أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 27th April,2001 العدد:10438الطبعةالاولـي الجمعة 3 ,صفر 1422

عزيزتـي الجزيرة

عن المعلم والمعلمين
ما أشرقت في الكون أي حضارة إلا وكانت من ضياء معلم
عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشهدكم بالله كم شعرت بألم وحسرة ومرارة اشد من مرارة الحنظلة من هول ما سمعت وقرأت ما يصيب بعضا من المعلمين الافاضل من الاعتداءات بالضرب من قبل بعض الطلاب العاقين، الذين لم يراعوا حقوق وواجبات المعلم عليهم، الذي هو بمثابة الأب والأخ والصديق لكل طالب من طلاب المراحل التعليمية على حد سواء..
وفي استطلاع مطول في عدد الجزيرة الغراء 10427 بتاريخ 22/1/1422ه تحدث حول هذه الظاهرة كوكبة من المختصين من اساتذة الجامعات الافاضل والمعلمين الاجلاء، وكل ادلى بدلوه عن ظاهرة الاعتداء على المعلمين، هذه الظاهرة الغريبة على مجتمعنا.. بل بعيدة كل البعد عن مبادئنا وقيمنا واخلاقنا التي نتحلى ونمتاز بها كمسلمين الا من رحم ربي..وعن هذه الظاهرة القبيحة الشعواء.. اتساءل واقول..؟هل وصل الحد الى ضرب المعلم.
أين التقدير والاحترام بحق من نذر نفسه لخدمة العلم والتعليم.. واعجباه..!؟ أي طالب في هذا الزمان تعز عليه نفسه ان يعتدي على من حمل لواء خير وانبل مهنة من المهن الشريفة والفضيلة لواء العلم والتعليم.
وأقول.. والحق اقول: لو كان المعلم ضعيفا في مهنته أو أساء الى طالب من الطلاب، فليس من الحق احتقاره او الاعتداء عليه فهو في منزلة الأب الذي وجب احترامه وتقديره سواء كان داخل المدرسة او خارجها.
ومما لاشك فيه ان المعلم له منزلة التقدير والاحترام بين الامم والشعوب، خاصة الشعوب الاسلامية فهو كالشمعة يحرق نفسه يذيب جسمه للاخرين.


إن المعلم شعلة قدسية
تهدي العقول الى السبيل الاقوم
هو للشعوب يعينها وسلاحها
وسبيل أنعمها وإن لم ينعم
ما أشرقت في الكون أي حضارة
إلا وكانت من ضياء معلم

نعم.. واقولها ثانية وثالثة نعم.. نعم )ما أشرقت في الكون أي حضارة.. الا وكانت من ضياء معلم(.
فهذا الطبيب من علمه ليكون طبيبا كي يداوي المرضى ويعالجهم وذاك المهندس من علمه الهندسة هندسة العمران والبنيان كي تُشيد المباني الجميلة والابراج العالية اليس المعلم الذي تخرج على يديه هؤلاء الاطباء والمهندسين وكذا الطيارين والفنيين من العمال المهرة وغيرهم من الكثير الكثير.
اين نحن من فضل المعلم الذي علم هؤلاء وغيرهم.. اين فضله يوم علمنا ان لنا ربا لا نعبد سواه ولنا دينا اسمه الاسلام لا نرضى سواه ولنا نبيا اسمه محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم هو خاتم الرسل والانبياء.


قم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم ان يكون رسولا
أعلمت أشرف أو أجل من الذي
يبني وينشىء انفسا وعقولا
سبحانك اللهم خير معلم
علمت بالقلم القرون الاولى
أخرجت هذا العقل من ظلماته
وهديته النور المبين سبيلا
وطبعته بيد المعلم تارة
صدىء الحديد وتارة مصقولا

اخيرا وليس اخرا:
هذه رسالة اهديها من القلب لكل طالب من طلاب المراحل التعليمية ادعو الله العلي القدير ان تكون في محل اهتمامهم ونصب أعينهم في الحاضر المستقبل إن شاء الله.
فاعلم أخي الطالب الكريم ان احترامك للمعلم هو احترام لنفسك اولا وللجميع في المدرسة وخارجها ثانيا، فاحترامك للمعلم والمعلمين نابع من حسن اخلاقك العالية قال صلى الله عليه وسلم: )أكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا( حديث شريف.
أخي الطالب.. مهما كان المعلم قاسيا فقساوته ليست عداوة لك او حقدا عليك، ولكن حبا لك وعطفا عليك فلو كان المعلم قاسيا فقساوته من اجل مصلحتك ومصلحة غيرك من الطلبة، فهذه القساوة عرفت انا معناها ومدلولاتها يوم كنت طالبا في المرحلة الابتدائية وكذا المتوسطة.
فيا أخي الطالب.. كن منصتا لشرح معلمك الجليل ولا تتغامز مع من حولك في الكلام او اللعب الذي ليس له مبرر داخل الفصل، فاعلم ان هذه الحركات قد تؤدي بك الى الفشل بل تسيء الى سمعتك الطيبة داخل وخارج اسوار المدرسة.


اخي لا تنال العلم الا بستة.. سأنبيك عن تفصيلها ببيان
ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة.. وصحبة استاذ وطول زمان
وفق الله الجميع وهو الهادي الى سواء السبيل.

عبدالعزيز بن عبدالله الجبيلان
القصيم عنيزة

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved