أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 27th April,2001 العدد:10438الطبعةالاولـي الجمعة 3 ,صفر 1422

تحقيقات

« الجزيرة » تواصل رصد مطالب وهموم أبناء القبائل من غير المجنسين:
نواجه عقبات في استخراج صكوك الزواج والتوظيف وإكمال التعليم
* تحقيق - سالم المصربي:
يتواجد بيننا مجموعة كبيرة من أبناء القبائل المعروفة ويتوزعون بين مناطق المملكة الحبيبة ولكنهم من غير الحاصلين على الجنسية السعودية حيث كان أباؤهم ينتقلون بين البادية السعودية وبعض الدول العربية المجاورة بحثاً عن المعيشة مما تسبب في عدم حصولهم على الأوراق الثبوتية التي تثبت انتماءهم لأي جنسية عربية وانعكس ذلك على الأبناء الذين أصبحوا الآن يعانون من صعوبات كبيرة في دخول الجامعات السعودية والأمور المعقدة الأخرى أثناء الزواج وصعوبة الحصول على الوظائف.. «الجزيرة» التقت بمجموعة من أبناء تلك القبائل في مدينة الرياض وحملت بعض همومهم ومطالبهم :
في البداية تحدث ل«الجزيرة» خالد المنيشير قائلاً بأن معاناته هي نفس معاناة غيره من أمثاله ممن يطلق عليهم ال«بدون« من غير الحاصلين على الجنسية حيث بدأت معاناتهم منذ بداية الحياة حيث كانوا أطفالاً لا يعون بذلك شيئاً ونشأوا باعتقادهم أنه لا توجد فروقات بينهم وبين غيرهم ولكن بعد التحاقهم بالمدارس خلال المرحلة الابتدائية وتحديداً بالصف الرابع الإبتدائي اتضحت كل الأمور.
عندما تبدأ المطالبات بإثبات الجنسية أو جواز السفر.
ويضيف المنيشير: إنني حاصل على الشهادة الثانوية ا لعامة عام 2141ه وكانت لديه الرغبة في اكمال تعليمه الجامعي ولكنه لم يستطع لا أنا ولا من هم مثل وضعي، فالكثير منا بل المئات يحملون الثانوية العامة وبتقديرات مرتفعة جداً تفوق 90% ولديهم الرغبة في مواصلة التعليم رغم ظروفهم إلا أنهم واجهوا اجابة واحدة من الجامعة بأنه لا يوجد أمل بقبولهم وحاولوا مع وزارة التعليم العالي ولكن بدون فائدة.
الكثيرون يرغبون الجامعة
ولا يدعي المنيشير بأن جميعهم صالحون لدخول الجامعات أو لديهم الرغبة في دخولها ولكن هناك الكثير من المواهب التي دفنت بسبب هذا الوضع، ولا يطالب باعطائهم فرصة أكثر من قبولهم في الجامعات أسوة بالآخرين.
ويختم المينشير حديثه بالقول: باختصار فأي طالب منا يصل إلى حد الثانوية العامة فقط ولا يسمح له بتجاوز تلك المرحلة مهما كانت رغباته وقدراته ومواهبه.
ما زال لديَّ الأمل
أما الشاب عبدالرزاق المنزل فيحمل شهادة الثانوية قسم العلوم الطبيعية بتقدير ممتاز وبنسبة 93% وحاول جاهداً لكي يلتحق بالجامعة ولم يستطع ولأنه يريد اكمال دراسته وتحقيق ما كان يرسمه لمستقبله بعد تخرجه إلا أنه لم يتحقق ذلك ومازال لديه الأمل بتحقيق حلمه ومواصلة دراسته الجامعية.
أما أخوه الأصغر سالم فيدرس بالصف الثاني الثانوي العلمي ويرى أن نظرته للمستقبل لا يوجد لها أي تفاؤل مرجعاً ذلك إلى المصير الذي مر به أخوه وزملاؤه السابقون حيث سيكون مثلهم فلو حصل على تقدير ممتاز سيبقى عند حد الثانوية العامة.
وتمنى البقاء في الصف الثاني الثانوي وكله حزن لما حصل لأخيه.
لا يسمح لنا
بالزواج من أقاربنا
وعن الصعوبات التي يواجهونها أثناء الزواج أوضح نافع الهليل أنه لا يسمح لهم بالزواج من أقاربهم السعوديين لأن المحكمة لا تملك اذناً لعقود أنكحة لهم والهليل متزوج من ابنة خاله فتم رفض طلب زواجه، وبعد ثلاث محاولات ذهب وقابل المسؤولين بعد جهود كثيرة حتى تمت الموافقة له بالزواج من قريبته السعودية ولكن بعد معاناة طويلة. ويتمنى السماح لهم بالزواج من الأقارب السعوديين دون تعقيد في تلك الأمور.
المحكمة لا تعقد لهم
من جانبه أشار فرحان علي أنه بدأ حياته كأي شخص من التعليم حتى الحصول على وظيفة ومن ثم تكوين حياته الزوجية ولكن المحكمة، رفضت التمليك «أي عقد قرانه» فتم ذلك خارج المحكمة عن طريق المأذون الشرعي في الحي.
وبعد مرور سنة وعند قدوم المولود الأول بدأت معاناته حيث لم يتم اخراج الزوجة والمولود من المستشفى لعدم وجود صك الزواج الرسمي، مما اضطره لاخراج الطفل والزوجة بطريقة غير رسمية والهروب بهما من المستشفى بعيداً عن أنظار المسؤولين وذهبوا للمنزل، وبعد ست ساعات جاءتهم الاتصالات من المستشفى بالحضور والاتيان بالزوجة والطفل إلا أنهم اضطروا للكذب بأن الزوج مسافر، وذهب والد الزوجة حاملاً معه الطفل وتم الانتهاء من الأوراق الخاصة بالمستشفى، لأن الطفل لا يحمل شهادة ميلاد رسمية لعدم وجود صك زواج صادر من المحكمة فجميع شروط موافقة الزواج كاملة إلا سن الزوجة.
فلا يستطيع السفر مع عائلته لأنه لا توجد أوراق تثبت أنها زوجته وطفله، وقال الهليل انه يخاف من حدوث أي مكروه له من حادث مروري أو غيره يؤدي إلى ضياع نسب ابنه.
إحراجات أثناء التوظيف
وفيما يتعلق بالوظائف أضاف عبدالرحمن بن صلبي أنه لا تجد وظيفة إلا بعد مشقة كبيرة وعندما يجدون شركات من القطاع الخاص تقبلهم كموظفين يتم ارسال بياناتهم إلى التأمينات الاجتماعية وعندما تصلهم الأوراق يقولون: هؤلاء غير سعوديين وبالتالي يتم التأمين عليهم من ناحية إصابة العمل مثل الأجانب كحوادث السير فقط.
وهذا يوقع الأشخاص في حرج جديد مع الشركة كونك لا تستطيع اقناعهم بأنك مقيم هنا لأن التأمينات توضع عكس ذلك.
بدون عمل
أما فهد عواد فحاصل على شهادة الثانوية العامة عام 1414ه ولم تتحقق طموحاته بالالتحاق بالجامعة فاصطدام بالواقع المرير، ولجأ للبحث عن وظيفة وحصل عليها بعد ثلاث سنوات في أحد البنوك واستمر بالعمل لفترة بسيطة تقريباً تسعة شهور وبعد ذلك دخل نظام السعودة وقالوا له أنت غير سعودي وتم الاستغناء عن خدماته والآن بدون عمل وحصل له موقف بسبب هذا الوضع الحالي حيث ذهب للتقدم لأحدى شركات القطاع الخاص من أجل العمل لديهم وعند مقابلة مدير شؤون الموظفين وجده مقيماً، فلما رأي أوراقه قال له: للأسف نحن لا نقبلكم للعمل لدينا ونطبق نظام السعودة وهو بنفسه مقيم.
فهذا ما دعاه لعدم البحث عن وظيفة.
لا يعرفوننا
ويضيف متعب سلطان قائلاً: انه لا يعمل فقد كان موظفاً قبل سنتين لمدة بسيطة ولم يتم صرف أحد رواتبه وأيضاً التأخير في ذلك، وبعد مطالبتهم بالمرتب تم الاستغناء عن خدماته والآن بدون عمل فعند البحث عن وظيفه يقولون لنا لا نعرف أنتم من أي بلد وتنتمون إلى أي جنسية.
والآن مازال يبحث عن وظيفة بأي مرتب علماً بأن والده يعول 12 فرداً من أسرته ومرتبه الشهري 1800 ريال ويرغب في مساعدة والده وتحمل بعض أعباء المعيشة معه.
الشركات تضايقنا
ويتفق معه في ذلك مهدي محمد مشيراً إلى وجود بعض المضايقات من قبل الشركات وذلك لزيادة ومضاعفة نسبة الغياب «اليوم بخمسة أيام» وأيضاً للراحة الأسبوعية وعند التأخير يتم الحسم من المرتب.
النظرة الاجتماعية
وبالنسبة للنظرة الاجتماعية فيرى حمد عصري تباينها داخل المجتمع الذي يعيشون فيه فعلماء الاجتماع يرون أن الانسان بحكم طبعه مجبول على حب الاختلاط والمجتمع السعودي يعتبر من أكثر المجتمعات العربية ترابطاً وتماسكاً وبرزت لديهم في الوقت الحالي نظرات مختلفة تجاه أبناء القبائل ممن لا يحملون الجنسية السعودية نظرة البعض إليهم.
وعلى ذلك فيقسم حمد نظرات المجتمع تجاههم بين قابل بوضعهم وبين من يتحاشون مخالطتهم أو التعرف على مشاكلهم بالرغم من وجود أشخاص منهم متعلمين ومثقفين على مستوى عال.
ويقول حمد لهؤلاء «نحن ولدنا هنا وتعلما هنا لا نعرف أرضاً غير هذه الأرض ولا سماء غير هذه السماء ولا وطناً غير هذا الوطن فاستظللنا بظله وشربنا من مائه وأكلنا من خيراته و تجري في عروقنا دماؤه وبحبه تنبض قلوبنا ونفديه بأرواحنا».
شيخ القبيلة والدور المطلوب
ويشير المنيشير إلى فقدان دور شيوخ هذه القبائل تجاه ما يمرون به من ظروف حيث إن بعضهم لا يهمه أو جماعته بشيء فهو يبحث عن مصالحه الخاصة حتى ولو كانت على حساب جماعته.
ويؤكد ذلك أنور عايد قائلاً إن دور بعض شيوخ القبائل غير واضح ولم يعمل أي شيء لأبناء قبيلته منذ عشرات السنين، وعند الحضور له لا نجده في مقعده بل ينتقل بين الرياض وحفر الباطن مما يصعب علينا مقابلته وأخيراً أكد كل من أنور والهليل والمنيشير وفرحان ان أبناء القبائل الذي يعانون من تأخر تحسين أوضاعهم يلتمسون الآن عطفاً كريماً من ولاة الأمر لانهاء معاناتهم وحتى يستطيعوا الاندماج مع المجتمع ويكونون فاعلين يخدمونه بكل ما يملكون من قوة من أجل رفعته وعزته.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved