أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 27th April,2001 العدد:10438الطبعةالاولـي الجمعة 3 ,صفر 1422

العالم اليوم

الأمين العام لجبهة تحرير فلسطين :
مواقف الأمير عبدالله والأمير سلطان في مؤتمري القمة يجب أن تقدي بها جميع الدول العربية
*علينا تحقيق توازن رعب بيننا وبين العدو الإسرائيلي محاصرة شارون باستمرار الانتفاضة وإفشال برنامجه الانتخابي
* دمشق: عبدالكريم العفنان:
^^^^^^^^^^^^^
أحمد جبريل الأمين العام لجبهة تحرير فلسطين أمين عام الجبهة، والمقاتل الفلسطيني الذي يصنف دائماً كأحد زعماء الثورة الفلسطينية المؤثرين والرافضين لأي تسوية مع العدو الإسرائيلي لا تحقق عودة الحقوق الفلسطينية كاملة وبالذات اعادة القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية دعوة جميع اللاجئين الفلسطينيين وان تتم مواجهة الإسرائيليين بنفس أسلوبهم اسلوب القوة من تحقيق ما أسماه بتوازن الرعب الذي يجبر الإسرائيليين على التسليم بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
^^^^^^^^^^^^^
«الجزيرة» التقت القائد الفلسطيني أحمد جبريل الذي استقبل مراسلها في دمشق وأجاب على أسئلتها:
* هناك جدل في الشارع الفلسطيني حول استعمال السلاح في المقاومة أو الاكتفاء بالمقاومة السلمية.. ما رأيكم في هذا الجدل؟ وأي اسلوب في رأيكم مناسب في هذه المرحلة؟
هذا الكيان القائم على الاغتصاب والقتل والتدمير منذ عام 1947م وحتى الآن استطاع من خلال القوة والاسناد الدولي له أن يحتل فلسطين والتنكر لأبسط الحقول الانسانية لا أعتقد أنه قادر أن يتفهم احتجاجات شعبنا الفلسطيني في الضفة وقطاع غزة عندما يخرجون في مظاهرة سلمية ويطلبون خروج هذا المحتل من الأرض التي احتلت عام 1967م هذا الكيان لم يستطع حتى أن يستوعب الفلسطينيين الذين بقوا على أرض فلسطين في عام 1948م منذ مضي 53 سنة ولا يزال يعاملهم بتمييز عنصري وقسم كبير منهم نازح على أرضه فكيف يمكن لمثل هذا العدو الذي يقتل الأطفال والنساء والشيوخ ويدمر البيوت ويجرف البساتين أن يتراجع عن أهدافه التوسعية إذا خرجنا بمظاهرة سلمية.
نحن لا نعتقد ذلك وثبت لدينا بالدليل الكافي أن هذا العدو لا يمكن أن يفهم إلا لغة القوة عندما يشعر اليهودي الذي جاء من أصقاع شتى أن أمنه مهدد فإنه يبدأ بالتراجع فالأمن وتهديد الأمن هو الأساس؛ نحن كفلسطينيين يجب أن يكون لدينا هذا المفهوم علينا أن نجعل اليهود يشعرون بالرعب من خلال عمليات الكفاح المسلح عندها يبدأ هذا المجتمع يفكر كيف يعيد الحقوق للفلسطينيين وما حصل في جنوب لبنان خير دليل على ذلك عندما كنا نقاتل كجنود مجهولين تحت امرة المقاومة الإسلامية إلى ان تحقق الانتصار وأنهار العدو وهذا العدو الصهيوني لم يستجب للقرارات الدولية «القرار 425» إلا بعد الضربات الموجعة ويجب أن يدفع هذا العدو ثمن تمرده على القرارات الدولية يومياً بخسائر قتل وأن يحدث بيننا وبينه توازن رعب لا أن يكون الرعب من جانب واحد وإذا انتهجنا هذا البرنامج «توازن الرعب وفقدان أمن العدو» أنا أراهن على أن العدو سوف ينهار وسيطلب أن ينسحب عن الضفة كما طلب الانسحاب من جنوب لبنان وبالتالي سوف يتراجع عن الضفة وقطاع غزة.
* دعت الجبهة الشعبية القيادة العامة أكثر من مرة إلى ضرورة محاصرة شارون على ضوء السجل الإجرامي الدموي له. كيف تتم محاصرة شارون في تصوركم؟
أتى شارون باستفتاء شعبي صهيوني وبأغلبية أصوات لم يحصل عليها رئيس وزراء قبله. إذ حصل على 65% من مجموع أصوات اليهود في داخل فلسطين واستحضر شارون للحكومة لأنه وعد الكيان الصهيوني أنه سيحقق الأمن الذي عجز عن تحقيقه باراك ووثقوا به كجنرال كثور هائج تاريخه العسكري قادر على جعل الفلسطينيين من الداخل يرفعون الرايات البيضاء في كل مرة ويقبلون بشروط شارون والحقيقة كل القيادات الفلسطينية في المعارضة أو في السلطة أمام تحدٍ كبير هو إفشال برنامج شارون «برنامج العصا الغليظة» ومحاصرة شارون تتم باستمرار الانتفاضة وبتصعيد أعمالها الكفاحية ودعمها وبذلك فإن شارون لن يصمد مدة عام أمام الانتفاضة وسيسقط كما سقط باراك بعون الله.
والمطلوب من الجميع أن يتكاتفوا مع بعضهم البعض لاسقاط برنامج شارون وشارون واضح كل الوضوح حيث تحدث عن برنامجه الانتخابي وهو يطبقه على الفلسطينيين في الداخل وقد قيل أنه سيلجأ إلى التسوية ولكن ثبت خلال الشهرين الماضيين أنه مستمر في سياسته ولم يتراجع عنها لأنه يعتبرها طريق الخلاص للشعب اليهودي في هذا الشأن.
اليهود في اسلوبهم الخبيث استحضروا بيريز ليجمل وجه شارون ولكن بيريز يستطيع أن يخادع الناس شهراً وشهرين ولكنه الآن لا يستطيع أن يستمر في هذا الأمر مدافعاً عن سياسة «الحلاقة الشارونية» التي تستهدف تدمير البيوت ونسف المزارع.
* ما هي الأفاق المستقبلية للانتفاضة في ظل الأوضاع التي تحدثتم عنها؟
هناك اختلال في معادلة القوة بين الكيان الصهيوني والشعب الفلسطيني الموجود في الداخل لكن إرادة الشعوب لا تحسب في الحاسب الآلي.
شعبنا الفلسطيني الموجود في الضفة وقطاع غزة لا يوجد شيء يخسره في ظل سياسة القتل والتدمير وتوسيع المستوطنات وشعبنا يرفض هذا الواقع ويتمرد عليه وبذلك سيجد الوسائل المتوفرة والكفيلة والمبتدعة لإجبار العدو الصهيوني على التراجع ليس معنى ذلك أنني أقول أن شعبنا في الداخل هو «السوبرمان» الذي يستطيع أن يهزم وحده الآلة السياسية والعسكرية الصهيونية المعززة والمدعومة من دول كبيرة في هذا العالم لكن شعبنا لديه إرادة الصمود وقد وضع تحت الاختبار ونجح في هذا الاختبار وأخذ شهادة الامتياز من خلال التضحيات التي قدمها ويقدمها.
لكننا كأمة عربية وإسلامية هل يمكننا المراهنة على استمرارية هذا الشعب وعطائه وإلى متى؟ وهذا السؤال موجه لنا نحن أبناء الأمة العربية والإسلامية كيف نستطيع أن نمكن هذا الشعب لكي يستمر في هذه الانتفاضة والأعمال الجهادية وكيف له أن يطورها لكي تكون مؤثرة أكثر وأكثر في العدو الصهيوني في جسمه وفي أمنه.
وشعبنا في الداخل يريد السلام والعتاد المتطور ليجعل الأراضي المحتلة مثل الجحيم تحت أقدام هذا العدو.
* كيف تقيمون التقارب السوري الفلسطيني مؤخراً وما هي النتائج المرجوة من هذا التقارب؟
استطاعت الانتفاضة المباركة أن تشكل هزة ليس على أرض فلسطين فحسب بل على الأرض العربية والإسلامية وقلبت أموراً كثيرة ولا شك أن هذه الانتفاضة لعبت دوراً في عقلية السلطة فمن خلال هذه الانتفاضة وصعود شارون إلي سدة الحكم هي التي أدت إلى التقارب الفلسطيني السوري وسورية تريد من الأخ أبو عمار أن ينسق خطواته مع خطواتها.
وسورية اتخذت طريق السلام وذهبت إلى مدريد وكذلك السلطة الفلسطينية وكنا على خلاف مع الأخوة السوريين والسلطة ثم انفردت السلطة باتفاق أوسلو ولم نتفق معها في ذلك لأننا نعرف نهاية أوسلو منذ بدايتها ووصل الجميع إلى طريق مسدود سورية لم تحرر الجولان وعرفات وجد أن الإسرائيليين لا يريدون إعطاءه الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس.
* ألم يحن الوقت لإعادة لم شمل الأطراف الفلسطينية التي مزقتها اتفاقات أوسلو سيما أن أوسلو قد انتهت بالنسبة للفلسطينيين أو بالنسبة للإسرائيليين؟
نحن فتحنا أيدينا منذ اليوم الأول للانتفاضة وقلنا كمعارضة يجب أن ننسق أعمالنا على المستوى الميداني. تضم كل الأطراف الفلسطينية لكن هذه ليست الوحدة الوطنية بصراحة هذه وحدة ميدانية تشرف على فعاليات الانتفاضة وهي خطوة متقدمة ولكنها ليست المخرج الذي سيؤمن طوق النجاة ليصل الشعب الفلسطيني إلى حقوقه.
* وما هو المخرج بنظركم؟
هو الوحدة الوطنية.
* كيف تتحقق الوحدة الوطنية؟
تتحقق من خلال إعادة منظمة التحرير إلى وضعها السابق المتمسك بالثوابت الفلسطينية وبالميثاق الوطني.
* ما هو تقييمكم لأداء السلطة الحالي بعد أن رفضت تقديم أي تنازلات تمس القدس وأراضي السلطة؟
أداء السلطة خلال الست شهور الماضية «الانتفاضية» هو الذي دفعنا نتوجه إليها بمد اليد لبرنامج وحدة وطنية.
ليس الحرب هي الخيار الوحيد ولكن الاستسلام أيضاً ليس الخيار الأخير ولكن هناك صمود ولكن برأيكم هل التجديد للسفير الأردني في تل أبيب هو العقاب الذي يستحقه الكيان الصهيوني من أمة واحدة لها تاريخ هل طرح شارون فكرة الوطن البديل يجعل عمان تقدم له التنازلات الكاملة لكي يقلع عن فكرة الوطن البديل.
* أعرب البيان الصادر عن منظمة المؤتمر الإسلامية قبل أيام عن بالغ القلق للتطورات الخطيرة في الأراضي الفلسطينية اثر قرار شارون السماح لليهود بدخول ساحات المسجد الأقصى المبارك برأيكم هل ستتجاوز منظمة المؤتمر الإسلامي مواقف القلق بالاستنكار؟
بصراحة الأمة الإسلامية تصلح بصلاح البيت العربي وقرارات مؤتمر القمة الإسلامية تكون أقل جدية من قرارات مؤتمر القمة العربية.
كلما زادت القرارات العربية قوة ستجد أن قرارات المؤتمر الإسلامي أكثر جدية.
أما حول سماح شارون لليهود بدخول ساحات الأقصى المبارك فهذا كله متوقف على قوتنا وضعفنا.
* في ظل الأوضاع الراهنة. ما هو تقييمكم للدور السعودي في التأثير على مجريات الأحداث ودعم القضية الفلسطينية والانتفاضة؟
في الحقيقة هذا سؤال كبير ورغم أنكم صحيفة سعودية أخشى أن يقول القارئ أنني أتملق للحكومة السعودية لكنني كنت شديد الانتباه لما قاله ولي العهد الأمير عبدالله في مؤتمر القمة في القاهرة والأمير سلطان في مؤتمر القمة في عمان وقولهما يجب دعم الانتفاضة ليس فقط بالمال وإنما بكل الوسائل وهو ما يجب أن تسير عليه جميع الدول العربية.
* ما هو البرنامج السياسي الذي تقدمه الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة للصراع العربي الإسرائيلي؟
ونحن نقول أنه لا بد أن يبقى التصادم مع البرنامج الصهيوني سواء انسحب العدو الإسرائيلي من الأراضي التي احتلها عام 1967م أو حتى أكثر من ذلك لأن ما دام البرنامج الصهيوني يجلس على الأرض الفلسطينية يجب أن يقتلع ويجب أن ينتهي. نحن لا نريد القول أن نرمي اليهود في البحر حسب ما يدعون ولكن نحن نقول هذه أرض فلسطين لنا كفلسطين وعرب ومسلمين وإذا أراد اليهود الشرقيون أن يبقوا في ظهرانينا ليبقوا.
ولكن الوصول إلى هذا الموضوع يحتاج إلى استمرارية النضال والكفاح حتى تقلع الحركة الصهيونية عن برنامجها.
نحن لسنا ضد اليهود كيهود ولكننا ضد اليهود المتصهينين.
* في فترات سابقة انتشرت ظاهرة الأعمال الثورية المسلحة خارج أراضي فلسطين كشكل من أعمال النضال ضد إسرائيل وأنواعها.
ما رأيكم اليوم في هذا الأسلوب من الكفاح؟ وهل هو نهج في العمل الوطني والثوري؟ أم أنه حالة من حالات اليأس والضعف في الاستراتيجية النضالية ضد الإسرائيليين؟
أغلب الفلسطينيين كانوا يؤمنون في قتال العدو الإسرائيلي مباشرة ولم يكونوا يرغبون في فتح جبهات خارجية لمثل هذا القتال ونحن نؤمن بأن القتال يجب أن يكون على أرض فلسطين.
كنا نتجنب العمليات ضد المدنيين ونحاول دائماً الاشتباك مع الجيش الإسرائيلي لأننا كنا نعتقد أن توجهنا للعمل الخارجي «خارج فلسطين» سوف يكون له من السلبيات أكثر من الايجابيات، من بعض الايجابيات أن نجذب الانتباه لقضية فلسطين وكنا نقول أن هناك سلبيات حيث استفادت إسرائيل من الرأي العام العالمي كان يٌنظر إلينا أننا لسنا مظلومين ومناضلين من أجل حقوق بل كان ينظر إلينا على أننا ارهابيون ولدى الصهاينة سيطرة إعلامية كبرى ودائماً كنا نقول أن هذه المعركة ليست متكافئة تماماً. لكن في مراحل معينة أجبر الفلسطينيون على تنفيذ بعض العمليات في مراحل قهرهم.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved