| أفاق اسلامية
عندما تغرب الشمس ويستحضر المؤمن هذا المشهد العظيم ويقف أمامه متفكراً يدرك عظمة الله عز وجل وبديع صنعه، ويترك الفكر - لا سيما إذا كان بعيداً عن ضوضاء المدينة وصخب الحياة - يترك في النفس آثاراً إيمانية ومسارات ليس من السهولة طمسها أو تجاهلها.
ومع غروب الشمس تظهر مخلوقات في السماء وتغيب أخرى تشهد على وجود الخالق جل وعلا، وتقول للناس المتفكرين ان لهذا الكون موجداً حكيماً قادراً قاهراً عليماً.. وتقبل النفس متدبرة في معاني هذه الأسماء الحسنى وفي غيرها، وتتفكر في آيات الله في هذا الكون الواسع الذي لا يحيط به عقل بشر ولا يدركه الخيال.
ويتأمل العبد في هذه الرحلة في طاعة هذه الكواكب بما فيها الشمس والقمر لربها وتسبيحها لخالقها، ويلتفت الى عصيانه لربه وبعده عن مراد الله عز وجل منه، كل ذلك مع ضعفه وقلة حيلته، فيوقن بصفات أخرى للخالق جل وعلا، ويستقر في قلبه حلم الله وقدرته وسعة علمه ورحمته، ويدرك كم هو ظالم لنفسه مورد لها موارد الهلاك إن لم يتب الى الله وينيب إليه ويرجوه ويتضرع إليه فيورثه هذا التفكر إنابة الى الله وتوبة وخشوعاً وخضوعاً لجلاله وعظمته سبحانه..
ثم ما يلبث بعد هذه الإنابة الصادقة والعزم على تحقيق العبودية حتى يذوق حلاوة الإيمان، ويدخل جنة في الدنيا لا عهد له بها ثم يدعوه هذا الى المسابقة في الطاعات والظفر بالخيرات حتى لا يمر عليه يوم إلا وهو في حال أحسن من سابقه، وتصبح الدنيا في حسه لاشيء.. لا شيء .. وحتى يلقاه الأجل وفكره وقلبه وجوارحه مشغولة بمراضي الله جل وعلا مبتعدة في عالم الخواطر عما يغضب الله متأسيا في ذلك كله بالأسوة الحسنة صلى الله عليه وسلم وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
|
|
|
|
|