أَنَّى التفتَّ فثَمَّ أفْقٌ أخضرُ
وربىً بهيَّاتٌ وجوٌّ ممطِرُ
ومدىً من الأحلام تنسج صبحَه
شمسٌ، ويعبق مسكُها والعنبرُ
هذا المساء يضجّ فُلاًّ فابتهجْ
واحذر من الكاذي، فمنه يُحْذَرُ
والموج آه، لقد رمتني موجة
لضفاف عينيها، وإني مبحرُ
تتكسَّر الأمواج في الدنيا وفي
جازانَ هذا الموج لا يتكسَّرُ
هذا أنا، خذ من شذا شعري فما
شعري سوى وطني به أتعطَّرُ
وكأنما شعري بخور محمدٍ
وكأن وهج سعادتي بكَ مجمرُ
مرحى سليل الأكرمين هلا هلا
حيّاك من قَبْل الكبير الأصغرُ
حياك من جازان ثغرٌ باسمٌ
وخميلةٌ ريّا ومغنى مزهِرُ
حيّتْكَ من شُمِّ الجبال سحابةٌ
سالَتْ بها الوديان سيلاً يُبحِرُ
وشواطئ يختال فيها العزُّ لم
يرتعْ بها باغٍ ولا مستعمرُ
وجزائرٌ قد ضمَّها في حضنه
وحَنا عليها ثَمَّ بَحْرٌ أحمرُ
العلم والأدب الرفيع هما هنا
سيماؤنا يا سيدي والمأثرُ
أمحمدُ الآتي بهمة فارسٍ
كل العيون اليوم نحوك تنظرُ
لكأنها تجلوك للحلم الذي
تحقيقُه قَدَرٌ عليكَ مقدَّرُ
الفهد قلَّب طرْفه فرآكمُ
أهلاً لتحدوَنا فأنت الأجدرُ
تهناك من ثقة المليك حمامةٌ
زَفَّتْ إلى جازانَ بشرى تقطُرُ
بشرى كما العيد السعيد وفرحةٌ
تجتاحنا ألَقاً وفجرٌ مُسفِرُ
يا أيها الفذُّ النبيل تحية
كالطلّ يرعَشُه الصباح وينثرُ
ستكون منا القلبَ نبضُ وجيبه
حبٌّ على مر الليالي يَكبُرُ
وقلوبنا يا سيدي شجر الوفا
فيها لآل سعودَ طَلْعٌ مثمرُ