|
| عزيزتـي الجزيرة
سعادة رئيس تحرير صحيفة «الجزيرة» الموقر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد أحسن برنامج المدن الصحية بالبكيرية - حين قام بتنظيم معرض للكتاب بالتعاون مع مكتبة العبيكان.. ويعتبر هذا الجهد جهداً غير مسبوق وفكرة رائعة وممتازة جداً لم تخطر على بال أحد.. هذا المعرض هو معرض للفكر والثقافة.. وليس معرضاً للاكل والغذاء الذي شبعنا من معارضه.. كل شركة تعرض منتجاتها.. وكل مصنع يستعرض ويسيل لعابنا بمعروضاته.. هذه المرة كانت استثناء كان المعرض استثناء وكانت المدينة استثناء.. كانت الاستثناء هي مدينة البكيرية.. التي هي المدينة الصحية الاولى على مستوى المملكة.. وكانت ايام المعرض اياماً استثنائية كذلك في بحر ايام البكيرية.. وكان موقع المعرض كذلك استثناء آخر فهو في مركز احتفالات ومعارض البكيرية.. مركز ضخم وصالة فسيحة وضخمة لها ردهات وممرات تؤدي إلى هذا المعرض.. الموقع فريد من نوعه.. وفي منطقة فسيحة ومواقف متوفرة.. بعكس العذاب الذي يواجهه من يريد الوصول الى اي معرض من معارض الكتب.. ان هذه البادرة من البكيرية يجب تعميمها فلماذا هذا الروتين؟ إما أن يكون معرض الكتاب في مدينة مكتظة بالسكان او لا يوجد.. ان المدن المتوسطة القليلة في عدد السكان الخالية من صخب الاسواق والملاهي.. هي التي سيجد الكتاب فيها اقبالا وسيقصد معرض الكتاب من يريده اليها.. ان لجنة المدن الصحية بالبكيرية.. عرفت ان المدينة الصحية الحقيقية لا تكتمل الا باكتمال عنصر الثقافة.. فهي غذاء الجسد والروح معا فأقامت معرضا للكتاب لكي تكون هذه المدينة مدينة صحية متكاملة.. ولقد شهد هذا المعرض اقبالا كبيرا من الشباب والمثقفين.. ورغم قلة ايامه وهي اسبوع الا انه حقق غرضه.. ولكنني ألفت نظر المسؤولين عن المعرض الى ضرورة تمديد فترة إقامته الى اسبوعين وان يقام سنويا.. فهو سُنَّة حميدة.. واتمنى ان تقتدي بهذه البادرة جميع محافظات القصيم.. فالمعارض ليست حكرا على المحافظات والمدن الكبيرة.. والثقافة ليس لها حدود.. اجل اتمنى ان تكون اقامة هذا المعرض بشكل سنوي وان يوسع نطاق دور النشر المشاركة فيه.. فمدينة البكيرية مدينة متوسطة الموقع بين مدن القصيم وتتمتع بوجود مركز واسع وكبير وصالات واسعة.. وموقع فريد في موقع المدينة او موقع مركز المعرض.. ووجود فناء فسيح له ومواقف تستوعب اعدادا كبيرة من السيارات.. اجل فلتكن المدن الصحية هكذا تهتم بالثقافة والكتاب.. في عصر تكنولوجيا الثقافة.. حيث انه لاغنى عن الكتاب في هذا العصر رغم الهجمة الشرسة عليه من الكمبيوتر والانترنت.. فالكتاب هو خير جليس في الزمان وهو خير وعاء للثقافة.. يعطي بدون عناء.. يعطيك الثقافة متي اردتها دون منَّة او احتكار.. او ايذاء للبصر.. تعيد وتطلب منه الاعادة فيعيد.. ليس كالجهاز الحديدي الذي يدعى معرفة الثقافة وخدمة الثقافة الكتاب تقرأه وأنت قائم.. وانت في الفضاء وانت في الصحراء.. وانت في الطابور.. وانت في السيارة.. وانت في روضة.. بخلاف وسائل الثقافة الاخرى كلها..
هنيئاً للبكيرية هذا الانجاز بخدمة الكتاب والثقافة.. وشكراً لكل من قاموا بتنظيم المعرض.. في هذه المدينة الصحية.
م. عبدالعزيز بن محمد السحيباني
- محافظة البدائع -
|
|
|
|
|
