أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 27th April,2001 العدد:10438الطبعةالاولـي الجمعة 3 ,صفر 1422

أفاق اسلامية

القضاء والقدر
الشيخ عبدالله بن سليمان الخضيري
الإيمان بقضاء الله وقدره ركن من أركان الايمان الستة المذكورة في حديث جبريل وهي ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره، والذي عليه أهل الحق: ان الله قدر الأشياء في القدم وعلم أنها ستقع في أوقات معلومة عنده سبحانه على صفات مخصوصة فهي تقع على حسب ما قدر الله، ، هذا وقد تظاهرت الأدلة القطعية من الكتاب والسنة واجماع الصحابة وعلماء الأمة سلفا وخلفا على اثبات قدر الله سبحانه وان العبد يجب عليه ان يؤمن بأن كل ما يقع في العالم من الخير والشر وأعمال العباد وغيرها، جميعها بتقدير الله، وانه تعالى قدر الكائنات في الأزل فلا يقع شيء في هذا الكون الا بعلم الله ومشيئته وخلقه وايجاده وكتابته في اللوح المحفوظ، ، قال تعالى: )إنا كل شيء خلقناه بقدر(، وقال تعالى: )وكان أمر الله قدراً مقدوراً(، وقال عز وجل: )وكان أمر الله مفعولا(، وقال سبحانه: )ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه(، وروى مسلم في صحيحه عن طاوس قال: أدركت ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون كل شيء بقدر، قال: وسمعت عبدالله بن عمر يقول كل شيء بقدر حتى العجز والكيس، ، والعجز هو الضعف والكيس النشاط، وعن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كتب الله مقادير الخلائق قبل ان يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة قال وعرشه على الماء، ، رواه مسلم وهو عند الترمذي بلفظ قدر الله المقادير قبل ان يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وعن الترمذي ايضا عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أول ما خلق الله القلم فقال اكتب قال ما أكتب؟ قال اكتب القدر ما كان وما هو كائن إلى الأبد،
ومن أجل هذا قال أئمتنا رحمهم الله في هذه النصوص اثبات للقدر وان جميع الواقعات في الكون بقضاء الله وقدره خيرها وشرها نافعها وضارها، ، ومذهب السلف قاطبة ان الامور كلها بتقدير الله تعالى كما قال تعالى: )وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم(،
والإيمان بالقدر يتضمن أربعة أركان:
الأول الإيمان بأن الله تعالى علم بكل شيء جملة وتفصيلاً، ازلا وابداً سواء كان ذلك مما يتعلق بأفعاله أو أفعال عباده،
والثاني الايمان بأن الله كتب ذلك في اللوح المحفوظ وفي هذين الأمرين يقول الله تعالى: )ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير(،
والركن الثالث الايمان بأن جميع الكائنات لا تكون إلا بمشيئته فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن،
والرابع الخلق أي أن نؤمن بأن الله تعالى خالق كل شيء فما من موجود في السماوات والأرض إلا الله خالقه، والعبد له مشيئة وقدرة واقعتان بمشيئة الله تعالى وقدرته وليس للمرء ان يحتج بالقدر على ما فعل من المعاصي أو ترك من الواجبات فقد أمرنا بالعمل ونهينا عن القعود والكسل ولم نكلف إلا ما نستطيع قال صلى الله عليه وسلم «احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تفجر وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان»، ، أخرجه مسلم،

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved