في قريتي يدعونني...
ينادونني، أم التوأمين
أجيب المنادي سعيدة..
بهاتين النعمتين
أحمداً أسميتهم ومحمداً
يالها من فرحة بالتوأمين
***
قضيت العمر حالمة، والسنون تمضي سريعة
مثل يومين أو ساعتين
بين أشجار زيتوننا أراهما
راكضين ضاحكين عابثين
وشقاوة الأطفال على وجهيهما
فأملك الدنيا بأكملها بين كفين
للمدارس والجامعات أراهم ذاهبين
احفظهما الله من كل مكروه
أراهما حقا عريسين
***
مرّت الأيام، وصار التوأمان كبيرين
وذات يوم، وفي هبة الأقصى
غادرا البيت باكرين
تأخرا ولم يرجعا
في عيوني باتت الدنيا ظلاما
دمعة في الأحداق أحرقتني... ساءلتني....
علام الحزن والخوف علاما..؟؟
لحظة الصمت الرهيب عذبتني
ونار تلهب الخافقين ضراما
إلام الانتظار إلاما..؟؟؟
***
صرخة في الخارج أفزعتني
أم التوأمين هيا، اصرخي
اصرخي.. اصرخي، ونادي الأهل والجيرانا...
إلهي، أي حزن هذا الذي
لايشابه يومه الأياما...؟؟؟؟؟
هل الشمس غابت في الصباح...
وأضحت الدنيا ظلاما..؟؟
صراخاً.. عويلاً.. ونواحاً اسمعه
ولساني يفقد النطق والكلاما...
***
في لحظة ما أحسست قبلها بمثلها
رأيت جمعاً أمامي وزحاماً...
أيّها الأهل، أخبروني.. محمد.. أحمد..
أي منهما، علام الصمت علاما..؟؟؟
فقال طفل: خالتي محمد أضحى شهيدا
فقلت، والعزم صار حديدا...
واحد للقدس هدية..
وآخر يغدو به الحلم أكيدا
***
من بعيد أقبل الناس يحملونه
يزفونه
يهنئونه
فقلت هيا، ونادوا أحمدا
على الأكتاف، يحمل محمدا
بكى الرجال والنساء، وقالوا:
اصبري.. اصبري.. اصبري
جئنا نزف التوأمين الشهيدين...
زغردي.. زغردي.. زغردي
وقولي هنيئاً لهذين العريسين....
زغردت... زغردت..زغردت..
وقلت، عاش الشهيد، هنيئاً وصبرا
لأم التوأمين العريسين الشهيدين.