| الاقتصادية
كشف تقرير احصائي اصدره البنك العالمي مؤخرا عن تفشي وانتشار مرض نقص المناعة )الايدز( في القارة الافريقية فكانت الارقام بشعة مرفقة بمؤشرات سلبية اعطت صورة قاتمة للوضع الصحي والاقتصادي للقارة، كما اوصى التقرير في استنتاجه بسرعة اتخاذ القرارات المناسبة لمعالجة حالة التدني المتواصل للوضع وقبل ان يفلت زمام السيطرة عليه فتتدهور معه خطط التنمية الاقليمية لبعض اقتصاديات الدول المنكوبة، وطالب الاطراف المعنية بأن تبادر في تسخير وتعبئة القدرات والامكانات المالية والبشرية لمكافحة الوباء حتى تتمكن من البقاء التنموي لاقاليمها وحتى تحافظ على معدلات الحياة المتراجعة لافرادها )اقل من 40 سنة للفرد( في مستواها الحالي مقارنة بمنتصف الثمانينيات الميلادية، واقتصاديا فإن تحليل العلاقة المرتبطة بين الامراض المنتشرة وتأثيراتها السلبية على التنمية الاقليمية يكاد يعتمد ويرتبط كلاهما على بعضهما البعض، فمن اوليات خطط التنمية لأي موقع جغرافي وجود كوادر بشرية صحية متأهلة تستطيع ان تقوم باحداث تغيير وتحسن اجتماعي واقتصادي على سواعدها، اما اذا كان المجتمع قيد التنمية يعاني من انتشار امراض مستعصية متعددة فلا يتوقع لتلك المواقع ان تطور في مستقبلها،
واذا اضفنا التكلفة المالية المصاحبة للمعالجة والتي قدرها البنك العالمي )كمؤسسة عالمية مهامها الاساسية التنمية الاجتماعية والاقتصادية( بأن مريض الايدز في الدول الغربية يصرف عليه ماليا للعلاج سنويا ما مقداره 60 الف دولار امريكي )يعادل 200 الف ريال سعودي( وان عدد المصابين بهذا المرض في القارة تجاوز ال25 مليون شخص فإن التكلفة العلاجية تكون في حدود 4000 مليار ريال لشراء المضادات والعلاجات الطبية كي يتم القضاء على المرض سنويا في الخمس واربعين دولة افريقية سجلت حالات ظهور الايدز فيها، واذا ما اضفنا امراضا اخرى معدية ذكرها التقرير مثل الكوليرا فإن الصورة العامة توضح ان هناك فعلا شحا شديدا في الموارد المالية تكاد تكون في الحقيقة السبب الرئيسي وراء انتشار الامراض بشكل سريع ليس له مثيل في العالم، فمن ناحية ينقص القارة الموارد المالية ومن ناحية اخرى فإن المضاعفات الصحية السلبية لا تزال تقف حجر عثرة امام برامج التنمية الثقافية والزراعية للسكان مؤدية الى سلسلة من التبعات السلبية منها اولا: مشكلة الهجرات المحلية والدولية للسكان الى دول اخرى مجاورة والتي ظهرت مؤخرا، فموجات النزوح في دول وسط افريقيا لا تزال مستمرة وان انخفضت عما كانت عليه عندما ظهر وباء الكوليرا والحروب الاهلية هناك، وثانيا: فإن الحالة النفسية للسكان وصل بها الحال الى اليأس والاحباط النفسي والفقر والجوع حتى انهم اصبحوا لا يبالون بالايدز بل انهم اصبحوا مندفعين وراء الرذيلة دون ادنى محاولة للمحافظة على انفسهم باعتبارات التقيد بالقيم وبالاسباب الوقائية الشخصية والاخلاقية في تصرفاتهم الاباحية، يتبع
|
|
|
|
|