أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 25th April,2001 العدد:10436الطبعةالاولـي الاربعاء 1 ,صفر 1422

العالم اليوم

التاريخ عبر ودروس
لن يطوي
د. اسكندر لوقا:
يتبادل السفراء بين الدول التي يعترف بعضها ببعض تقليدا معروفا في أيامنا هذه. هذه العملية التبادلية تدخل في نطاق الدبلوماسية بمعناها المعاصر. وتعرف الكتب الدبلوماسية بأنها من نظم ووسائل الاتصال بين الدول الأعضاء في الجماعة الدولية، أو بالأداة التي تستخدمها هذه الدول في تسيير علاقتها الواحدة بالأخرى وتنفيذ سياستها الخارجية.
وكلمة دبلوماسية مشتقة اصلا من فعل «يطوي» في اللغة اليونانية، ذلك أنه في أيام الامبراطورية الرومانية كانت جوازات السفر والمرور بين الدول وكذلك تذاكر الانتقال من مكان إلى آخر داخل الامبراطورية تدفع على قطع معدنية مزدوجة قابلة للطي ثم تطوى هذه القطع على شكل معين، ويطلق عليها كلمة: ديبلوماس.
ومع مرور الزمن، أصبح هذا اللفظ يطلق على الأوراق الرسمية، وبخاصة الوثائق التي بمقتضاها تمنح امتيازات معينة أو تشتمل على أحكام معاهدات.
وعندما تكاثر عدد هذه الوثائق أصبح ضروريا استخدام موظفين فنيين لحفظها وترتيبها وفك رموزها، وهكذا ظهرت مهنة أمناء السر التي تسمى باللاتينية «ريس دبلوماتيكا» وإلى ان شاع استعمال دبلوماسية بمعناها الحديث منذ أواخر القرن الثامن عشر لوصف البعثات بين الدول للتفاوض أو للتحدث بأسمائها.
أصل الكلمة إذن «يطوي». وفي أيامنا هذه يحاول رئيس وزراء اسرائيل الارهابي ارييل شارون ان يطوي كل امجاد العرب التي عرفها التاريخ البشري، عندما كانوا سادة العالم في الحضارة والمعرفة والمعروف، بجرة قلم، كالقول بأن إبادة العرب والفلسطينيين في أرضهم واجبة على الاسرائيليين، كأنما مثل هذا الفعل الاجرامي يمكن ان يتم بالنوايا المبيتة المستوحاة من أساليب المكر والخداع، وكأنما أمة العرب غافية أو غافلة عن مثل هذا التصور لدى شارون ومن كان على مثاله من حوله سواء كانوا في السلطة أو خارجها.
وإذا كانت نوايا هذا الرجل الشرير ان يطوي تلك الأمجاد، فإن أحداث المنطق وتحديداً منذ انطلاقة أول أحجار الانتفاضة في وجه المحتلين الاسرائيليين ، برهنت وسوف تبرهن دائماً، وإلى أن يزول الاحتلال من أراضينا العربية المحتلة سواء في فلسطين أو في لبنان أو في سورية، على أن إمكانية طي التاريخ العربي غير ممكنة، ولهذا نردد ان شارون، كمثل الذين سبقوه في احتضان النوايا الشرسة ضد العرب، لن يتمكن من طي الصفحات النضالية المشرقة في تاريخ أمتنا، خاصة في مرحلة اليقظة التي بدأت ترتسم على صفحة تاريخ العرب الحديث جداً، من منطلق القناعة بأن وحدة الصف العربي، قبل أي شيء آخر كفيلة بالقضاء على كل نوايا العدوان المبيتة في نفوس أعداء العرب مهما طال الزمن ومهما تعددت أساليب العدوان.
SAMERLOKA@NET.SY

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved