| الاقتصادية
* برلين الجزيرة:
تتطور العلاقات الاقتصادية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية ألمانيا الاتحادية بشكل سريع، ويبرز ذلك بصورة خاصة على الصعيد التجاري حيث تتقلد المملكة المركز الأول بين الشركاء التجاريين العرب بالنسبة لألمانيا.
وفي مقابلة نشرتها مجلة «السوق» التي تصدر في برلين عن غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية صرح السيد عباس فائق غزاوي سفير المملكة المعتمد لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية رداً على سؤال طرحته المجلة يشير إلى عدم تطابق حجم التبادل التجاري مع الحجم الضعيف للاستثمارات الألمانية في المملكة بالقول: هذه ملاحظة هامة فالميزان التجاري مازال يميل لصالح ألمانيا بنسبة تترواح بين 50 إلى 70 بالمائة، وفي المقابل ماتزال الاستثمارات الألمانية المباشرة في المملكة ضعيفة بالرغم من ان هذا الموضوع قد تم بحثه بين المسؤولين في المملكة والألمان أكثر من مرة فهي ليست فقط وراء مثيلاتها الأوروبية والفرنسية والسويسرية وإنما أيضاً أقل من الاستثمارات اليابانية والكورية، وأضاف قائلاً: عندما يسأل الجانب الرسمي الألماني عن ذلك يقال ان المناخ الاقتصادي غير مستقر وبالتالي غير مشجع للاستثمار فيه وان الاقتصاد الألماني حر وهو الذي يقرر حجم نشاطه في هذه السوق أو تلك تبعاً لمناخ الاستثمار فيها. وأوضح السفير السعودي: هذا من وجهة نظرنا غير مقنع لأن اقتصاديات البلدان التي تستثمر بقوة في المملكة حرة ومع صدور قانون الاستثمار الخاص بالأجانب مؤخراً زالت مختلف الأسباب التي كانت تدعو الجهات الألمانية للتحفظ أو التردد.
ووصف السفير عباس فائق غزاوي الذي يشغل منصب عميد السلك الدبلوماسي العربي في ألمانيا حذر المستثمرين الألمان في توظيف أموالهم في المملكة العربية السعودية بأنه قلة فهم وادراك وعدم الوقوف على جوانب تطور فرص الاستثمار المتاحة وقال: يقول مثل شعبي: الإنسان عدو ما يجهل.. ففي أسباب عدم الاطلاع تلعب اللغة دوراً هاما فمعظم رجال الأعمال الألمان من القطاعين المتوسط والصغير مثلاً لا يجيدون اللغة الإنجليزية مما يشكل حاجزاً أمامهم لمتابعة آخر تطورات الاقتصاد السعودي، ومما يعنيه ذلك بالنسبة لنا ضرورة اعطاء الترويج باللغة الألمانية اهتماماً اكبر في المستقبل.. وأضاف: لهذا الهدف فقد انشئت هيئات متخصصة في المملكة مثل الهيئة العليا للاستثمار لتقوم بدورها إلى جانب الغرف السعودية والألمانية المتخصصة وكذلك غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية التي قد يعتمد عليها من أجل تخطي بعض العقبات.
ورداً على سؤال ان الكثير من رجال الأعمال الألمان يعزو ضعف نشاطهم في المنطقة العربية إلى ضعف الاستقرار السياسي فيها اجاب قائلاً: فيما يخص المملكة اعتقد انها ولله الحمد من أكثر الدول العربية استقراراً منذ أكثر من ستين عاماً. وبالنسبة للدول الأخرى الأمر يختلف بين بلد وآخر من حيث درجة الاستقرار، وبشكل عام لا نستطيع القول انه لا يوجد استقرار في البلدان العربية بالمقارنة مع بلدان المناطق الأخرى التي تجذب الاستثمارات الألمانية، وعليه فإن مثل هذه التبريرات غير كافية.
أما بصدد الجهود التي تبذلها المملكة منذ سنوات لهدف تعديل عجز الميزان التجاري من خلال تسهيل المنتجات البتروكيماوية السعودية إلى السوق الألمانية أوضح السفير: موضوع الصادرات السعودية البتروكيماوية إلى ألمانيا يأتي في إطار اتفاق متعدد الأطراف بين دول مجلس التعاون الخليجي ومجموعة دول الاتحاد الأوروبي، وبهذا الخصوص تم التوقيع على اتفاقية إطار أوائل التسعينيات من قبل سمو الأمير سعود الفيصل وزير خارجية المملكة العربية السعودية ومعالي وزير الخارجية الألماني هانس ديتريش غينشر عن الجانب الأوروبي.
غير ان هذه الاتفاقية مازالت تفتقر إلى مراحل لاحقة. وما لمسناه على هذا الصعيد وأقول بصراحة ان الجانب الأوروبي لديه أولويات مصلحية تطغى على اتفاقاته معنا. ومع ذلك مازلنا نبذل الجهود باتجاه ان تجد منتجاتنا طريقاً إلى السوق الألمانية والأوروبية بشكل سهل، ونحن لا نقوم بذلك من باب حرصنا على توازن التبادل التجاري لمصلحة الجانبين.
وفي سؤال عن تركيز المملكة بشكل خاص على تشجيع السياحة الخارجية وخلفيات هذا التطور فأجاب قائلاً: يأتي تشجيع السياحة في إطار الجهود الرامية لتشجيع مصادر الدخل والتقليل من الاعتماد على النفط، ونظراً لأهمية القطاع السياحي على الصعيدين الاقتصادي والإعلامي رأت سلطات المملكة ضرورة تشجيع السياحة الخارجية إلى جانب مثيلتها الداخلية، وأظهرت هذه الأهمية دراسة أجرتها الجهات المختصة مؤخراً، وعليه تم إنشاء هيئة عامة لتشجيع قطاع السياحة الخارجية خلال السنوات القليلة القادمة، ولن يكون ذلك مدخلاً لجذب المزيد من الاستثمارات وحسب، فهو سيعطي أيضاً صورة موضوعية عن المملكة بإنجازاتها وإمكاناتها مما يساعد بدوره على إزالة التصورات الخاطئة عنها في ألمانيا وغيرها.
|
|
|
|
|