أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 26th April,2001 العدد:10437الطبعةالاولـي الخميس 2 ,صفر 1422

الثقافية

هكذا
كتابة أخرى: زواج المتعة.. والزواج )الحلال(!!)4(
فهد العتيق
عندما تزوج هنري مللر )4( نساء لم يكن يؤمن بتعدد الزوجات، ولكنه كما يقول لا يحب كثيراً مؤسسة الزواج التي كان يراها قيداً على حريته، وكل من قرأ سيرته يدرك أنه لم يكن زير نساء بقدر ما كان )زير( كتب وفن إذا صح التعبير، بمعنى أن حياته كانت مخلصة لعالم فن الكتابة، والدليل أنه أصدر عشرات الروايات المميزة بإمكاناته الأدبية الكبيرة والمميزة أيضاً بفنٍ راقٍ وبفهم عميق لواقع حياته، واللافت هنا أن كثيراً من زوجاته السابقات ظللن على علاقة ما به ولم تنقطع الصلة بينه وبينهن بسبب أنهن صديقات مميزات كما يقول وهو إنسان حقيقي كما أكدن في لقاءات معهن .
ü ü بعض الكُتّاب يحاولون أن يحيطوا أنفسهم بهالة ما، وتلاحظ أن تصرفاتهم رسمية ومحافظة تُناقض )بعض( ما يكتبون عنه أو ينادون به، وهؤلاء الكتّاب تأتي كتاباتهم شبيهة بشخصياتهم الرسمية والمخالفة!! وبالتالي من الصعب أن تنتظر منهم كتابات جديدة ومدهشة، صحيح أن كتاباتهم ليست سيئة بحكم الخبرة و)الصنعة( ولكنها تظل أقل قدرة على تجاوز الفكر السائد والنمط السائد إلاّ في حدود قليلة جداً، ومشكلة مثل هؤلاء )الكبرى( أنهم يرون أنفسهم فوق مستوى الناس، أليسوا أدباء وبالتالي يُفترض أن يكونوا هناك بعيداً عن مشاكل وهموم الناس الحقيقية، كما يرون أنهم فوق مستوى أن يتعرضوا للمشاكل الاجتماعية التي يسمعون عنها، وهذه النقطة الهامة تخلق فجوة بين هذا الكاتب ومجتمعه، فجوة على المستوى الاجتماعي وعلى المستوى الفني، لا ينتبه لها كثيراً بحكم شتات الذهن والتركيز الذهني على شكليات الفن والكتابة والحياة مع محاولة ملامسة جروح الواقع ملامسة من البعد، وهذا يكفيهم لكي يكونوا أدباء نصف واقعيين!!؟
من السهل تصوّر العمل أو الوظيفة قيداً ضد الحرية، وربما نبتعد أيضا في التصور لنرى أن الكاتب قد يعتبر مجرد جلوسه في غرفته للكتابة يعتبر قيداً على حريته، ورغم كل هذا ربما يرى البعض أن هذه القيود جميلة وأفضل من قيود أخرى بمراحل، فقيد الزواج من واحدة )مثلاً( أفضل من قيد الزواج بثلاث أو أربع خصوصاً إذا كانت واحدة من النوع الذي يكفي، بمعنى امرأة مُدبّرة ومديرة، ومن النوع الذي يعطيك الحرية، ليس لكي تهرب طبعاً ولكن لكي تكون أكثر قرباً منها، وهذا سر لا تجيد فهمه كل النساء.
وأذكر أن أحدهم تزوج بثانية وواجه مؤيدين ومعارضين، ولكنه قال لإحدى القريبات المعارضات بشدة: اهتمي بزوجك عملياً بدلاً من الخوف عليه أو منه، وهذا ما يدعو المرأة طبعاً للتساؤل: ولماذا لا يهتم بها عملياً أيضاً، وهو سؤال هام أيضاً، لأن الجميع يشتركون في المسؤولية، أو مسؤولية الحفاظ على هذه المؤسسة العريقة والجميلة رغم كل قيودها ومسؤولياتها.
قلت في المقال السابق إنه منذ عام 1397ه وحتى 1402ه وهذا هو التاريخ الأصح قمت بقطع صلتي الكتابية بالأدب رغم انها في مراحلها الأول وعشت حياة مراهقة غنية ومؤلمة ومرحة وعذبة وساحرة سوف يكون لبعض أحداثها الهامة حروف قادمة في هذه الزاوية، وحينما عدت الى عالم الكتابة مرة أخرى بعد خمس سنوات من حرية متوهمة قمت على الفور بزيارة مكتبة دار العلوم بشارع الستين ورأيت أنها تمتلئ بكتب كثيرة جداً لتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ وعباس محمود العقاد وإحسان عبد القدوس ومحمد عبد الحليم عبدالله.. الى آخره، وكنت في الحقيقة أبحث عن شيء آخر لا أعرف ما هو على وجه التحديد، وكل كتاب أقرأ منه قليلاً حتى مررت على كل أرفف المكتبة خلال أسبوع كامل اشتريت فيه كتباً قليلة لم أقرأها جيداً، حتى وقعت على كتاب )موت على الماء( لعبد العزيز مشري مصادفة و)مكعبات من الرطوبة( لعبد الله السالمي و)الرحيل لمدن الفرح( لعبد الله الماجد و)الرحيل( لليلى العثمان وكتابين في الشعر لا أذكر اسميهما لكنهما ل)قاسم حداد( و)محمود درويش( ومن خلال هذه الكتب الستة )الحديثة( مع الاعتذار لنجيب محفوظ ويوسف إدريس وزكريا ثامر وقد قرأت لهم فيما بعد بدأت رحلة الكتابة الحقيقية، لقد حفظت هذه الكتب عن )ظهر قلب( كما يقولون ثم بدأت البحث عن كتبهم الأخرى، ثم أيضاً دخلت عالماً جديداً بدأ من مكتبات البحرين والقاهرة ودمشق للبحث عن أسماء وكتب جديدة، وفي عام 1985م نشرت مجلة اليمامة حواراً مع الكاتب جارالله الحميد ونشرت المجلة أيضا قصته )وجوه كثيرة أولها مريم( التي كانت ضمن قصص كتابه الثاني المميز، حيث لم أطّلع على كتابه الأول ربما لنفاد طبعته الأولى وهو )أحزان عشبة برية(، وبعد قراءة الحوار وقصة )وجوه مريم( قلت ان هذا الرجل الملتحي يستحق المتابعة بالفعل، وعلى الفور أرسلت الى مجلة اليمامة قصتي «متتاليات ليلة البارحة» التي قال عنها الصديق محمد الحربي المشرف على ثقافة اليمامة في ذلك الوقت: «إنها قصة متقدمة ورائعة» وأعطاها مساحة جيدة، فقلت هذا ردي يا جارالله على قصة )وجوه مريم( حتى تعرفت عليه شخصيا في عام 1989م حين تشرّفت بنزوله في ضيافتي عدة أيام كانت كافية للتعرّف على هذا الرجل الفنان في كل شيء، في ذلك الوقت كان المنافس المهم لثقافة اليمامة صفحات الثقافة بجريدة الجزيرة باشراف الاصدقاء صالح الاشقر وسعد الدوسري ومحمد العوين وقمت بنشر قصصي في ثقافة الجزيرة وهي من قصص الكتاب الثاني )عرض موجز..(، بالاضافة الى ملحق اليوم الثقافي، واستمرت متابعة وقراءة الرواية والقصة العربية الحديثة والمترجمة حتى بدأت أتعود على هذا التزاوج من مبدأ جديد بدأت أفرضه على نفسي في محاولة لفهم الكتابة على أنها حرية أيضاً وليست قيداً وأن الرقيب الإعلامي لا يستطيع أن يلغي الفكرة كاملة إذا حذف بعض عبارات النص.
البقية من كتابة أخرى، الأسبوع القادم وقد نقترب من جارالله أكثر..
للتواصل: ص ب: 7823 الرياض 11482
FAHAD-ATEQ@Hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved