| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
من المسلم به أن حياتنا مليئة بالصعاب والمشاكل التي لا تنتهي، وبعضنا يحس أن حياته تسير في منعطفات خطرة، وأن عليه التفكير والتخطيط السليمين للخروج أو لمواجهة ما يواجهه من ظروف ومشاكل ، وهناك من ينجح في الوصول لبر الأمان وهناك من يفشل وهناك من يستسلم لظروفه ومشاكله، ويداهمه الخوف على مستقبله وعلى مستقبل اسرته إن كان متزوجاً، ليعزل نفسه عن المجتمع، ويحكم على نفسه بالسجن الأبدي في هذه الحياة،
ومن ثم يكون عرضة للإصابة بالمرض النفسي، لينهار نفسياً ثم يفكر والعياذ بالله بالانتحار، ظناً منه أن الانتحار يحل جميع مشاكله، ومن يقدم على ذلك فقد خسر الدنيا والآخرة، فالانتحار ليس حلاً للمشاكل، فكل المشاكل والظروف ما هي إلا أزمة وقتية ستزول بإذن الله، ثم بالصبر والقليل من الشجاعة لمواجهة ما قد يعانيه الإنسان من مشاكل، والإنسان الواعي، وقبل ذلك المؤمن بالله حق الإيمان، هو من يطرد وسواس الشيطان عن نفسه، ويستعيذ بالله منه،
والأسرة والمجتمع والعمل، أحد أسباب إصابة الإنسان بالمرض النفسي، فالأسرة أو بالأصح الأب الذي لا يعرف إلا العصا لتأديب ابنه، يعرض الابن لمثل تلك الإصابة، ويحاول الهروب من المنزل ليقع في أيدي رفقاء السوء ليسقطوه في الحضيض؟!، وتخجل بعض الأسر، حيث ترى بعض الأسر أن مريضها النفسي وصمة عارٍ في جبين الأسرة ويحاولون إخفاء ذلك عن المحيطين بهم، بل يسعون لعزله عن الناس وينظرون إليه على أنه إنسان «يفشلهم» أمام الناس؟!، ولا يحاولون علاجه في عيادات متخصصة لانتشاله مما هو فيه من الهم والنكد، فبعض الأسر إن لم يكن أغلبها وخاصة في مجتمعنا بحاجة الى التثقيف، بكيفية التعامل مع مريضها النفسي، وكيفية علاجه، وبأنه ليس وصمة عار في جبين تلك الأسر، ولكن يا ترى التثقيف مسئولية من؟!
المجتمع، ونظرتهم للمريض النفسي، يزيدون مرضه مرضاً؟!،فبعض أصحاب العقول الخاوية والمريضة أصلاً يتحاشون الاحتكاك به ويحاولون «تصريفه» بأي وسيلة، وكأنه وباء! ووباء معد وخطير، مما يجعل ذلك المريض المسكين يصاب بخيبة الأمل والإحباط من جراء بعض المعاملات اللا إنسانية من بعض أفراد من يسميهم «مجتمعه»؟
العمل، نعم العمل أحد الأسباب التي تؤدي لإصابة الإنسان بالمرض النفسي، فانعدام التعاملات والعلاقات الإنسانية في العمل تجعل من الموظف عرضة «للجنون»، خاصة أن بعض الإدارات تسلطية على موظفيها لأبعد الحدود، ويحاولون التضييق على موظفيهم لتطفيشهم من العمل، وكأن رواتب الموظفين «الغلابا» تصرف من جيوب بعض مسئوليهم؟!
والكثير من الموظفين يراجعون العيادات والمصحات النفسية بسبب جهة عملهم، أين تنمية حب العمل؟ أين رفع كفاءة الموظفين؟ ربما أنها ما زالت حبيسة أدراج بعض المسئولين!
يا إخوة ياكرام ياأفاضل إن الانتحار من الظواهر التي بدأت تظهر في مجتمعنا وللأسف الشديد، بسبب عدم وقلة الوعي لدى الكثيرين، فالكثيرين يرون أن الانتحار هو السبيل الوحيد للخلاص مما هم فيه، ومسؤولية الوقوف في وجه تلك الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا والمحرمة في ديننا، مسؤليتنا جميعاً، فمن يواجه مشكلة في حياته فليراجع الطبيب النفسي، فالمرض النفسي ليس عيباً، إذ من الممكن أن يصاب به أي إنسان، فلا تتوقف الحياة بمجرد التعرض لمشكلة والإصابة بالمرض النفسي، فهناك بإذن الله الكثير من الحلول،
وفي أحيان كثيرة الابتسامة الصادقة، تخرج الإنسان مما هو فيه، ومن يعزل نفسه عن البشر، سيصاب بالجنون وربما يؤدي ذلك لاقدر الله الى وفاته، إننا جميعا بحاجة لأن نتواصل بعضنا مع بعض إنسانياً، ونحاول قدر الإمكان الخروج من عزلتنا ونحتك بالآخرين حولنا، ففي نهاية كل نفق مظلم بشائر بالأمل والحياة، وليس هناك ما يصعب حله بإذن الله، ، فهيا ابتسموا، ،
والسلام عليكم
مفلح بن حمود بن مفلح الأشجعي
عرعر/ المحمدية
|
|
|
|
|