أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 25th April,2001 العدد:10436الطبعةالاولـي الاربعاء 1 ,صفر 1422

العالم اليوم

أضواء
أحلام المهابيل، ، وأحلام الفقراء
جاسر عبدالعزيز الجاسر
نعرف أن رائد الفضاء يُعدُّ لهذه المهمة لتأدية دور هام، كملاح للسفينة الفضائية، أو للقيام بأبحاث علمية، أو لإطلاق قمر صناعي، ولتأدية هذا الغرض ينهمك المرشح للرحلة الفضائية في أداء تمارين رياضية شاقة ويُعدُّ إعداداً صحياً ونفسياً لتحمل أعباء الرحلة الجسمانية والعقلية، كل هذا لأنه يقوم بدور وعمل يخدم أهدافاً علمية تنعكس على تطور الحضارة الإنسانية والعلوم ويرفد الجهد الإنساني بإسهام يساهم في دفع التقدم الى الأمام،
ورجال الفضاء الذين يقضون أشهراً في التدريب وقبل ذلك في الإعداد العلمي والذهني قد يدفعون أرواحهم نتيجة الاشتراك في الرحلة الفضائية أو في مراحل التدريب، وقد شهدت رحلات الفضاء نهايات مأسوية عديدة دفع رجال الفضاء أرواحهم نتيجة ذلك وكلنا يتذكر ضحايا مكوك الفضاء تشلنجر، إلا أنهم يقدمون على عملهم دون تهيب أو خوف من الموت لأنهم يعتقدون وهم كذلك أنهم يؤدون عملاً ومهمة تسهم في تقدم الإنسانية، ولأن عملهم يتطلب منهم أن يغامروا حتى بأرواحهم، ولولا وجود هؤلاء الرجال لما تقدمت العلوم ولا شهدت الحضارة الإنسانية كل العلو والتقدم الذي هي عليه، فالاختراعات والاكتشافات إنما تحققت بهمم الرجال المتميزين من مكتشفين ورحّالة وفي هذا العصر رجال الفضاء،
كل هذا نعرفه ونسلّم به، أما أن تتحول رحلات الفضاء الى رحلات سياحية، فهذا نوع من مسرحيات الكوميدا التراجيدية، والقصة تقول إن مليونيراً أمريكياً «يبدو أن أمواله جاءت إليه دون أن يتعب في جمعها»، هذا المليونير واسمه دفيس تيتو دفع حوالي عشرين مليون دولار لوكالة الفضاء الروسية لتحقيق حلمه في القيام برحلة سياحية الى الفضاء، وسوف تسيّر الوكالة الروسية مركبة فضائية يوم السبت القادم تنطلق من قاعدة بايكونور في كازاخستان يقودها رائد الفضاء الروسي تلفات موساباييف ويساعده المهندس اتورين،
والثلاثة الآن موجودون في القاعدة الكازاخستانية لإنهاء التحضيرات الأخيرة قبل الانطلاق الى الفضاء،
مهمة المركبة الوحيدة هي تمكين المليونير الامريكي من السياحة في الفضاء لقاء عشرين مليون دولار، ، ، ولا أدري ماذا سيستفيد هذا الملونير من هذه السياحة، حيث سيظل قابعاً في الكبسولة الفضائية محملقاً في الأجرام السماوية سابحاً في داخل الكبسولة ممسكاً بحبل يمنعه من الارتطام في جدرانه، ، ، وبعد أن يقضي سبعة أيام يعود للأرض محققاً حلمه بعشرين مليون دولار، ، ، في حين الملايين من البشر لا يستطيعون تحقيق حلمهم في الحصول على رغيف من الخبز نظيف ثمنه بنس أمريكي واحد،
لمراسلة الكاتب
Jaser@AlJazirah، com

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved