|
| مقـالات
لعل من بين الامور التي رُصدت بفرح تلك هي ظاهرة اقامة معارض الكتاب بصورة شبه دورية بين الدول العربية في الشهور الاخيرة اذ لا ينتهي معرض منها حتى نعلم انه تقرر ان يقام في بلد آخر.
وهي بالتأكيد ظاهرة صحية لعلها تخفف من الشكوى من عدم انتشار الكتاب اولا كما يضاعف من التأثير الايجابي إقامة الندوات الثقافية والانشطة التي تصاحب معارض الكتب مثل عرض المسرحيات المحلية واللقاءات بين بعض المثقفين في الوطن العربي وغيرها من المظاهر الايجابية التي تدخل في حقل التواصل الثقافي الذي كنا نفتقده فيما مضى.
وإذا كان هذا بمثابة عصر ذهبي للكتاب وارجو ان يستمر ولا يتوقف فانه ولاشك يؤيد الدعوات التي كانت تنطلق من أكثر من دولة عربية بلسان المثقفين المطالبين بانتشار الكتاب الذي لاتسمح امكانات أكثر دور النشر في مد جسور خدماتها إلى أكثر الدول العربية لانقطاع التواصل وهو أمر مؤلم لاشك خاصة في ظل تسهيل وسائل السياحة بين الدول العربية في الآونة الاخيرة، وان كنا الى وقت قريب نعتمد على معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي كان يحتكر هذه الظاهرة الثقافية سنويا من باب احتكارات متعددة لمصر بصفتها الشقيقة الكبرى فجاء نشاط بعض الجهات الثقافية التي من بينها اليونسكو كما اعتقد لإلغاء ذلك الاحتكار الذي وجد ارتياحا لدى المثقفين الذين تضرروا من الاحتكار، ومازالوا يفتقدون التواصل المستمر ووجود معارض الكتاب سوف يسهم ولاشك في إلغاء الكثير من الحدود والحواجز وينمي علاقات التواصل المباشرة بين الادباء والاديبات في الوطن العربي، كما لا ننسى ان خطوة اليونسكو في اصدار «كتاب في جريدة » هو اتجاه صحيح للمساهمة في نشر الكتاب بأرخص الاثمان بين مختلف الطبقات وهو ما يضاعف ليس في محاربة الامية في الوطن العربي فحسب وانما في تعريف الادباء بعضهم ببعض وزيادة اواصر العلاقة الايجابية بما في ذلك التعاون لحل الكثير من المشكلات الثقافية وإن كنا نتطلع إلى إيجاد تنظيم يضم كافة الادباء العرب من خلال الجامعة العربية مثل رابطة الادباء العرب، بعد ان تخلصنا من الانتماءات السياسية كما هي في الماضي وتشيع فئات من الادباء الى اتجاهات سياسية اتضح عدم الفائدة منها لانهم كانوا مستغلين منها «بفتح التاء والغين » ولعلي لا انسى وانا اشيد بهذه الظاهرة الصحية، فنحن في الخليج اكثر الدول استفادة منها لتجاور اقطارنا وإلغاء بنود التنقل السابقة فانني اذكر بما تعانيه مجلة ثقافية لها في قلوبنا مكانة لاتجاهها القومي خاصة لانها واكبت بعض التطلعات الاجتماعية منذ عصر الخمسينات والتطور الحضاري حيث إنها سوف تحتفل بيوبيلها الذهبي قريبا واعني بها مجلة «الاداب» ذات الاصدارات الثقافية المميزة وهي بحاجة الى الدعم المادي الذي سوف يساعد على استمرار اصدارها كصوت ثقافي بارز في مواجهة مشكلاتها المادية واملنا كبيرفي ان تجد هذه المؤسسة الثقافية الكبرى اليد التي تنتشلها مما تعاني منه ماديا لانها اصبحت تمثل مرحلة حضارية، كما واكبت الانعطاف القومي منذ نصف قرن في الوطن العربي، وللمناسبتين مكانة خاصة في نفوس الشعب العربي كما ارجو من جامعاتنا بالذات ان تتبنى استمرارية هذه المعارض بالشروط الثقافية الواعية ومن اهمها انتشار توزيع الكتاب باسعار مناسبة باعتباره يمثل المستقبل العربي.
للمراسلة إبراهيم الناصر الحميدان
ص.ب 6324 الرياض 11442
|
|
|
|
|
