| مقـالات
الأرقام ولغتها دائماً تتفوق على غيرها من اللغات لأنها هي لغة الإقناع وخصوصاً في هذا العصر الذي عرف بعصر المعلومات وهل يعلى على المعلومات الرقمية. قبل فترة زمنية ليست بالطويلة تمكنت عبر سطور هذه الصحيفة من الاطلاع على أرقام مذهلة عن الأموال السعودية المصدرة إلى الخارج.
تقول لغة الأرقام إن مجموع ما انفقه السعوديون من خلال سياحتهم خارج المملكة وفي عام واحد أكثر من 45 مليار ريال سعودي، وإن مجموع ما تحوله العمالة الوافدة والتي تعمل في المملكة إلى خارج بلادنا وفي عام واحد أيضاً هو أكثر من سبعين مليار سنوياً.
أي أكثر من مائة وخمسة وعشر مليار ريال سعودي تذهب من الدخل الوطني سنوياً إلى خارج بلادنا، ترى ماذا أعددنا ليس لإيقاف تدفق هذه المليارات إلى خارج الحدود بل على الأقل للتقليل من هذه الأرقام ومحاولة ضغطها إلى الربع أو حتى إلى النصف.
الهيئة العامة للسياحة وأمانتها العامة مطالبة بالشيء الكثير فيما يتعلق بسفر السعوديين إلى الخارج للسياحة، أعرف أنها لن تصدر أنظمة وقوانين تمنع السعوديين من السياحة الخارجية وليس من حقها فعل ذلك أو حتى مجرد التفكير فيه، الا أنها يمكن أن تدرس لماذا تسافر العائلة أو العوائل السعودية إلى الخارج للسياحة، ماذا في دبي وليس في جدة أو الدمام، ماذا في لبنان أو سوريا وليس في أبها والنماص أو الطائف هل المناخ أو الطقس هو ما يبحث عنه السعوديون؟ أو غايتهم هو التسوق والأسعار المعقولة للمشتروات، أو ان الأمر يكمن في البحث والتنقيب عن الاثار وزيارتها هنا أو هناك.
لم اجر دراسة علمية ولكن من خلال الحديث مع عدد غير قليل من السعوديين المسافرين للخارج تبين لي ان العائلة السعودية في رحلاتها السياحية تبحث اولا عن تغيير المكان والجو العام، وهذا يمكن ان يتحقق لأبناء جنوب المملكة بالسفر الى شمالها او شرقها او غربها والعكس صحيح، اذ ان تغيير الجو العام ومكان الاقامة يمكن ان يتحقق للسعوديين بالسفر بين مناطق المملكة. والعائلة السعودية عندما تسافر للسياحة فإنها مثل غيرها في كل انحاء العالم تبحث عن الأسعار المعقولة في النقل وفي تكاليف الإقامة والسكن والتنقلات داخل المنطقة السياحية، وقبل هذا وذاك يبحث كل السواح عوائل وافراداً عن الخدمات السياحية المتميزة، خدمات المواصلات وخدمات المطاعم والخدمات الفندقية وخدمات المعلومات السياحية وخدمات حماية السائحين ليس من اللصوص بل حتى من مفسدي الرحلات السياحية واقصد هنا بعض مقدمي الخدمات السياحية من الجشعين والطماعين والمتلاعبين بالأنظمة والذين همهم الأول والأخير تحقيق أكبر قدر من الأرباح على حساب سمعة الوطن السياحية بل وحتى على حساب الدين.
لابد من وجود مكاتب خاصة للشرطة السياحية التي همها ودورها يتلخص في حماية السائح والسهر على رعايته والاستجابة لندائه عندما يحس ان هناك خطراً قادماً من احد الذين يدعون تقديم الخدمة للسواح وهم يصطادون في الماء العكر من أجل الإيقاع بالسائح واستغلاله، ان مهمة الهيئة العامة للسياحة مهمة كبيرة، مطلوب منها المشاركة في دراسات علمية لاعادة ولو نسبة معقولة مما ينفقه السواح السعوديون في الخارج نتمنى ان تتمكن هذه الهيئة الفتية من إقناع السعوديين عملياً وليس إعلامياً أو إعلانياً فقط أن في بلادهم خدمات سياحية إن لم تتفوق على ماهو موجود في الخارج فإنها لا تقل عنه بأي حال من الأحوال.
أما الحديث عن السبعين مليار ريال التي تصدرها العمالة الوافدة إلى خارج الوطن فلها كلمات معدودة أخرى.
|
|
|
|
|