| الثقافية
أمعنت النظر إليك وبعد مضي سنين عديدة وكأني بك قد ولدت في أحد العصور السحيقة تحديداً هو العصر الحجري الذي اكتسبت صفة التحجر منه وتحجرت تلك الأحاسيس والعواطف الموجودة بداخلك وأظنك قد مررت بالعصر الجليدي فتجمد حنانك وأبسط معالم الإنسانية التي توجد في كل إنسان وأصبحت قطعة ثلج لا أستطيع أن أمسها ومن تلك العصور انتقلت إلى عصرنا هذا فأصبحت رمزاً لبركان ثائر أو زلزال مدمر أو قنبلة سوف أموت من الخوف قبل أن تنفجر.. واشبهك بقطار لايمكن أن يتوقف إلا في محطات محددة ويحسب لوقوفه من مسافات طويلة أي ان المفاجآت التي يمكن أن تعترضه لايستطيع تفاديها بالوقوف السريع بل يصطدم ويواصل سيره إذا كانت العوائق بسيطة وإذا كبرت دمرت القطار نفسه..
كم أجد الرقة والرحمة والحنان في أشياء جامدة ليس لها روح ولا إحساس ولم أجدها في شخصك الذي هو أضعف من الضعف نفسه إذا أردته ان يقف بجانبي ضد الآخرين وأقوى من الطوفان إذا كان ضدي.. أرى انك تعمل وبنظام التوجيه من على بعد أشبه بنظام )الريموت كنترول( والجميع يستطيع ان يوجهك ماعداي أنا..
أردت ان أحدد الموقع الذي يقف به فوجدت انني أقف في أعلى قمة من قمم الحيرة ومع ذلك فإنني مازلت أفهمك كل الفهم ذلك الإنسان التائه برغم ان الطرقات التي تمشي بها كلها معنونة وتحمل خريطة للأرض والمكان ويصحبك دليل بدلا من دليل أضعته أنت في سحابة من غبار افكارك العمياء.
قد اختلف ميزانك فوضعت الأشياء التافهة في مكان ذات الأهمية وبالعكس.. ذلك الإنسان الذي لم يفهم حتى نفسه حتى الآن والموجود في دوامة لن تتوقف عن الدوران نهائياً... شخصية يجب ان تسجل في التاريخ وفي كتب الأرقام القياسية... قمت بتسجيل كل سوايقك ووضعت لها ملفاً خاصاً بهذه السوابق فكانت جميهعا من السلبيات والايجابيات قد عدمت تماماً.. فأترك لك تسمية نفسك بالاسم الذي تراه يليق بك وانشدك بالله ألا تحيد..
سلطان حمود خاتم ـ عفيف الظاهرية
|
|
|
|
|