أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 28th April,2001 العدد:10439الطبعةالاولـي السبت 4 ,صفر 1422

المجتمـع

السعوديات يرين أنه خيار مُرُّ!!
زواج السعودية من أجنبي ضرورة للتخلص من العنوسة
عندما تزوج الرجل السعودي من امرأة أجنبية أظهر المجتمع سخطه وتذمره واعتبر من يفعل ذلك خارجاً عن أعراف مجتمعه وحاول المجتمع بكل وسيلة منع هذه الزيجات نتيجة للآثار السلبية المترتبة عليها ولكن مع مرور الزمن تغيرت هذه الفكرة بعض الشيء وأصبح الزواج من الأجنبية أمراً محبباً عادياً يتباهى به البعض..وإذا كان هذا رأي المجتمع في زواج السعودي من الأجنبية فكيف سيكون رأيه وردة الفعل لديه حينما تتزوج السعودية من الأجنبي؟
حول زواج السعودية من الرجل الأجنبي قامت الجزيرة بعمل استطلاع لمعرفة رأي الفتاة السعودية في مسألة زواجها من الأجنبي وما هي الآثار المترتبة على هذا الزواج. في البداية أخذنا عينة عشوائية من الشابات وتوجهن إليهن بسؤال عن مدى قبولهن زواج الأجنبي من السعودية ولماذا؟ وكانت نتيجة ذلك أن 25% من الشابات لا يمانعن في ذلك. في حين أن النسبة المتبقية وهي 75% ترفض هذا الارتباط نتيجة للعديد من العقبات التي قد تعصف بهذا الزواج وتجعل من استمراره والتسليم بقبوله أمراً صعباً في ظل الرفض الاجتماعي له كما اتضح لنا من الاستطلاع أن الغالبية العظمى من الشابات المؤيدات لفكرة الزواج من الأجنبي تتراوح أعمارهن ما بين «16 - 19» سنة بين الرفض والقبول.
استطلاع شريفة العتيبي
بين الرفض والقبول
تباينت ردود الشابات ما بين الموضوعية والطريفة في سبب رفضها أو تأييدها للزواج من الأجنبي وفيما يلي نستعرض أبرز تلك الآراء..
* أريج: لن أرضى بغير السعودي حتى لو بقيت العمر عانساً.
* مزنة الخليفة وخلود: الاقربون أولى بالمعروف ومع ابن بلدي يكون الامان.
* ليلى المرحبي ومنال: الأجنبي لم يتزوج السعودية إلا طمعاً بمالها.
* رحاب: ابن البلد أولى بي إن لم يخني ويتجه لغيري والزوج الذي يتحلى بكرم جدي وحنان أبي وأصالة مجتمعي هو الزوج المناسب.
* هند وعواطف: نزف لمن تقبل ذلك باقة من الورود في حالة فوات قطار الزواج وعدم وجود من يتقدم لخطبتها من السعوديين.
* نهى : الرجل الأجنبي بداخله اطنان من العواطف تتدحرج باستمرار وبدون توقف لكن لن أتزوج به لأنني مكبلة بقيود مجتمعي.
* منى: زواج السعودية من الأجنبي أمر طبيعي وقد يكون ردة فعل نتيجة لزواج السعودي من الأجنبية.
آثار زواج السعودية من الأجنبي
ومما لا شك فيه أن زواج السعودية أو السعودي من الأجنبية أو الأجنبي يحمل بين طياته الكثير من السلبيات وتتبعه العديد من المشاكل والتي وإن لم تظهر على المدى القريب فهي على المدى البعيد يتأكد ظهورها ..
الدكتور فهد حمد المغلوث استاذ الخدمة الاجتماعية كلية الاداب جامعة الملك سعود قام مشكوراً بمشاركتنا في هذا الموضوع وتحدث عن الاسباب التي تؤدي إلى زواج السعودية من غير جنسيتها والآثار المترتبة عليه.
في البداية يقول الدكتور فهد المغلوث: هناك أسباب عديدة تجعل الفتاة السعودية تضطر بالزواج من غير جنسيتها منها أن الفتاة السعودية إذا تعدت سناً معيناً تحت أي ظروف لها قد لا يقبل على الزواج منها أي شاب سعودي هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى ما نراه من بعض العابثين من شبابنا هداهم الله من أخذ موضوع الزواج كتسلية وقتية وليس مودة ورحمة وبناء أسرة متماسكة فيكون الطلاق لأتفه الأسباب، ومن ثم انتظار المطلقة للزواج والتي لا يقبل عليها إلا نادراً. فماذا عساها أن تفعل هذه الفتاة المسكينة في الحالتين؟ أليست بشراً لها أحاسيس ومشاعر؟! ويضيف قائلاً: إن المنطق والعقل والحكمة والأعراف والمفضل أن كل فتى أو فتاة يحبذ بل يفضل أن يأخذ من أبناء بلده تجنباً للمشكلات والسلبيات العديدة التي تنتج عن زواج الفتى أو الفتاة من غير أبناء جنسهما والتي بعضها بسبب اختلاف العادات والتقاليد من بلد لآخر أو بسبب التفرقة التي خلفها لنا الاستعمار بتقسيمه بلاد المسلمين إلى دويلات بمسميات وجنسيات مختلفة. ثم نأتي إلى نقلة أخرى وهي تختص بالأجنبي فالمتعارف عليه أنه جاء إلى البلاد طلباً للرزق أي بمعنى أنه حضر لكي يكون له مبلغاً من المال يستطيع رفع عبء الحياة سواء عن أهله «إذا كان مسؤولا عن والديه وأخوته» أو عن نفسه «إذا كان عازباً أو متزوجاً»، أو حضر طمعاً في جمع المال ليرجع إلى بلده مرة أخرى ليعيش حياة أكثر يسراً وترفاً مما كان فيه، أو حضر ل «كذا وكذا.... الخ» وفي النهاية بنسبة 90% يعود إلى بلده مهما طالت الفترة أو قصرت أي أن هدف الأجنبي أو نيته في الأساس ليست متجهة إلى الزواج «سواء كان عازباً أو متزوجاً ببلده» ولكن ما هو المانع من زواج السعودية من الأجنبي مادام الزواج في حد ذاته أمراً مشروعاً فإذا كانت إرادة الله قد هيأت أمراً للفتاة السعودية التي لم يحالفها الحظ في إيجاد زوج من بلدها «بسبب الحالتين اللتين سبق ذكرهما» وهي من طبيعتها وعاداتها الخوف من الله ومخافة الفتنة. وجدت أمامها الأجنبي ذا الدين والأخلاق وهو أيضاً عازم بكل صدق لهذا الزواج اتقاء ودرءاً لوساوس الشيطان فإذا تم هذا الزواج فلم الهمز واللمز رغم نجاح الكثير من هذه الزيجات؟ أما الزيجات الأخرى التي تتم بين الفتاة السعودية والأجنبي والتي لا تكون بدايتها صحيحة بسبب عدم الحرص في اختيار الفتاة السعودية لهذا الأجنبي فتحدث الاطماع فيما بينهما أو بسبب عدم معايشة الواقع «أو الوقائع» في حياتهما الزوجية من صبر كليهما على الآخر لوقت أكبر حتي يتم تجانسهما سوياً لاختلاف العادات والتقاليد والأمور الأخرى فيما بينهما لذا كان الرأي الأعم والأفضل محاولة الفتاة السعودية البحث بشتى الطرق عن زوج من جنسها وبلدنا والحمد لله فيها الخير بإذن الله أما إذا ذهبنا للنقلة الأخيرة فالمشكلة هنا تكمن في أن الفتاة السعودية بالذات لها تقاليد وأعراف وقيم تكاد تختلف عن الفتاة من جنسية أخرى للعديد من الاعتبارات الجوهرية لعل أهمها:
1 مسألة الاختلاط التي لم تتعود عليه الفتاة السعودية ولم تألفه أو تأخذ عليه كما هو الحال مع الفتيات من جنسيات أخرى.
2 الامتيازات التي تأخذها الفتاة السعودية بحكم جنسيتها السعودية قد تفقدها في حالة زواجها من الأجنبي كونها سوف تتبع زوجها من حيث الجنسية وكل الأحكام المتعلقة الصادرة من بلد زوجها وتظل هذه الاعتبارات هاجساً مقلقاً للفتاة لأنها تظل بشكل عام أقل مما سوف تحصل عليه.
3 مسألة الأولاد وأحقيتهم في إكمال دراستهم الجامعية إذ إنه من المعروف أن الدراسة بالجامعة في المملكة العربية السعودية قاصرة على السعوديين والسعوديات.
4 نظرة المجتمع لها ولأولادها وإن كانت تلك المسألة نسبية إلا أنها موجودة.
5 شعور الفتاة وليس كلهن بالطبع بأن الزوج الأجنبي قد يتزوجها طمعاً في مالها.
6 الخوف على مصير أطفالها في حالة حدوث طلاق وانفصلت عن زوجها فهل سيكونون معها أم يصر والدهم على أخذهم معه إلى بلده.
7 الشعور بأن هناك آثار مستقبلية سلبية سوف تنتج من زواجها للأجنبي تكمن في عدم قدرتها على التكيف مع مجتمع الزوج وبالذات أثناء العطل الرسمية والذهاب لبلده.
8 مسألة تقبل أهلها للزوج الأجنبي قد تكون موضع تفكير عميق لأنه ليس من ابن البلد وسوف يعاملونه على أنه أجنبي.
فكل هذه بالتحديد قيود مجتمعية قد تحول دون زواج السعودية من الأجنبي.
إذن علينا أن نجد أولاً حلاً للحالتين اللتين تم ذكرهما في بداية كلامنا سواء لمن فات سنها عن المتعارف عليه أو عبث الشباب واستهتارهم بالزواج الذي يؤدي للطلاق وينتج عنه المرأة المطلقة الطالبة للزواج فإذا تعثر الحل فليتق الله أهلونا ومواطنونا في نظرتهم وتعاملهم مع الزوج الأجنبي حفاظاً علي بناتنا من الضياع ولتتق الله بلاد المسلمين في ثمرة هذا الزواج «الأولاد» بإيجاد الحلول والقوانين العادلة لحمايتهم من التشرد بين بلدي الزوج والزوجة.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved