صح التعبير» على امتداد الاربعة عقود زمنية الماضية، فمنذ ما يربو على الاربعين عاما والأمير سلمان بن عبدالعزيز يقود دفة التنمية في مدينة الرياض، ولذا فلا غرابة عندما يطلق على سموه الكريم انه المهندس الحقيقي لعاصمتنا السعودية.
فمن الملاحظ ان لدى سموه رؤية وبعدا ثاقبا لمستقبل هذه المدينة، والذين عملوا تحت ادارة سموه يدركون تلك النظرة الثاقبة خاصة وان مدينة الرياض قد حققت خلال الفترة الزمنية الماضية الكثير من الإنجازات حتى أصبحت في مصاف المدن العالمية بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل الإشراف المباشر والمتابعة الدقيقة لسموه لأدق التفاصيل وذلك في مختلف الجوانب التي تهم مدينتنا الغالية.
وعندما نتحدث عن مختلف القضايا او الجوانب المتعلقة بعاصمتنا السعودية فإن قضية الإسكان، وتوفير الوحدة السكنية الملائمة لكافة قاطني مدينة الرياض خلال العشرين عاماً القادمة تأتي في مقدمة القضايا، خاصة اذا ما علمنا بأن الاعداد المتوقعة لسكان مدينة الرياض حتى عام 1442ه سوف تصل الى عشرة ملايين ونصف المليون نسمة حسب تقديرات الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض أي اكثر من ضعفي العدد الحالي لسكان المدينة، كما تأتي أهمية طرق هذه القضية انطلاقا من معرفة ان عدد الوحدات السكنية في مدينة الرياض في الوقت الحاضر تبلغ نصف مليون وحدة سكنية تقريباً وانه يتوقع ان يصل العدد المطلوب من الوحدات السكنية في المدينة مع حلول عام 1440ه «5.1» مليون وحدة سكنية، أي ثلاثة أضعاف عدد الوحدات السكنية في الوقت الحاضر.
من أجل تلك الاعتبارات، نجد بأن الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض قد وفقت في طرح هذه القضية الهامة من خلال عقدها لندوة مستقبل الإسكان في مدينة الرياض وذلك خلال الأيام القليلة الماضية. ان تميز الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض في اختيار هذه القضية لتكون محوراً للندوة إنما يأتي انطلاقاً من اعتبار هذه الندوة تدشيناً لمرحلة التفكير المبكر لمعالجة الكثير من قضايانا وفق أسس سليمة ومعلومات دقيقة. كما يأتي تميز الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض في عقد هذه الندوة من خلال اختيارها للمحاور الأساسية الأربع للندوة وهي «السياسات الإسكانية، تمويل الإسكان، تخطيط الأحياء السكنية، الإسكان الميسر» حيث يتضح دقة القائمين على هذه الندوة في اختيار كافة الجوانب ذات العلاقة بالقضايا الإسكانية والتي تهم كافة قاطني عاصمتنا السعودية.
لقد جاء تميز الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض من خلال قدرتها على توفير المعلومة الدقيقة الصحيحة والتي يستطيع من خلالها الكثير من المستثمرين بناء قراراتهم الاقتصادية، واحسب ان كثيرا من الاستثمارات العملاقة التي نلحظها في المدينة خلال السنوات الماضية قد بنيت على رؤية واضحة حيث استندت في ذلك علي الكم الوفير والدقيق من المعلومات التي ما فتئت الهيئة تهيئها وتوفرها لمجتمع المدينة من خلال شتى الوسائل، ولمن قدر له ان يطلع على الدراسات التي تقوم بها الهيئة يستطيع تلمس الدقة والتميز الذي طالما تميزت به الهيئة.
وطالما ان حديثنا اليوم عن ندوة الإسكان، فيكفي ان نشير في ذلك الى ان المعلومات التي قدمتها الهيئة توضح بان مبلغ الاستثمارات الاجمالي الذي تحتاجه عاصمتنا السعودية لتوفير مليون ونصف المليون وحدة سكنية خلال العقدين القادمين يبلغ ألف ومائة مليار ريال «خمسة وخمسون مليار سنوياً». وعندما تضع الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض هذه الارقام الضخمة من الأموال أمام المستثمرين وذلك استناداً على دراسات وتحليلات دقيقة طالما اشتهرت بها الهيئة، فإنني اعتقد بأن رجال القطاع الخاص مدعوون للاستثمار في مجال تجهيز مليون ونصف المليون وحدة سكنية في عاصمتنا السعودية، نعم انني اعتقد بأن هناك الكثير من الفرص الاستثمارية المجدية التي تطرحها الهيئة العليا أمام رجال القطاع الخاص سواءً كانوا في مجال الانشاءات والمقاولات، او صناعة البناء، او المكاتب الهندسية، او حتى شركات التمويل.
مرة أخرى كلمة اجلال يجب ان تقال في حق مهندس عاصمتنا السعودية الأول سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض والتقدير موصول للمهندس عبداللطيف بن عبدالملك آل الشيخ رئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة على الجهود المبذولة والتي يلحظها الجميع في عاصمتنا الغالية.
Dralsaleh@yahoo.com
|
|
|
|
|