| العالم اليوم
لم تعد القضية الفلسطينية قضية العرب المركزية فالقضية أصبحت كما يجب أن تكون قضية المسلمين المركزية وهي كذلك من الناحية الشرعية والتضامنية حتى الأمنية والاستراتيجية.
قبل عقود ثلاثة لم يكن أحد في الدول الإسلامية يهتم بالقضية الفلسطينية ورغم جولات ياسر عرفات العديدة للدول الإسلامية إلا أن القضية ظلت غائبة عن الوعي الحكومي في الدول الإسلامية غير العربية وبعد إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي التي جاءت بعد جهود قام بها المغفور له الملك فيصل بن عبدالعزيز لإحياء التضامن الإسلامي وزيارات متتابعة للدول الإسلامية في آسيا وافريقيا وبعد المحاولة الدنيئة لليهود حرق المسجد الأقصى تشكلت منظمة المؤتمر الإسلامي التي أوجدت تقليدا سياسيا وبرتوكوليا بتخصيص منصب نائب رئيس المنظمة لفلسطين ففتحت أبواب العواصم الإسلامية لعرفات وممثلي منظمة التحرير الفلسطينية وأصبح الحضور الفلسطيني في الخطاب السياسي الاسلامي عالمياً وبعد الثورة الإسلامية في إيران وسقوط شاه إيران الذي كان سنداً لإسرائيل ليس فقط في مدها بالبترول وبإشغال الدول العربية في معارك جانبية بل أيضا في تعطيل الدعم الإيراني للثورة الفلسطينية لترفد الثورة الإيرانية الثورة الفلسطينية ليتمدد الزخم الداعم للفلسطينيين نحو الشرق فتربط إيران بالعرب بالباكستانيين والأفغانيين وتتسع المساحة الداعمة وتتضاعف الكتلة البشرية إلا أن الدعم والمساندة الإسلامية ظلا في نطاق العواطف والخطب ولم يترجما إلى دعم موثر في المناطق الإسلامية البعيدة نسبياً عن الوطن العربي فالمؤكد أن الماليزيين والاندونيسيين والمسلمين في دول آسيا الوسطى كما في افريقيا الإسلامية جميعهم يؤيدون الحقوق الفلسطينية إلا أن المناصرين والمتحمسين للثورة الفلسطينية لم يستثمروا هذا التأييد فقد ظلت الدول الإسلامية البعيدة جغرافياً بعيدة عن النشاط الجماهيري والسياسي الذي يبرز ويجسد التأييد والمناصرة والآن وبمناسبة عقد ندوة المملكة وفلسطين التي اختتمت قبل ايام، وندوة الانتفاضة الفلسطينية التي تتواصل في طهران عاصمة إيران، هل نطمح في تنظيم ندوات وتجمعات جماهيرية وسياسية أو برلمانية في دول إسلامية أخرى كباكستان واندونيسيا ونيجيريا ومالي وطاجكستان واذربيجان ... أم تترك هذه الدول التي تتعرض لهجمة اسرائيلية كهجمات الخلايا السرطانية.
لمراسلة الكاتب
Jaser@AlJazirah.com
|
|
|
|
|