| أفاق اسلامية
التخلف عن صلاة الجماعة، ظاهرة سيئة، أكثر من يقع فيها هم الشباب وخاصة عندما توافق أوقات نومهم أو لعبهم أو غير ذلك من الأوقات التي يهتم بها بعض الشباب ويضحون بصلاة الجماعة من أجلها، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على استخفافهم وعدم مبالاتهم بحضور الصلاة مع الجماعة في بيوت الله تعالى، والتخلف عن صلاة الجماعة، ظاهرة خطيرة، من جملة ما ظهر في الأمة، وتسبب في اصابة مقتلها، وأضعف شوكتها،
معشر الشباب: تأملوا حال أمتكم يوم أن كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف حرصاً منه على صلاة الجماعة، ، وتأملوا حال أمتكم، حينما كان الأعمى الضرير يقطع الطرق المملوءة بالهوام والسباع، وليس معه قائد يلائمه، حتى يصل الى المسجد ليصلي مع المسلمين، ثم يعود الى بيته، يفعل ذلك كل يوم وكل وقت، حيث لا يوجد له رخصة، ، وتأملوا حال أمتكم، حينما كان الرجل يفضل المشي على قدميه في الرمضاء والظلماء، ويزهد في شراء حمار يركبه، احتسابا لأجر خطوات يخطوها الى المسجد ليحضر الصلاة مع الجماعة، ، تأملوا حال أمتكم في تلك الأيام، حيث وصلت ذروة المجد وبلغت غاية العز، وتربعت على عرش الريادة، ، تأملوا ذلك، وقارنوا بينه وبين حالها اليوم وقد وصل بنا الأمر إلى ان نحاول اقناع بعضنا بوجوب صلاة الجماعة في بيوت الله، أي سيادة تنتظر وأي مجد يرتجى والحال كذلك! فاتقوا الله معشر الشباب، وحافظوا على الصلاة مع الجماعة في بيوت الله، فقد أثنى الله على من فعل ذلك ووصفه بالرجولة فقال تعالى: )في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة، ، ، ( الآية،
إن تأدية الصلاة المفروضة في البيت من غير عذر شرعي ذنب عظيم، ولكي تدرك أخي الشاب خطورة ذلك، تأمل الحديث الآتي: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لقد هممت أن آمر رجلاً فيصلي بالناس ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار»، وتأدية الصلاة المفروضة في البيت من غير عذر شرعي قد يكون سبباً لعدم قبولها، فقد جاء في حديث ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا: من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر، قالوا يا رسول الله وما العذر؟ قال: خوف أو مرض،
إن التخلف عن الصلاة مع الجماعة، صفة من صفات المنافقين، ومنهج من مناهج أهل السوء، يقول عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف، وقد سئل الإمام أحمد عن رجل عرف بالتخلف عن الجماعة فقال: إن هذا الرجل رجل سوء، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: المصر على ترك الصلاة في الجماعة رجل سوء ينكر عليه ويزجر على ذلك بل يعاقب عليه وترد شهادته،
|
|
|
|
|