أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 25th April,2001 العدد:10436الطبعةالاولـي الاربعاء 1 ,صفر 1422

مدارات شعبية

نصف القمر
شفاه جميلة.. تنقصها الابتسامة!!
خالد محمد الخليفة
أحيانا نحتاج للترويح عن قلوبنا المثقلة بهموم الحياة والالتزامات الخاصة والعامة التي «تهد الحيل» فتحاول عبثاً القيام بنزهة معرفية خفيفة بين ثنايا صفحاتنا الشعبية - وما أكثرها وقلة بركتها - علنا نعانق مقطوعة شعرية ذات روح ساخرة أو على الأقل خفيفة ظل تزيح شيئاً من هذه الأعباء وتحلق بنا في فضاءات الفرح والمرح بلغة شهية وأسلوب جاذب غير أننا في الغالب نعود أدراجنا إلى حيث كنا متأبطين خيبة الأمل والسبب أننا لم نجد ما ننشده ولو كان ذلك بيتاً واحداً بابتسامة صفراء!!
* أعلم أن هناك من يقول:
- إن الشعر الشعبي الساخر لايزال على قيد الحياة!
وهو رأي لانملك إلا أن نتقبله بصدر رحب ولو استدعى الأمر فرشنا له الزل الأحمر!!
لكن السؤال الذي يفرض نفسه وننتظر إجابته:
- أين هذا الشعر.. وإذا كان موجوداً بالفعل من المسؤول عن انطوائيته؟!
فما نطالعه هنا وهناك لايرقى إلى مستوى التطلعات كما وكيفاً بل إنه يبدو أحياناً ثقيل دم.. ومطلباً بالصنعة التي لايمكن إخفاؤها! إلى الحد الذي يمكن أن يوحي لمتذوقي هذا اللون من الشعر باستخدامه عوضاً عن «الثقالات» في مكاتب الموظفين الكسالى ورفوف المستودعات الورقية!
* ونتألم كثيراً وتزداد حاجتنا لهذا الشعر الباسم كلما تذكرنا إبداعات الشاعرين الكبيرين: الشويعر والثميري - رحمهما الله - اللذين لاتزال قصائدهما ومقطوعاتهما تعطر الشفاه.. وتشنف الآذان!!
* ومن حسنات بعض صفحاتنا الشعبية المصابة بفقر الطرح والكساح المهني أنها لا تبخل علينا من حين لآخر بنشر نماذج شعرية مختلفة الأغراض تغرينا بالضحك ولكنه - للأسف الشديد - ضحك على الشعر نفسه - لا ضحك له أو به !!
وكأن لسان حالها يقول:
- إن كنتم تبحثون عن الابتسامة فنحن نقدم لكم الضحك بجلالة قدره!!
*نعم.. الشعر الساخر لا غنى عنه ومهما كان فرسانه نادرين يظل مطلباً ملحاً في صفحاتنا الشعبية خصوصاً أننا لانعدمه في الشبكة العنكبوتية والمجالس الخاصة التي تحتضنه وتحتفي به فمن خلاله تتم معالجة قضايانا الاجتماعية وتعرية سلبياتنا شريطة أن نرفع عنه أكف الوصاية وندعه يتنفس هواء نقياً ضمن حدود العناصر الفنية الضرورية وفي إطار لاضرر ولا ضرار!
* مشكلة بعض القائمين على هذه الصفحات أنهم ينظرون إلى هذه الأعمال الأدبية نظرة دونية بحجة أنها هذيان شعري أو ابتذال سافر للشعر متناسين أن البساطة والوضوح والتلقائية هي الجواز الذي يمنح هذا الشعر تأشيرة الدخول إلى قلوب متذوقيه ولو قلبوا ديوان العرب لوجدوا أن هناك دواوين ساخرة من الغلاف إلى الغلاف كتبها شعراء بارزون وتناولها نقاد كبار بالنقد والتحليل!
فهل شفاهنا الشعبية الجميلة غير قادرة على الابتسامة؟! هذا ما يشغلني!!

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved