أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 27th April,2001 العدد:10438الطبعةالاولـي الجمعة 3 ,صفر 1422

تراث الجزيرة

قراءة في كتاب «فهرست الشعر النبطي»
قراءة/ يوسف بن محمد العتيقü
من اهم الدراسات في وقتنا الحاضر - ان لم تكن اهمها - الدراسات التي ينبغي ان يقوم بها الباحث والمهتم في تاريخ الشعر النبطي وتدوينه هي محاولة جرد قصائد شاعر محدد ووضعها في مكان واحد وبين عيني الباحث حتى يتسنى له القيام بالنظرة الدقيقة، ومن ثم اصدار الحكم المناسب على النتاج الذي يقدمه اي شاعر او شاعرة، والحكم الدقيق او القريب من الدقة لا يكون الا بعد نظرة على مجمل اعمال الشاعر.
ومن هذا المنطلق والهدف الاساسي كان لابد ان نشاهد اكثر من عمل في هذا المجال اعني مجال فهرسة الشعر النبطي، كخطوة اولى نحو دراسة علمية رصينة.
ومن الدراسات التي اطلت على الباحثين في هذا المجال وكانت وجه سعد عليهم ما قام به الباحث الدكتور سعد بن عبدالله الصويان في كتابه الذي صدر مؤخرا تحت عنوان )فهرست الشعر النبطي( الذي هدف من خلاله - كما قال -: رصد كل ما هو منشور من نتاج شعرا وشاعرات الحاضرة والبادية باستثناء المتأخرين منهم وكان لابد من وضع حدود موضوعية وزمانية ومكانية وذلك من اجل السيطرة على المادة الشعرية.
بدأ الدكتور الصويان كتابه هذا بالشكر الجزيل والعرفان الكبير لصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز على رعايته الكريمة للعمل، وأتبع ذلك بمقدمة نفيسة ونفيسة جدا تضمنت مصادر دراسة الشعر النبطي باللغة العربية وباللغات الاجنبية وللحقيقة كم تمنيت لو ان الدكتور افرد هذه الدراسة المتينة في كتاب مفرد لما احتوت من المعلومات المهمة وبخاصة الدلالة على عناوين الكتب التي يصعب وصول بعض القراء اليها وكما هو منصوص عليه، وكما هو واضح من منهج الكتاب لم يتطرق الصويان للقصائد التي لم تنشر بعض كالتي لا تزال في عداد الخطوط او في صدر الرواة لصعوبة الوصول اليها لكل احد هذا من وجه، ومن وجه اخر ان التوثيق عن راوية معين او كتاب مخطوط لا تقاس بالعزو الى كتاب مطبوع من ناحية وصول المتلقي اليها.
رتب الصويان كتابه الفهرست على الشعراء على طريقة حروف الهجاء، ومن ثم الشاعرات تلى ذلك المجهولون من الشعراء والشاعرات وكل هذا العمل استغرق اكثر من )660ص( ويمكننا القول بان عمل الدكتور الصويان يقدم الخدمات التالية للباحثين والمتذوقين للشعر الشعبي:
ان هذا العمل وامثاله هي من ضمن خطوات مهمة للانتقال من طور الثقافة الشفاهية الى الثقافة الكتابية، لانه ومع مرور الايام ومع ذهاب الرواة تصبح عملية دراسة الشعر النبطي من الصعوبة بمكان ما لم يكن النتاج الشعري محصورا في مكان واحد، يضاف الى ذلك ان الباحث في شعر اي شخص لا يمكنه من اصدار حكم دقيق على الشاعر ومعرفة مواطن القوة والضعف في شعره الا من خلال تقص لشعره، وهذا امر لا يكون بدون الدراسات المماثلة لهذا العمل.
ولم يكتف الدكتور سعد الصويان بأن جعل كتابه هذا فهرسا تقليديا بل ظهرت شخصيته في مواضع الحاجة الى ذلك يوضح هذا ما ذكره من حرصه على التعددية في ذكر المصادر لان في ذلك فائدة مهمة عبر عنها بقوله : والرجوع الى مصادر عديدة ليس مفيدا فقط في تحقيق ابيات القصيدة بل ايضا في تحقيق اسم الشاعر ونسبه وموطنه، وفي شرح ابيات القصيدة وتحديد مناسبتها وغير ذلك من المعلومات المهمة التي تختلف فيها المصادر من مصدر لاخر.
ومما يزيد في قيمة هذا الفهرس المحاولة الجادة من المؤلف في الشمولية في من يورد لهم نتاجا شعريا حتى لو كان بيتا واحدا، فقد قال الصويان: وحيث ان مهمتنا في هذا الفهرست مهمة حصرية شمولية فقد اوردنا اسم اي شاعر وجدناه في المصادر التي رجعنا اليها، وحتى ولو لم نعثر له الا على بيت واحد من الشعر على أمل ان يكون هذا طرف الخيط الذي يمسك به من يأتي بعدنا لاستكمال هذه المهمة.
وهنا ومع التقدير للجهد الكبير الذي قام به الدكتور سعد الصويان الا ان لا مانع بان نقدم بين يديه بعض المقترحات التي نتمنى ان تكون مثار عنايته، وهي:
لعله من المناسب ان يتبع هذا الكتاب كتاب آخر للمؤلف نفسه تحت عنوان المستدرك على فهرست الشعر النبطي، ليضم المؤلف اليه ما جد من الدواوين المنشورة في الفترة نفسها وكذا ما فاته ان يضمه للطبعة الاولى، وفي ظني ان المستدرك قد يكون افضل من الحاق هذه الزيادات في الطبعة الثانية من الكتاب لاسباب عديدة منها اعتبار حجم الكتاب وعدم رغبة المشتري غالبا في شراء طبعة ثانية لكتاب متوفر لديه، او عدم الرغبة في اثقال المكتبة بالكتب.
وعلى العموم وفي خاتمة المطاف لابد من القول بأن هذا الجهد لا يستطيعه الا فئة قليلة من الباحثين ممن جمع بين التذوق للشعر اضافة الى المنهج الاكاديمي الصارم الذي يتبين في مثل هذه المؤلفات، كل هذه الامور تجبرنا على شكر صاحب هذا العمل الدكتور الصويان، والشكر لا يزال موصولا لراعي هذا العمل وغيره من الاعمال الثقافية صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز الذي يطل على الباحثين بين كل فترة واخرى برعاية كريمة للمشاريع التي تدون موروثنا الشعبي الثقافي الذي نفخر به كثيرا.
معد صفحة ورّاق الجزيرة، وباحث بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved