أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 25th April,2001 العدد:10436الطبعةالاولـي الاربعاء 1 ,صفر 1422

تحقيقات

«الجزيرة» تزور مستشفى الأمل وتلتقي بالمدمنين المعالجين
المكبلون بالسلاسل سجناء .. لا مجرد متعاطين ومدمنين
أصغر مدمن: البداية كانت تجربة.. ولكن المأساة استمرت بتكرار التجارب
لا يقتصر دور مستشفى الأمل بالرياض على الجانب العلاجي لمدمن المخدرات فهو واحد من عدة مستشفيات يتم فيها تقديم برامج علاجية خلال إقامة المدمن كما يقوم بمتابعة حالته بعد خروجه من المستشفى وداخل أروقته يوجد العديد من المدمنين الذين أوقعتهم المشاكل العائلية وأصحاب السوء في براثن المخدرات «الجزيرة» زارت المستشفى والتقت بالمشرف العام على المستشفى د/ خليل القويفلي وبعض المدمنين والمعالجين.
فداخل أروقة المستشفى التقينا في البداية المتعالج أبو عبدالله الذي يبلغ من العمر 35 سنة موضحاً أن السبب الرئيسي لوقوعه في المخدرات هو المشاكل العائلية فكان العائل الوحيد للعائلة المكونة من 11 شخصاً عندما توفي والده وكان راتبه آنذاك 9000 ريال ويعمل مهندساً ويقوم بالصرف على العائلة وبعد وقوع حادث مروري حدث له كسر في الرقبة مما اضطره لترك العمل من تأثيرات الحادث عليه وفي هذه الاثناء حصل أحد اخوتي على مبلغ من المال الا أنه استخدمه في المخدرات وخلال تلك الفترة كان أبو عبدالله في فتره نقاهة بعد الحادث، الا أنه وجد المعاملة القاسية من اخيه هذا وبقية اخوانه وبعد ذلك انحرف وتشرد وطلق زوجته ثم وقع في براثن المخدرات بأنواعها.
وأبو عبدالله قال «للجزيرة» بأنه تاب إلى الله ولن يعود إلى المخدرات بعد اليوم ويبدأ صفحة جديدة للحياة، وسيرجع زوجته إن شاء الله.
أصغر مدمن
وداخل قسم التنويم في المستشفى التقينا بالشاب فيصل البالغ من العمر 20 سنة ويدرس بالصف الأول متوسط حيث اتضح من خلال جولتنا داخل القسم أنه أصغر المجموعات الذين يتعالجون من الأدمان مرجعاً سبب وقوعه في المخدرات إلى أصدقاء السوء الذين ربطوا حبال الشر حوله حتى أصبح فريسة لهم فالبداية كانت عن طريق العرض من أجل تجربة المواد المخدرة ثم توالت عليه التجارب مرة تلو الأخرى ثم أدمن على المخدرات والآن قد وعد«الجزيرة» بأنه لن يعود أبداً لمثل هذه الأعمال المشينة مثل استعمال الحبوب والهيروين والحشيش وغيرها من المخدرات.
أصحاب السوء السبب
وفي اليوم الثاني من زيارتنا لمستشفى الامل بالرياض عادت «الجزيرة» إلى قسم التنويم حيث التقينا الأخ عادل البالغ من العمر 37 سنة ويعمل موظفاً حكومياً وهو متزوج وله من الابناء ثلاثة.
وسبق له دخول المستشفى أربع مرات وهذه هي المرة الخامسة التي يرجع فيها إلى المستشفى وأن سبب وقوعه في ذلك أصحاب السوء فهم السبب في وقوعه ورجوعه إلى الادمان وأنه يستخدم كل أنواع المخدرات ويشتريها من بعض الذين يعرفهم ويتردد على أماكن جلوسهم.
وأنه عازم على الا يعود إليها وأهم شيء أن الله عافاه من براثن هذه المخدرات، وسيرجع إلى أولاده وزوجته وأهله وأصدقائه الطيبين.
وأخيراً شكر عادل «الجزيرة» على زيارتها لهم ومواساتها وتلمس آرائهم وأعطتهم الثقة مكرراً بأنه لن ولن يعود إلى الادمان مرة أخرى.
قريباً وحدة المتابعة اللاحقة
بعد ذلك توجهنا إلى المشرف العام على مستشفى الأمل بالرياض الدكتور / خليل بن إبراهيم القويفلي حيث تحدث في البداية عن الخدمات العلاجية التي يقدمها المستشفى للمدمنين موضحاً بأن المستشفى أنشئ منذ حوالي 13 عاماً، وكانت معظم الحالات التي تأتي للعلاج من مرض الأدمان مجبرين على دخول المستشفى وبعد فترة من الزمن وتفهم المجتمع لمرض الادمان وأهمية العلاج فأصبحوا يأتون بأنفسهم مما حدا بالمستشفى أن يفتح برامج خاصة للراغبين في العلاج ، وبالتالي وفرنا للمراجعين عدة طرق للعلاج الأولى: العلاج بدخول المستشفى كمرحلة ابتدائية بمحض إرادته أو من كان مجبراً على ذلك فهناك تشجيع وحوافز لمن يدخل المستشفى بإرادته راغباً في علاج نفسه. ومدة المكوث في المستشفى تصل إلى شهر كامل وبعده ينقسم المرضى إلى مرضى راغبين في الاستمرار بالعلاج وينتقل المريض إلى أقسام أخرى وبرامج علاجية مختلفة، أما بالنسبة للمرضى الذين يأتون قسراً للعلاج بالمستشفى أو عن طريق جهات أمنية فهناك قسم أمني خاص بهم. ومن البرامج العلاجية برنامج الرعاية اللاحقة حيث يحول إليه المريض بعد عملية التقييم المبدئي له وإذا اتضح أنه مناسب للالتحاق بالبرنامج يكون حضوره لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع من الساعة الثامنة صباحاً حتى الساعة الثالثة عصراً وهو برنامج متكامل ويوفر لهم المستشفى وجبة الغداء. وهذه الرعاية المستمرة التي أطلق عليها «الرعاية اللاحقة» تأتي بعد خروج المريض من المستشفى بحيث تتم متابعته من قبل فريق علاجي آخر من الاخصائيين والاخصائيات مع أهل المريض مع توعية المرضى داخل الأقسام بأهمية تلك الرعاية حتى يلتحقوا بها بعد خروجهم من المستشفى. وسيتم قريباً في المستشفى افتتاح وحدة المتابعة اللاحقة وذلك بمتابعة المريض لحضوره في المواعيد داخل المستشفى والاستفسار والبحث عن أي مشكلة لدى المريض أو الأهل في محاولة لإيجاد حلول للمشاكل والمساعدة في إزالة جميع العوائق أمامه حتى يستمر في العلاج.
انخفاض النسبة
وأوضح الدكتور القويفلي أن المستشفى أفتتح على أن تكون سعته 280 سريراً، ولكن أعداد المنومين لم تصل إلى هذا العدد لتفاوت أعداد المرضى من فترة لأخرى وفي شهر رمضان مثلاً تنخفض النسبة تقريباً إلى النصف إن لم يكن أقل وهذه من احصائيات المستشفى ويدل ذلك على خيرية أبناء هذا البلد. وأضاف أنه في الآونة الأخيرة تم توظيف اعداد كبيرة من الأطباء والاستشاريين من عدة جنسيات حاصلين على الزمالة والدكتوراه فيوجد 16 استشارياً حاصلين على الزمالة وحوالي 8 اخصائيين حاصلين على أقل من الزمالة..
القسم النسائي قريباً
وأشار الدكتور القويفلي إلى أنه وردت للمستشفى مكالمات من بعض الأخوات المبتليات بالادمان وطلبهن للعلاج وتم إنشاء القسم النسائي ولكن لم يتم الاستقبال لإكمال الإجراءات البسيطة لاستقبالهن حيث تم توفير اخصائيات اجتماعيات ونفسيات وطبيية اخصائية والأخرى استشارية.
وأشار المشرف العام على المستشفى إلى أن المدمنين يمكن تصنيفهم على حسب مادة التعاطي وهذه لا تشكل أهمية كبيرة عند تصميم برنامجه العلاجي لأن الذي يتعاطى مادة فإنه يتعاطى الأخرى فهذه تكون تحت مسمى الادمان وفي الآونة الأخيرة لجأنا إلى التقسيم حسب الجنس والسن وبدأنا نعالج الأحداث الذين تقل أعمارهم عن 20 سنة في أماكن أخرى عند غير البالغين حتى لا يكون هناك تداخل.
حضوره برغبته أفضل من الإجبار
وعن خدمات المستشفى قال الدكتور/ القويفلي انه دائماً تأتي اتصالات من قبل بعض الأسر يستفسرون عن كيفية معالجة ابنهم وحضوره للمستشفى، ونبلغهم أن الجهة المكلفة بإحضاره هي إدارة مكافحة المخدرات ولكننا ننصحهم بان لا يلجأوا إلى هذا الشيء ومحاولتهم إقناع الابن أن يأتي برغبته لأن حضوره برغبته أفضل بكثير من أن يحضر مرغماً على هذا العلاج ولكي لا تفقد العلاقة بين الأسرة والمريض ولا تحصل هناك عداوة ومعاناة عندما يحضر من قبل إدارة مكافحة المخدرات. ولكن إذا دعت الحاجة إلى اللجوء لمكافحة المخدرات لمساعدتهم في إحضار الابن وعلاجه بالمستشفى فلا بد من ذلك.
سجناء لا متعاطون
وبيَّن المشرف العام الدكتور القويفلي أن تكبيل وربط المريض المدمن بالسلاسل في الأيدي والارجل إنما جاء بهذه الطريقة عن طريق رجال الأمن إلى المستشفى لان عليه قضايا حيث انهم سجناء في قضايا اخرى ويريدون استكمال علاجهم ويتم ذلك داخل المستشفى. ويؤكد القويفلي أن رجال مكافحة المخدرات أو الشرطة يكبلون أولئك لأنهم سجناء لامجرد متعاطين.
وعن أنواع المخدرات التي يتعاطاها المدمنون أشار د/ القويفلي إلى أن لديهم من يتعاطى الحشيش والهيروين والتشفيط بالباتكس والحبوب المنومة والذين يتم معالجتهم داخل المستشفى. وأوضح أن تعريف المتعافي يختلف فالمتعافي هو الذي يستطيع أن يعيش بدون التعاطي لعدة أشهر، والمتعافي هو الذي يقلع تماماً عن التعاطي فله تعريف آخر ومنهم من يرى بعد نهاية البرنامج العلاجي في قسم التنويم فيقال انه تعافى من الأعراض الانسحابية وتعافى من المؤثرات النفسية عليه، ويستطيع المريض أن يبدأ برنامجه العلاجي المتكامل داخل المستشفى.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved